موقف احزابنا من ورشة عمل بخصوص الإبادة الجماعية لشعبنا/كامل زومايا

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يناير 27, 2017, 08:51:10 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

  موقف احزابنا من ورشة عمل بخصوص الإبادة الجماعية لشعبنا     
   

برطلي . نت / بريد الموقع

كامل زومايا


            أقامت منظمة شلومو للتوثيق ورشة للتعريف بالإبادة الجماعية والوقاية منها للفترة ١٣ و١٤ كانون الثاني ٢٠١٧ وقد حاضر فيها شخصيات عالمية معروفة لها باع طويل في التحقيق في الجرائم الدولية التي اقترف بحق الضحايا في كل من كمبوديا وراوندا الدكتور كريكوري ستانتون رئيس مركز مراقبة الإبادة الجماعية في امريكا/واشنطن دي سي والخبير القانوني جان فورمن رئيس الرابطة الدولية للمحاميين الديمقراطيين في بلجيكا والبرفيسورة أليسا يودن فوركن النائب الأول للرابطة الدولية لعلماء الإبادة الجماعية واستاذة في جامعة  فيلادليفيا الامريكية والحقوقية ارينا فكتوريا ما سيمينو سكرتيرة الرابطة الدولية لعلماء الابادة الجماعية واستاذة في جامعة بوينس آيرس في الارجنتين  ولمدة يومين في الجامعة الكاثوليكية في عنكاوا/اربيل ، وكان التفاعل والمشاركة من خلال الاستفسارات والمداخلات الكثيرة من جميع بنات وأبناء الشعوب الأصيلة من الايزيديين والمسيحيين والشبك والصابئة المندائيين  والكاكائيينً والبهائيين والزرادشتيين كثيرة جدا ويعزى ذلك التفاعل في تلك المحاضرات لما قدمه المحاضرين من معلومات قيمة ومهمة في الناحية النظرية للجرائم الدولية الى جانب تطبيقات عملية لما تعرض له الشعوب من إبادة بشرية وكيفية ملاحقة الجناة وآلية الوصول اليهم قانونيا ..
إن ملف الإبادة الجماعية يعتبر أهم الملفات المفروض ان تعمل عليه جميع القوى السياسية والمجتمعية لتفعيله لأسباب متعددة:-
1-   اخلاقيا باتجاه بنات وأبناء شعبنا الذي تعرض للجريمة النكرة والتي تهدف  قلع جذورنا من ارض اجدادنا ويفترض هكذا قضايا مركز اهتمام لجميع احزاب ومؤسسات شعبنا .
2-     ان الأحزاب جميعها وبدون استثناء تتدعي الدفاع عن حقوق شعبنا والعمل على حمايته،  وعليه لابد ان يقترن ما يصرح به من شعارات تطبيقها بشكل علمي من خلال معرفة التكييف القانوني لتلك الجرائم التي اقترفت بحق شعبنا وكيفية تقديم الادلة للاعتراف بالابادة الجماعية لشعبنا ونصرته .
3-     ان الأحزاب من مصلحتها الذاتية والشخصية في تفعيل هذا الملف لديمومة وجودها وبقائها اذا ارادت ذلك ..!
4-     ان الأحزاب من المفروض ان تستغل وتستثمر هكذا ورش ولقاءات في تثقيف نفسها بماهية الإبادة الجماعية والوقاية منها ، وكيفية تفعيل هذا الملف على الصعيدين المحلي  والدولي.
5-    اخيرا ان ديمومة الأحزاب ان ارادت ان تبقى عليها ان تكون قريبة من معاناة ومطالب شعبنا  .
لقد شارك في ورشة العمل ولمدة يومين متتاليين ١٨٧ مشاركة ومشارك وجل الذين شاركوا كانوا من المهتمين بحقوق الانسان والأقليات الى جانب منظمات تعمل على رصد وتوثيق جميع الانتهاكات التي تعرض لها الشعوب الأصيلة في سنجار وسهل نينوى، وقد انعدمت مشاركة احزاب شعبنا ( لا نعرف السبب ان كان تعاليا أو معرفتهم الواسعة بملف الإبادة الجماعية  أو أستخفافا بموضوع نعتقده مهم وحساس جدا لأبناء شعبنا، أو موقفها من الجهة الداعمة لحقوق شعبنا !! ) الا انه ومن باب رفع العتب تم مساهمة نيفا من كوادر او عناصر من  العاملين في تلك الاحزاب ، بالرغم اننا قد ناشدنا الجميع لأهمية المشاركة بدعوة عامة ومفتوحة ، وللتأكيد قمنا ايضا إرسال الدعوات لجميع الأحزاب والشخصيات المهتمة بخصوص مصير ومستقبل شعبنا بشكل شخصي بهدف التفاعل مع اهداف الورشة والمحاضريين الدوليين ، ويبدو لي  إن عدم مشاركة احزابنا تأتي ايضا لأسباب ذاتية شخصية والأنا والنرجسية من البعض الذي يعيشون فيها ، أو كما يبدو ان البعض لهم مشكلة نفسية من  الجهة الداعمة وكذلك من خلفية الشخصيات التي ترعى وتدير منظمة شلومو للتوثيق ، ونود ان نؤكد مرة اخرى ان شلومو تقف بمسافة واحدة متساوية من الجميع وان ابوابها مشرعة لقبول الدعم المادي والمعنوي والتطوعي بدون اي شروط او استثناء ونؤمن بأن عملنا هو مهنيا اكاديميا حقوقيا بعيدا عن السياسة والتحزب مصلحتنا نصرة شعبنا والوقوف دفاعا عن مصالحه وحقوقه ، كما إن الجهة الداعمة  لزيارة الوفد هي الاخرى تدفع كل مالديها من جهد ودعم مادي ومعنوي بدون شروط سوى الدفاع عن قضايا شعبنا ومصيره ومستقبله دون الالتفاف الى شيئا آخر من ربح او خسارة ، ويبدو ايضا هناك رسالة خاطئة مفادها بأن كل من يشارك في الورشة يفترض ليس  له معلومات وافية عن الموضوع ، وكل من لم يشارك وكأن له  خزين من المعلومات بهذا الموضوع الشائك حتى الذين لهم باع طويل في مجال المحاماة وذوي الاختصال .
كان مهم جدا استغلال هذه الورشة واللقاءات مع الخبراء والتعرف عليهم عن قرب وبناء صلات معهم من اجل تفعيل ملف الإبادة الجماعية لشعبنا ،ولكن هذا لم يحصل  مع العلم هناك الكثير لا  يعرف  او لايفرق  ماهي الجرائم الدولية والفرق بين تلك الجرائم ،  وكذلك لا يفرق  على سبيل المثال بين جريمة ضد الانسانية وجريمة الإبادة الجماعية ، وكان لنا وقفة في حينها مع البعض وهي قضية كبيرة تمس جوهر قضية شعبنا من الجانب السياسي اضافة الى جانبها الانساني والحقوقي ...!
ليس خطأ او مثلمة في حق أي أنسان أو في حق أي حزب قيادة او كوادر من له  معلومات محدودة او منقوصة في هذا المجال فهذه مسألة طبيعية ، ولكن الخطأ الجسيم  هو المكابرة والكسل والتقاعس في معرفة المعلومة لمن يتصدرون الموقف تجاه شعبنا وامام الأخرين ،  وخاصة في هكذا أمور التي تمس حياة شعبنا ومصيره ومستقبله  والتي هي من صلب أولويات تلك الأحزاب إن كانت صادقة مع نفسها ومع جماهيرها طبعا !
وعليه أرى ان احزاب شعبنا جميعها وبصراحة وبالرغم لدي صداقات محترمة مع الجميع ، اقول انها متهمة من قبلي شخصيا في الاستهانة من ضحايا شعبنا ، فلم نرى أي تحرك أو أي تفعيل أو تنسيق  لهذا الملف على الصعيدين المحلي والدولي،  بالرغم اني شخصيا وبشكل دوري أقوم بزيارة جميع مكاتب الأحزاب وبدون أي استثناء للتعريف بكيفية العمل والتنسيق من اجل دفع هذا الملف الى أروقة المجتمع الدولي والمحلي، كما ناشدت جميع المؤسسات والاحزاب من خلال نداءات متعددة وعبر الاعلام المرئي والمقروء وبشكل مباشر وغير مباشر لكل تحرك جديد او معلومة سلبية بحق شعبنا في ملف الابادة الجماعية دوليا بهدف العمل والتحرك السريع قبل فوات الاوان ، ولكن للاسف الشديد تكون الاستجابة ضعيفة ، وعند اللقاءات الشخصية اسمع الى كلمات الثناء التي لا احتاجها عند اللقاء معهم ، وجل الذي احتاجه ويحتاجه شعبنا هو الدفاع عن مطالب شعبنا والعمل على الفات نظر المجتمع الدولي لمعاناته والعمل على انصافه ..
إن ما تعرض له شعبنا من ابادة جماعية وبعيدا عن المزايدات مطلوب منا جميعا احزاب ومؤسسات دينية ومجتمعية واجبا اخلاقيا وضميريا الوقوف بدون استثناء لتفعيل هذا الملف وما يعتريه من تشويه والانتقاص من معاناة شعبنا على الصعيدين المحلي والدولي من بعض الجهات ، علينا معرفة ذلك ، ويخطأ كل من يتوقع ان ما يكتب من بعض الجهات هو يعكس مصداقيتها مع ملف الابادة الجماعية للمسيحيين ، نكون سذج وهوائيين علينا ان نعلم ان ما ينشر من البعض وليس الكل هو للاستهلاك المحلي وللحفاظ على مصالحهم الشخصية والذاتية  ولكنها تضمر شيئا آخر، وبكل تأكيد هناك  من يدافع عن قضية المسيحيين بقدر قضيتهم انسجاما مع نظرتهم  الأنسانية لقضية المسيحيين ..!
لقد أقمنا وشاركنا بالكثير من المؤتمرات للتعريف والفات نظر المجتمع الدولي والمحلي لما تعرض ويتعرض له المسيحيين والايزيديين والشبك والصابئة المندائيين  من ابادة جماعية ومستقبلهم في العراق على سبيل المثال
أ‌-    موتمر اربيل في شباط ٢٠١٥ المؤتمر الوحيد واليتيم في العراق
ب‌-   مؤتمر جنيف آذار ٢٠١٥
ت‌-   مؤتمر يريفان تموز 2015
ث‌-   مؤتمر لتوانيا  في 29 تموز 2016
ج‌-     الى جانب عشرات الجلسات والمناشدات للبرلمان الاوربي ومجلس حقوق الانسان للامم المتحدة
ح‌-    دعوة وفد عالمي  للرابطة الدولية لعلماء الإبادة الجماعية لرصد وتوثيق ما تعرض له شعبنا من ابادة جماعية في كانون الثاني 2016  الى اربيل / اقليم كوردستان العراق
خ‌-    كما تم مؤخرا كانون الثاني /2017 دعوة وفد مشترك من مركز مراقبة الابادة الجماعية في امريكا والرابطة الدولية لعلماء الابادة الجماعية والرابطة الدولية للمحاميين في بلجيكا 
اننا في الوقت الذي نذكر تلك النشاطات وكان في بعض هذه الجهة او تلك محاولات لأفشالها لو تمكنت ذلك بالوقت الذي كنا نتعامل مع الجميع بكل شفافية في إيجاد آلية لتنسيق وعمل جمعوعي لأيصال صوت شعبنا والذي يعد هذا العمل هو من صلب وجوهر عمل الاحزاب وضرورة تفعيل أهدافها  ..
سوف نعمل بهذا الاتجاه ونواصل المسير بهمة الغيارى الذين يعملون لمصلحة شعوبهم ، لأننا نؤمن بأنه واجبا علينا وليس منة على شعبنا ،وأنه واجبا اخلاقيا بأتجاه ضحايا شعبنا .
لم يكن اداء احزاب شعبنا ومؤسساته الدينية بخصوص ما تعرض له من إبادة جماعية منذ بدء  في ٩/حزيران ٢٠١٤ ولحد الان بالمستوى المطلوب نكرر بخصوص ملف الإبادة الجماعية وليس الإغاثية حتى بعد تحرير مناطقنا من دولة الخلافة الاسلامية في الشام والعراق ( داعش) ، علينا ان لا نكابر ولا تأخذنا العزة بالأثم علينا ان نراجع أنفسنا وضميرنا لأنصاف شعبنا الكلداني السرياني الآشوري،  وعليه  يحتم علينا جميعا رص الصفوف من مؤسسات دينية وسياسية ومجتمعية لتكوين قاعدة بيانات ولوبي للتعريف بما اصاب شعبنا من  إبادة جماعية ولا يأتي ذلك الا من خلال التكاتف والعمل الجموعي وما احوجنا اليه في هذا الوقت العصيب .
مع فائق الاحترام والتقدير 
عنكاوا
٢٤/كانون الثاني/ ٢٠١٧
كامل زومايا