مع ذكرى التهجير تقل فرص بقاء المسيحيين في العراق

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أغسطس 08, 2018, 09:54:01 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مع ذكرى التهجير تقل فرص بقاء المسيحيين في العراق     



دار السيدة سارة شمني


برطلي . نت / خاص

بهنام شمني

بالرغم من مرور اكثر من سنة على عودة سارة شمني الى بلدتها برطلة، الا ان هذه المرأة السبعينية لم تحظى الى الان برؤية دارها. فقد حرص ذووها على عدم اطلاعها على الدار المهدمة خوفا من اصابتها بمكروه سيما وقد انهكتها سنوات التهجير الذي فقدت خلاله زوجها ايضا وهاجر فيه عدد من ابنائها، اضف الى ذلك قائمة الامراض المزمنة وغير المزمنة التي تلاحقها باستمرار مما جعلت من جسدها النحيل لا يقوى على مقاومة الصدمات. 

دار السيدة سارة شمني هو واحد من عشرات الدور في برطلة التي تعرضت للتفجير من قبل داعش خلال فترة سيطرته على البلدة المسيحية للفترة من ٦ آب ٢٠١٤ وحتى ساعة تحريرها في ٢٠ تشرين الاول ٢٠١٦ .




دار السيد سلام بتي


ليس بعيدا عن دار السيدة سارة يقع ايضا دار السيد سلام بتي الذي سُوِي بالارض بسبب القصف الجوي لقوات التحالف، حيث كان يتخذه عناصر التنظيم المتطرف مقرا لهم مما جعله هدفا للطيران الحربي  .

يقول سلام ان ما يؤكد له ذلك الصور الجوية التي كنا نطلع عليها وكانت تردنا من اصدقاء متابعين للاحداث تؤكد ان داري كانت قائمة حتى يوم التحرير .

يقف سلام فوق اكوام الكتل الخرسانية التي تغطي المكان ويقلب بعضها عسى ان يعثر على ذكرى له تركها في الدار يوم خروجه منه قبل اربع سنوات .

يحبس سلام الدموع في عينيه ولكن ملامح وجهه تفضحه ولا تستطيع ان تخفي مشاعر الحزن التي يعيشها. الدار التي لم يسكنها الا بضعة اشهر حيث كان قد انهى بنائه حديثا. 

سلام انفق كل ما يملك بل استدان واقترض من بنك الاسكان حتى يحقق حلمه في بيت يضمه هو وعائلته ليعيش بأمان . الامان الذي لم يكن سلام والمسيحيين في سهل نينوى يعلمون انه مفقود لهم ايضا في بلد تنخره الطائفية فيخرج تنظيما متطرفا هو تنظيم الدولة الاسلامية ويستبيح الموصل وسهل نينوى ويهدر دم المسيحيين ويستولي على املاكهم واموالهم ويدمر مدنهم وقراهم ،  ويقتل فيهم النفس الاخير الذي كان يراهن على البقاء في ارض الاجداد.   

ينقسم ما تبقى من عائلة سارة شمني ما بين برطلة وعنكاوا المكان الذي التجأت اليه قبل اربع سنوات. بينما لا زالت تعيش عائلة سلام بتي في مجمع نشتمان في اربيل، المجمع الذي ضم المئات من العوائل المسيحية المهجرة من سهل نينوى والموصل ولا زال يضم الكثير من امثال عائلة سلام التي لم تستطيع العودة .

منذ سنة تقريبا اطلقت لجان الاعمار الكنسية حملة الاعمار في برطلة بدعم من المنظمات الكنسية الدولية ولكن لم تشمل حملة الاعمار هذه داري السيدة سارة والسيد سلام ، كونهما يدخلان ضمن المجموعة (A) وهي المقصود بها الدور المهدمة كليا والتي تم تأجيل اعمارها الى حين.

وبحسب ما اعلنته لجان التوثيق والاعمار في سهل في مؤتمرها الصحفي الذي عقد في آذار 2017 بلغت عدد الدور المهدمة كليا في برطلة (94) دارا والمحروقة التي تدخل ضمن نفس الفئة A (347) دار.

تنتظر عائلة سارة وسلام اليوم الذي فيه تلتفت اليهم الجهات الحكومية او المنظمات الانسانية ولجان الاعمار الكنسية وتشمل دورهم بالاعمار او تقوم بتعويضهم ليتمكنوا من اعادة اعمار دورهم ويعودون يسكنون في دورهم بدلا من التنقل بين الاقارب او السكن في مجمعات التهجير. 

وفق المعطيات الحالية يرى السيد سلام أن لا أمل في وضع داره ضمن خطة الاعمار وبدأ اليأس يطرق حياته وهو يفكر الان في الهجرة الى خارج البلاد بدلا من البقاء مهجرا في وطنه.

وكانت موجة هجرة المسيحيين قد تصاعدت بعد احتلال داعش لمناطقهم في سهل نينوى التي تمر ذكراها الرابعة في هذه الايام، واستمرت كذلك طيلة فترة التهجير التي بلغت ما يقارب من الثلاث سنوات ثم قلت نسبتها مع تحرير هذه المناطق والبدء بعمليات الاعمار.

يذكر ان تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) كان قد بسط سيطرته على سهل نينوى وبلداته فيها ومنهم برطلة في 6 آب 2014