مشاكسة زيجات افتراضية / مال الله فرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أغسطس 28, 2012, 11:09:11 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مشاكسة
زيجات افتراضية



مال اللــه فــرج
Malalah_faraj@yahoo.com


برطلي . نت / بريد الموقع
امست عجائب وغرائب هذا الزمان بين النساء والرجال تفوق احيانا التصور والخيال ' بالاخص في ميدان العلاقات العاطفية والزوجية الى جانب العلاقات السياسية والسلطوية ' بل لعل الاغرب والاعجب عندما تتداخل العلاقات العاطفية والسياسية معا فيعشق السياسيون السلطة بجنون ' ويعقد المسؤولون قرانهم على المال العام ' لنقرأ في ظل ذلك على الشعوب وحقوقها السلام ' حتى بتنا نقف على بوابة زمن مفتوح على ماكان في الماضي غير مسموح ' وبتنا نعيش غير المتوقع بعد ان كنا على تقاليدنا المتواضعة نتقوقع ' وفي مقدمة ذلك حمى صرعات الزواج  غير التقليدية ' وغالبا غير الواقعية التي امست سمة هذا العالم السريع المتغيرات والمتناقضات والذي امسى في ظل ثورة المعلوماتية والاتصالات عالما بلا جدران يلقي بافرازاته الثقيلة غالبا على كاهل الانسان ' واذا بدوران الارض يبدو اكثر اسراعا وضغوطات الحياة تتناسل وتتضاعف تباعا والتعقيدات اليومية  تمسي اكثر اتساعا. 
فبعيدا عن الزيجات الشرعية العريقة المعروفة'  وزيجات الانترنت والدم والموبايل والمسجات ' والرسائل المنمقة بارق التعابير العاطفية والمشاعر الرومانسية ' والكلمات التي لا تعدو ان تكون غالبا مجرد جسور للملذات ' ووعود لا تتحقق لاطفاء لهيب الرغبات ' فاجأنا البعض   بزيجات غريبة عجيبة ' ربما تفتح الافاق امام ممارسات مريبة .
ومن بين الصرعات الزواجية الكثيرة واشكالها المثيرة اقدام مجندة  أمريكية على اعلان زواجها من برج ايفل ضمن مراسيم احتفالية تليق بالمناسبة  الرومانسية بحضور حشد من اصدقائها بعد ان وقعت بغرامه ' في حين اقدمت السويدية ايجا رييتا (54) عاما على الزواج من جدار برلين وبادرت عند هدمه بجمع اجزاء منه والاحتفاظ بها ورفضت رفضا قاطعا طلاق اشهر الجدران والزواج بانسان ' اما الكوري لي جين فقد وقع في غرام وسادته واعلن على الملأ زواجه منها  بعد ان رسم عليها وجه امرأة حسناء  والبس صاحبة الصون والعفاف  فستان الزفاف' في حين اقدمت  الامريكية ليندا بعد فشلها في اربعة مشاريع زفاف على الاقتران بكلبها ماكس واقامت حفلا بالمناسبة ارتدت خلاله فستان الزفاف وتجملت بكامل حليها واناقتها في حين ارتدى الكلب سعيد الحظ الذي اقلع في ذلك اليوم عن هواية العض بدلة  زفاف رسمية فريدة تليق بالمناسية السعيدة  ' من جانبه طلب الامريكي روس هيوارد  رسميا من سلطات  مدينتة الموافقة على زواجه من مهرته ميسي التي يعشقها ' لكن طلبه رفض لصغر سن الزوجة التي لم تتجاوز الخامسة من عمرها.
اما ابلغ صور الانانية والنرجسية الزوجية في اختيار الشريك الاخر فقد جسدها الصيني ليو لي ( 39) عاما باعلانه الزواج من نفسه في حفل  حضره اكثر من الف مدعو ' في حين تمثلت اغرب حالات الزواج باعلان زفاف رضيع لم يتجاوز الاحد عشر شهرا على رضيعة لم تتجاوز الثلاثة اشهر في بنغلادش لوضع حد لعداء امتد لعشرين عاما بين قبيلتي العروسين بسبب نزاع على ملكية ارض زراعية ' اما الانكليزي توماس بار فقد تزوج عشر مرات خلال سنة واحدة بعد وفاة زوجته وكان يبلغ (112) عاما.
عبر بوابة هذه الزيجات العجيبة الغريبة ' باتت تلوح في الافق ملامح زيجات اخرى اعجب واغرب ما تزال في طور الزيجات السرية ممثلة بزيجات المسؤولين غير المعلنة على وزاراتهم ومؤسساتهم ' وزيجات بعض الرؤساء على مقاعد حكمهم ' وزيجات بعض السياسيين على اموال وخزائن وحقوق وثروات  شعوبهم ' ولعل الاسوأ ما في هذه الزيجات محاولة القائمين عليها جعلها اشبه بالزيجات الكاثوليكية الابدية التي لا تنفصم عراها حتى الموت ' في حين تحلم شعوبهم المغلوبة على امرها ان تكون زيجات بعض حكامها اعلى كراسيهم أشبه بزيجات المسيار او المتعة او المصياف او المطيار او اي نوع اخر يمكن ان ينتهي عقده وتزول اثاره بفترة محددة بدون تسويفات معقدة .
والا كيف نفسر اصرار بعض الحكام على الالتصاق بمقاعدهم لازمان مفتوحة رغم ارادة شعوبهم التي لا تطيقهم ورغم التظاهرات والصدامات اليومية وانهار الدماء؟ وكيف نفسر التصاق المسؤولين والوزراء في هذه الدولة وتلك بوزاراتهم ؟ وادمان هذا السياسي او ذاك بالاستحواذ على العقود والمناقصات وحصص الصفقات واقامة كارتل من الشركات التي تنهب موارد الشعب؟
ان الخشية الكبرى ليست من هذه الزيجات التي ما تزال سرية ' لكن الخشية الحقيقية من مبادرة بعض هؤلاء المسؤولين باصدار تشريعات وانظمة (تحلل) بموجبها هذه الزيجات الفاسدة وغير الشرعية وتجعلها مشروعة وعلنية ' عندها ربما سيتزوج وزراء المالية من خزائن بلدانهم ووزراء النفط بابار نفوط شعوبهم وامناء العواصم والمحافظون بمدنهم والوزراء بوزاراتهم والمدراء العامون بمؤسساتهم  ورؤساء الحكومات  بموارد شعوبهم ' وعندها ربما لن يتبقى  للفقراء  حتى عدس البطاقة التموينية العرجاء. 

ماهر سعيد متي

مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة