مجمع الكرمة :بناية تسكنها العوائل المهجرة من سهل نينوى والجرذان تتنقل في ارجائها

بدء بواسطة برطلي دوت نت, فبراير 29, 2016, 11:37:14 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

    مجمع الكرمة : بناية تسكنها العوائل المهجرة من سهل نينوى
والجرذان تتنقل في ارجائها   




برطلي . نت / خاص
كثيرة هي مجمعات ومخيمات النازحين المسيحيين في عنكاوا منها ما اقيمت على اطراف المدينة ومنها ما اتخذت من ساحات الكنائس والمنشآت والابنية في وسط المدينة مكانا لها . ومن هذه مجمع الكرمة .
يتخذ مجمع الكرمة للعوائل المهجرة من سهل نينوى من احدى البنايات التي تتكفل  بابيليون ميديا وهي شركة اعلانات اهلية بدفع ايجارها . هذا ما ذكره لنا الشاب لبيب حنا الكاتب احد المسؤولين على ادارة المجمع الذي يشرف عليه الاب نجيب الدومنيكي والذي يتكفل بمتابعة متطلباته .






يقول السيد لبيب الكاتب ان البناية لم تكن مهيأة للسكن ينقصها الكثير من اعمال البناء فتوكلت المهمة منظمات فرنسية حضرت بمجهود الاب نجيب واجرت عليها بعض الترميمات واضافة المتطلبات الضرورية للنازحين من حمامات وكهربائيات وما الى ذلك .
سكن المجمع في بدايته (90) عائلة انتقلوا اليه من الذين كانوا يسكنون الخيم في الحدائق وساحات الكنائس والقاعات حيث اتخذت ثلاث عوائل غرفة واحدة مسكنا لها . يضيف السيد لبيب : لكن بعد ان طالت فترة العودة الى الديار هاجرت عدد من العوائل الى خارج البلاد ومنها من انتقل للسكن في الكرفانات او في الايجار حتى اصبح عدد العوائل التي يضمها المجمع (60) عائلة . تقدم المساعدات لهم منظمات انسانية مثل منظمة سولت الهولندية التي تقدم حصة غذائية شهرية ومنظمة الرجاء والسلام التي تساهم ايضا في حصة غذائية اخرى شهريا ايضا هذا بالاضافة الى الحصة التي يستلمها سكنة المجمع كما باقي النازحين من لجنة الاغاثة الاسقفية ، هذا بالاضافة الى زيارات تقوم بها منظمات اخرى بين فترة واخرى مثل الجمعية الخيرية الاشورية التي قدمت هدايا للاطفال بمناسبة الاعياد ووقود التدفئة (النفط الابيض) خلال هذا الشتاء ومنظمة حمورابي وغيرها .
يضيف السيد لبيب حنا ان عمل اللجنة لا يتوقف عند تقديم الحصة الغذائية بل تقوم ببعض الانشطة الثقافية ، حيث خصصت قاعة في المجمع لهذا الغرض تقدم فيها محاضرات ثقافية واجتماعية وتربوية ونفسية يقدمها متخصصين في هذه المجالات . كما تحضر منظمات لاعطاء دروس في الخياطة والحلاقة هذا بالاضافة الى مشاركة سكنة المجمع في دورات تقيمها مراكز ومنظمات في مقراتها .



وعن الوضع النفسي لسكنة المجمع ذكر الكاتب : ان في بداية الازمة كان صعبا جدا لكن بتوفر السكن شعرت هذه العوائل بنوع من الامان الاجتماعي ، لكن عاد ليزداد صعوبة بعد ان طالت فترة العودة وانحصر تفكيرهم في العودة الى الديار والهجرة الى خارج البلاد وكلا الحالتين متعبة . فالعودة يدفعه للتفكير في داره ومصيره هل لا زال قائما وسُلبت محتوياته أم دُمر . وان اراد الهجرة فتحتاج الى الانتظار لسنوات في بلدان الجوار ، ولهذا يقول السيد لبيب تجد وضعية المهجر غير مستقرة .
يواصل السيد لبيب كلامه ويقول ان اغلب سكنة المجمع يتوقون للعودة ولكن فقدان الثقة بالحكومة والاجهزة بتوفير الامن والحماية جعل منهم كثيرين ان تطرق فكرة الهجرة افكارهم . لان هؤلاء في ليلة وضحاها فقدوا كل شيء .
وعن المشاكل تحدث لبيب الكاتب انها قليلة في المجمع بسبب الانسجام الذي حصل في العوائل بعد فترة من التعايش معا حتى استخدام الخدمات المشتركة في المجمع يحصل بالاتفاق بينهم . نعاني من نقص في مساعدة العوائل بالمنظفات التي هي ضرورية وبمستلزمات الاطفال ، الحليب والحفاظات . ونعاني من مشكلة المولد الذي يزود المجمع بالكهرباء وهذا ما يحتاج الى وقود تشغيل والى دهن للمحرك والى ادامة وهذا ما نعتمد فيه على المساعدات المالية المقدمة من المتبرعين .

عن الجو الصحي داخل المجمع يقول لبيب حنا . ليس بالجيد لان المكان مغلق وغير مكتمل البناء ومكتظ بالساكنين والخدمات مشتركة وداخل الممرات احيانا وليس فيه اي تجهيزات لتغيير الهواء فالجو فيه غير جيد .
واثناء التنقل بين طوابق المجمع وممراته كنا نتحسس الدرجات الى الطوابق الاعلى والجدران فالمكان يسوده ظلام دامس بسب انقطاع التيار الكهربائي والمولد لا يعمل حتى الساعة الثانية عشر ظهرا .




سامية يوسف تسكن مع شقيقتها ووالدتها التي تحملها اعوامها الثمانين في غرفة تتقاسمها مع شقيقها وعائلته ذات الستة اشخاص . نور شابا زوجة الشقيق تقول عن غرفتها التي قطعت من الغرفة الكبيرة بحاجز على شكل مربع من المشمع بالكاد تجد مكانا تتحرك فيه . تقول نورا لديها ثلاثة ابناء في مرحلة البكالوريا اثنان منهما في السادس العلمي والاخر في الثالث المتوسط فغرفتنا هي للقراءة وهي للنوم وللطعام ووو. المكان ضيق وحاجياته مبعثرة في المكان فمهما رتبت تبقى مبعثرة ويزيد على ذلك انه مكان لنشر الملابس فهناك منشرة في وسطه . تطالب نورا بغرفة مستقلة لها ولعائلتها .
ام ميلاد في الغرفة المقابلة تعاني من ان غرفتها لا يصلها ضوء الشمس بتاتا ، وبانقطاع الكهرباء تصبح اجوائها في ظلام دامس . ليست وحدها وانما جميع العوائل التي تسكن في غرف ليس فيها منفذ للضوء ، تكثر فيها الرطوبة تقول ام مريم مما يضطرنا الى تقليب مناماتنا باستمرار وتكثر في الغرفة رائحة الرطوبة والعفونة .
في غرفة اخرى طفل في باب الغرفة سنوات عمره لم تجعله يعرف ما حدث له ولماذا هو في هذا المكان ورجل مسن طريح الفراش لا يتحرك تنظر الى الوجوه تقرأ فيها حجم المأساة التي حلت بهذا الشعب .
المطبخ مشترك ويتداخلون في اشتراكات أخرى طباخ لكل عائلتين وقنينة لكل اربعة عوائل . المكان مظلم بلا مفرغة هواء تختلط روائح الطعام برائحة الرطوبة تقول احداهن  سامية يوحنا يضيق صدرنا بالاجواء هنا حتى نضطر للخروج الى خارج المطبخ بين فترة واخرى .





الطابق الثالث تسكنه (17) عائلة ومطبخها في الممر ، هذا الطابق يعاني من عدم وصول الماء اليه في فترات انقطاع التيار الكهربائي .
ام ماري مهجرة مرتين من الموصل الى قرة قوش احبت ان تستقر فيها فوضعت كل ما ادخرته من مال ومصوغات ذهبية في بناء دار يضمها هي وعائلتها لكن الامر لم يكن في الحسبان فقد طالها التهجير ثانية في 6 آب  .
أم ماري تسكن في غرفة مع عائلتها المكونة من ستة افراد . غرفتها مطلة على الشارع الاضاءة قوية تحسدها عليها جارتها ولكن تقول خلال الصيف تتحول الى (حمام ساونا) فوقاية لذلك وضعنا طبقات من الفلين لحجز اشعة الشمس القوية .  سقف الغرفة كما الغرف الاخرى لا زالت كل مرفقات المجاري والتكييف والحديد ظاهرة .
تقول ام ماري احيانا صبري ينفذ ولا استطيع التحمل في لحظتها ، اناجي ربي واقول الى متى نبقى هكذا اريد العودة وان لم تحصل ليذهبوا بنا الى دول اخرى . واحيانا افكر بالهجرة حتى لو كان في زورق صغير (جوب) رغم ما تحيط بالعملية من مخاطر .
تضيف ام ماري تشاركنا القوارض (الجرذان ) سكننا ، نشاهدها احيانا وهي تتسلق خطوط المجاري من السرداب الموجود في اسفل البناية والمتروك ونشاهدها وهي تتحرك على الانابيب الممدودة في سقف الغرف .
يقول زوجها معلم اللغة السريانية الاستاذ صلاح نحن بحاجة الى مبردات والى مفرغات هواء .
القصص في هذا المجمع كثيرة ، رعد عزيز منصور تعرض لحادث انقلاب دراجته النارية لمرتين وهو في طريقه الى اربيل ليلة التهجير خضع لعملية تبديل الورك قبل فترة في مستشفى اهلي كلفته 8200 دولار تكفلت في بعض تكاليفها منظمة انسانية ، يعيش بلا مورد مالي وهو غير قادر على العمل .

































المادة خاصة بمنتديات برطلي دوت نت . عند نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة ، يرجى الإشارة الى
" منتديات برطلي دوت نت "