المدارس....أين المدارس يا وزارة التربية؟

[حكمت عبوش]

المدارس....أين المدارس يا وزارة التربية؟

                                                                                               حكمت عبوش   
مع إطلالة موسم المدارس فان من أكثر الاحتمالات بعدا هو عدم وجود مدارس تأوي التلاميذ المتوجهين إليها. إن نقص مدرسة أو مدرستين أو حتى ثلاث في عموم العراق هو أمر قد يكون مقبولا في الظروف الحالية أما في هذه السنة فلأول مرة في العراق و هو البلد النفطي الغزير الموارد يعاني من هذا النقص الفاضح في عدد المدارس حيث يقول (د.عادل شرشوب) رئيس لجنة التربية في مجلس النواب: بسبب المدارس الطينية و الآيلة للسقوط فنحن نحتاج الى 6000 مدرسة في كل العراق و بسبب هذا ففي بغداد (هدمت 150 مدرسة) يقول (د.فلاح القيسي) رئيس لجنة التربية في مجلس محافظتها: إن المجلس سيطلب من مجلس النواب تأجيل العام الدراسي الحالي بسبب عدم وجود المدارس البديلة. أما عضو مجلس محافظة النجف محمد خصاف فيقول إن مجلسه سيرفع دعوى قضائية و شكوى إلى البرلمان بحق (محمد تميم) وزير التربية بسبب هدم 16 مدرسة في المحافظة و عدم توفير بديل عنها. و قبلها كان (نافع حسين) مدير تربية محافظة الانبار و التي (هدمت فيها 78 مدرسة) قد طمأن الطلبة و أهاليهم إلى إن الوزارة بصدد توفير الكرفانات البديلة عن المدارس كما طالب (فيصل العيساوي) عضو مجلس المحافظة بتوفير الكرفانات و الخيم أو إلغاء العام الدراسي الحالي. أما السيد (محمد الخالدي) النائب من محافظة ديالى فقد نشرت-قناة الفيحاء عنه يوم 20/9/2012- انه طالب الحكومة و البرلمان بمتابعة تلكؤ الشركات المكلفة في إكمال بناء المدارس في محافظته و دعا البرلمان و لجنة التربية فيه إلى تشكيل لجان لمساءلة الشركات عن سبب تلكؤها.إن هذا النقص في عدد المدارس ليس في هذه المحافظات فقط بل في معظم المحافظات العراقية إن لم يكن جميعها. و هذا الواقع المؤلم لا يبرز عمق معاناة التلاميذ و أهاليهم فحسب بل يبرز أيضا انعدام و سوء تخطيط الوزارة و الفساد الذي أوصل مجساته إلى أهم المفاصل الحكومية و منها التعليم وعلينا أن نسأل كم سيخسر العراق و التلاميذ إذا فقدوا سنتهم الدراسية؟
إن أزمة المدارس الصعبة هذه هي دعوة ملحة لوزارة التربية بالحذر من الفساد الذي على الوزارة مكافحته واجتثاثه في كل الميادين ودعوة لتجنب سوء التخطيط ولننظر إلى الهياكل الغير مكتملة للمدارس في بغداد والى العالم المتقدم ونسأل هل تهدر الأموال فيه بهذا العبث و اللا مسؤولية؟ 

[ماهر سعيد متي]