بيان الهيئة المستقلة لحقوق الانسان في أقليم كوردستان حول أنسحاب ممثلي المكونات م

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أغسطس 13, 2015, 10:03:57 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت


بيان الهيئة المستقلة لحقوق الانسان في أقليم كوردستان حول أنسحاب ممثلي المكونات من لجنة كتابة مسودة الدستور.

برطلي . نت / متابعة
شكل البرلمان الكوردستاني لجنة خاصة متكونة من (20) عشرون عضوا لغرض أعداد مسودة دستور أقليم كوردستان ليصبح خيمة لكافة المكونات الكوردستانية الدينة والقومية وضمان الحقوق الدستورية لكافة المواطنين وليصبح  للأقليم دستورا ديمقراطيا.
لاقت هذه الخطوة التي قام بها البرلمان الكوردستاني ترحيبا واسعا من قبل المواطنين كافة كونها تضم ممثلي كافة المكونات الأصلية ومنحت لهم الحرية في تقديم مقترحاتهم وأرائهم فيما يخص حقوقهم وحرياتهم الاساسية وتثبيتها وترسيخها في الدستور المرتقب, وأعتبر هذا مثالا يحتذى به للتعايش السلمي وقبول الأخر والأندماج الثقافي وأحترام الحقوق والحريات الأساسية ويعزز الديمقراطية في أقليم كوردستان.

إلا أن في يوم "11 آب 2015 " أعلنا المكونين الكلداني السرياني الاشوري( المسيحي) والمكون التركماني أنسحابهما وعدم الأستمرار في أعمال هذه اللجنة  بسبب عدم الأخذ بملاحظاتهم ومقترحاتهم على المواد والفقرات الخاصة بحقوقهم وحرياتهم في باب ( الحقوق والحريات العامة) لأنها لاتضمن المشاركة الحقيقية لأبناء المكونات في إدارة العملية السياسية في الاقليم.

نحن في الهيئة المستقلة لحقوق الأنسان في أقليم كوردستان, وأنطلاقا من إيماننا بحماية مباديء حقوق الأنسان والدفاع عن حقوق جميع المواطنين بدون أستثناء, ومن ضمنها حقوق المكونات التي تعتبر من أحد الأركان الأساسية في العمل بمجال حقوق الانسان, نرى أنه من الخطأ عدم الأخذ بنظر الأعتبار الفروقات والأختلافات الدينية والقومية للمواطنين في مسودة الدستور لهذه المكونات الأصلية التي تعيش على أرض كوردستان وأهمالهم وعدم أعطائهم الضمانات الدستورية للتمتع بحقوقهم وحرياتهم الاساسية وفق ماقررته المواثيق الدولية والأعلان العالمي لحقوق الأنسان والأتفاقات الدولية بخصوص حماية حقوق المكونات الاصلية وبالأخص تلك التي وقع عليها العراق وهو طرفا وملزما بتنفيذها وأن المكونات ساهموا ويساهمون في بناء الأسس الأجتماعية والتأريخية والثقافية في الاقليم وأعطوا تضحيات كبيرة لبناء الأسس الرصينة لتحقيق الديمقراطية, لذا على لجنة كتابة مسودة الدستور أن تتعامل مع أبناء هذه المكونات وفق مباديء حقوق الانسان وكونهم مواطنين أصحاب حق ويجب أن يتمتعوا بحقوقهم كشركاء في الوطن الواحد.

كنا قد أعلنا قبل فترة من الأن وببيان رسمي وأخبرنا رئاسة البرلمان ولجنة كتابة مسودة الدستور وكذلك رؤساء كافة الكتل البرلمانية بوجود محاولات من قبل البعض لتهميش حقوق هذه المكونات, يبدوا أن هناك فعلا من يريد ويعمل من أجل تحقيق هذه المحاولات وجعلها واقعا ملموسا مفروضا على الجميع للنيل من حقوق المكونات والتقليل من شأنها ووجودها, وأن هذه المحاولات لاتخدم العملية السياسية والديمقراطية في الأقليم لا في الوقت الحاضر ولا في المستقبل خصوصا أن المنطقة تمر اليوم في مرحلة سياسية حساسة وخطيرة وهناك مخاطر على أوضاع حقوق الأنسان من جوانب متعددة وأن الأقليم  اليوم يواجه الأرهاب الذي طال المكونات الدينية والقومية وهم المتضررين الاكبر.

نطالب من رئاسة البرلمان الكوردستاني وأعضاء لجنة كتابة مسودة الدستور والكتل السياسية التي لها تمثيل في البرلمان الكوردستاني أن يضعوا في حساباتهم الأوضاع التي تمر بها المنطقة والأقليم, وأوضاع المكونات الحالية, لذا عليهم ضمانة حقوق هذه المكونات في الدستور المرتقب ليصبح دستورا شاملا للجميع, وبعكسه, نرى بأنه ستعكس صورة مشوهة للاقليم لاسيما لدى المجتمع الدولي وسوف لن يكون لصالح الاقليم في المستقبل,مما يؤثر على العلاقات الدولية  مع الأقليم من كافة الاصعدة  وبالتالي يؤدي الى أنهيار الديمقراطية وخلل كبير في التعايش السلمي والأخوي بين المكونات في اقليم كوردستان.

لذا يجب أن يكون الدستور المرتقب ضامنا حقوق وحريات الجميع بدون أستثناء وبدون أية تفرقة مبنية على أساس الدين أو الأنتماء القومي أو المذهبي وأن يصبح فعلا خيمة التي تضم الجميع من أجل كوردستان آمن ومستقر وحر للجميع.

ضياء بطرس
رئيس الهيئة المستقلة لحقوق الأنسان
في اقليم كوردستان – العراق
12 آب 2015