في الذكرى الرابعة لمجزرة سيدة النجاة.. لازلنا نعيش احداثها

بدء بواسطة د.عبد الاحد متي دنحا, أكتوبر 31, 2014, 09:29:16 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

د.عبد الاحد متي دنحا

في الذكرى الرابعة لمجزرة سيدة النجاة.. لازلنا نعيش احداثها


عشتارتيفي كوم- موفق حداد/

  قرن كامل من الزمن ومسيحيو الشرق يتلقون الويلات والكوارث فقبل مئة عام أطلق الجلاوزة العثمانيون سيوفهم لتجز رقاب المسيحيين ولتنحر اكثر من مليوني مسيحي أرمني ومعهم آلاف المسيحيين السريان بلا رحمة أو وازع من ضمير ودفن المئات منهم أحياء وسيقت النساء مقيدات عاريات في مواكب الموت وبقرت بطون الحوامل لتقتل الام وجنينها فسالت الدماء وروت أرض الرافدين بلونها الاحمر القاني وتوارث آباؤنا عن أجدادنا حكايات عن هذه المجازر  ترتعد لهولها الفرائص ويشيب لها الولدان .. ولم تمض إلا بضعة عقود إلا وجاءت الفاجعة الاخرى ولم تكن  الاخيرة لتشهد قرية سميل مذبحة أودت بحياة الالاف من المسيحيين الآشوريين نساء وأطفالا شيبا وشبابا وعلقت الاجساد على أعواد المشانق وهدمت الكنائس وأتلف الزرع وقتل الضرع ونهبت البيوت وسلبت الممتلكات وهرب القليل ممن تبقوا منهم أحياء هائمين على وجوههم تائهين في البراري قاصدين ملجأ وكسرة خبز ورشفة ماء علها تبقيهم على قيد الحياة..هدنة أخرى وحلت مأساة قرية صوريا التي احتل الاب الكاهن الاولوية في تسلسل قائمة شهدائها وهذه المرة تشارك إخواننا الكرد في المصيبة فامتزجت دماؤهم بدماء أهلنا وضمهم لحد واحد ليظلوا متجاورين أمواتا كما كانوا أحياء .. وتوالت المصائب على مسيحيي الشرق عموما وعلى مسيحيي العراق بشكل خاص وكأنما أراد الله بذلك إختبار صبرهم وقوة ايمانهم حيث حلت مصائب الالفية الثالثة ليبدأ فصل جديد من فصول الاضطهاد فانتشرت حالات التهديد والابتزاز والخطف والاستيلاء على الممتلكات سرا وعلنا .. فكانت مذبحة كنيسة سيدة النجاة محطة اخرى في طريق جلجلة مسيحيي العراق فقد انفتحت ابواب الجحيم على المصلين المؤمنين في الحادي والثلاثين من تشرين الاول عام ألفين وأحد عشر حين احتل عدد من الذئاب البشرية  مبنى الكنيسة وهاجموا الرعية مطلقين لحقدهم الأسود العنان وسولت لهم نفوسهم الحاقدة وقلوبهم الممتلئة بالغل والوحشية فتح نيرانهم على المؤمنين وفي مقدمتهم الأبوان ثائر ووسيم  ولم يسلم الاطفال من رصاص الهمجية ولم تراع حرمة النساء المسالمات من قبل المجرمين فكانت نتيجة هذا الاعتداء اللامبرر استشهاد ثلاثة واربعين  من المسيحيين واعدادا كبيرة من الجرحى

وجرت مراسيم تشييع شهداء كنيسة سيدة النجاة في تظاهرة غضبى حيث لفت أجساد الشهداء الطاهرة بالعلم العراقي وزفوا إلى الجنة وقلوب الأهل والأصدقاء تنزف قهرا وغما

وكان للمجزرة صدى عالمي واقليمي وعراقي فقد تحدث رجال الدين  بما يجيش في صدورهم من حزن وأسى للخسارة الفادحة لهذا العدد الكبير من الشهداء الابرياء واستنكروا هذا الاعتداء الغاشم على اناس مؤمنين مسالمين

أزيز زخات الرصاص التي أطلقها المجرمون على الآمنين في بيت من بيوت الله تردد صداها سخطا وغضبا واستنكارا في أنحاء المعمورة كما توالت الاستنكارات لهذه الجريمة البشعة على لسان ابناء جميع مكونات الشعب العراقي

أما جرحى المذبحة فقد تبرعت الدول الصديقة بتولي علاجهم على نفقتها الخاصة حيث استقبلت فرنسا عددا منهم

واقيمت مراسيم العزاء للشهداء في مختلف المدن والبلدات العراقية  حضرتها وفود رفيعة المستوى من الاحزاب والمنظمات والمؤسسات الثقافية والاجتماعية

كما أقام اهلنا في المهجر قداديس وصلوات وفعاليات استذكارية على ارواح الشهداء شهدت القاء كلمات مؤثرة وقصائد تأبينية

وكان للفنانين دور بارز في توثيق هذه المجزرة فقدمت مسرحيات تحاكي مجريات ما شهدته كنيسة سيدة النجاة من عمل جبان دنس أرضها الطاهرة بأقدام نجسة ونشر في جنباتها روائح الحقد الكريه

إن الدماء التي سالت في كنيسة سيدة النجاة طرزت بحروف بارزة صفحة ناصعة في سفر التاريخ المجيد للوجود المسيحي في العراق  إنه الطريق الضيق الملئ بالاشواك لكننا سنسلكه لانه سيؤدي بنا إلى الخلاص الذي وعدنا به الفادي .

ياسيدتنا ياسيدة النجاة ما أن تهدأ جراح حتى تنفتح أخرى فهاهم الاشرار عادوا بوجوههم الكالحة وعقولهم العفنة ليرتكبوا جريمة أخرى باخراج المسيحيين من الموصل وسهل نينوى مستبيحين الاديرة والكنائس والمدارس مطلقين للصوص حرية النهب والسلب  إنهم الملثمون أصحاب الرايات السوداء كسواد قلوبهم  وقد أعملوا سيوفهم من جديد لذبح الابرياء وتلك فعلة تذكرنا بهولاكو ومذابح سيفو المخزية ، سيدتنا ياسيدة النجاة ، كنائسنا أحرقت والصلبان أنزلت ومقدساتنا انتهكت في مشهد متكرر غير قابل للتصديق لهول بشاعته ،أولادك اليوم هائمين على وجوههم باتجاه المجهول خالييييي الوفاض إلا من ثقتهم بأن خلاصهم يتحقق بقوة ايمانهم بابنك الفدي الحبيب ..وبك .. وهم منك يرجون النجاة ياسيدة النجاة.
- See more at: http://www.ishtartv.com/viewarticle,56878.html#sthash.ZvyFE3U5.dpuf
لو إن كل إنسان زرع بذرة مثمرة لكانت البشرية بألف خير