ماذا فعلت تغريدة الصدر بقاسم سليماني وبريت ماكغورك؟

بدء بواسطة برطلي دوت نت, مايو 15, 2018, 10:08:48 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

  ماذا فعلت تغريدة الصدر بقاسم سليماني وبريت ماكغورك؟   

 
         
برطلي . نت / متابعة

بغداد/ الغد برس:

على ما يبدو الانتخابات الاخيرة التي جرت ادت الى تفاقم وضع بعض الكتل السياسية وربما ستتسبب هذه النتائج الى حدوث ازمة لن تكون بسيطة الاعراض وبشكل لن يستطيع السياسيون العراقيون حلها بأنفسهم وربما أصبحت تهدد إجراءات تشكيل الحكومة المقبلة.

وبالتزامن مع زيارة سليماني إلى العراق، كان مبعوث الرئيس الاميركي بريت ماكغورك يجري مباحثات لحل المشكلات العالقة في اربيل مع رئيس حكومة اقليم كردستان قبل ان يتوجه الى بغداد وخاصة بعد عدم الرضى والرفض لنتائج الانتخابات من قبل اطراف واحزاب مشاركة في العملية السياسية.

المراقبون لا يستبعدون أن يكون كلاهما اجتمعا سراً في بغداد لتبادل الأفكار في كيفية النجاح في مهمتها التي تضمن تشكيل الحكومة المقبلة بسلام.

وجاءت زيارة سليماني الذي يمتلك علاقات قوية مع هذه الأحزاب لتقريب وجهات النظر بين الأحزاب الشيعية والعمل على حل الخلافات العالقة بينها لان إيران تعلم جيداً إن مصالحها في العراق مرتبطة بوجود تحالف موحد يضم جميع الأحزاب الشيعية ويقود الحكومة وخاصة بعد اخفات نجم احد اهم اصدقاء ايران في العراق نوري المالكي والتي ربما كانت غير متوقعة من ايران.

ويقول بعض المراقبين ان "تغريدة الصدر حول صورة التحالفات التي يرتأي تشكليها للحكومة بعد اعلان النتائج جاءت كالصاعقة على ايران واثارت مخاوفها نوعا ما بعد ان ابعد تيار "سائرون" المتصدر للمشهد الانتخابي دولة القانون من هذه التشكيلة المزمع تبنيها في مقبل الايام"، وفي هذا السياق يقول الباحث والمحلل السياسي رضوان الشاهر لـ"الغد برس"، ان "تواجد كل من ماكغورك وسليماني في بغداد الغاية منها هي لتقريب وجهات النظر بين القوائم التي خسرت في الانتخابات كالتحالف الوطني والمالكي مع تحالف سائرون التي تريد تشكيل حكومة اغلبية تكنوقراطية".

واشار الشاهر الى ان "وجود سليماني في بغداد وبهذا الوقت هي للضغط على الحلفاء لتشكيل حكومة ترضي مصالح ايران وربما ستحاول ايران تكرار نفس السيناريو، الذي حصل لأياد علاوي في 2010 والتي حولت مسار تشكيل الحكومة الى نوري المالكي، مع الصدر".

وبين الشاهر ان "الجهود الإيرانية سعت لتقويض العبادي من خلال التأثير باستخدام المال في الانتخابات العراقية، للتأثير على المرشحين والتأثير على الأصوات".

وفي نفس الاطار يقول الباحث السياسي الكردي ازاد جالاك انه "مع كل انتخابات، يتجدد الحديث عن العامل الخارجي ودوره في صنع مستقبل العملية السياسية في العراق لأربع سنوات مقبلة، فالانتخابات في العراق لم تكن في أي يوم انتخابات العراقيين، بقدر ما كانت انتخابات العامل والنفوذ الخارجي، إلا أنها هذه المرة تبدو أكثر صراحة، ووقاحة".

واشار ازاد الى ان "إيران بحكم نفوذها وتغلغلها في العراق لاعب رئيسي فحتى الدور الأميركي كان يتضاءل إزاء الدور الإيراني وخير مثال على ذلك انتخابات 2005 و2010 أمثلة واضحة، إلا أن هذه الانتخابات اصبحت انتخابات القوى الخارجية بعد أن بدأت أميركا حملتها على ايران فمنذ أن وصل دونالد ترامب إلى البيت الأبيض وهو لا يكف عن تهديده ووعيده لإيران وتعتقد ايران ان السيطرة على تشكيل الحكومة التي تبينت ملامحها تقريبا مهمة جدا لاستمرار نفوذها في العراق والتي تعتبرها الحديقة الخلفية لها فهي تريد الحفاظ على لاعبيها الاساسيين المطعيين في العراق وهو ما أكدت عليه سرا وعلنا".

واضاف ازاد ان "اميركا وايران على اتفاق حول مصالحهم في العراق واقليم كردستان وما يجري في العلن بينهم ما هي الا مسرحية للضحك على الذقون".
واوضح ازاد ان "كل من ايران واميركا على اتفاق بضرورة عدم تغيير الخارطة السياسية كليا في العراق واذا تبين بشكل واضح في كردستان خلال الانتخابات 12 ايار حيث اصبحت الغلبة للاحزاب الكلاسيكية هناك".

وفي نفس السياق اكد استاذ الجغرافيا السياسية في جامعة جيهان في اربيل، خليل اسماعيل لـ"الغد برس"، ان "النتائج الاولية للكتل السياسية في العراق كلها متقاربة ومتباينة لذلك من الصعوبة التكهن بملامح الحكومة المقبلة وهذا ما ادى الى اسراع كل من قاسم سليماني وبريت ماكغورك بالحضور الى بغداد ولا شك ان اميركا والسعودية واطراف دولية اخرى تريد تشكيل حكومة خارجة عن سيطرة ونفوذ ايران ولو بشكل جزئي وتبين ذلك جليا بحكومة العبادي".

واضاف ان "امريكا تعلم جيدا نفوذ ايران داخل الاحزاب الشيعية لذلك تعمل مع السعودية وحلفائها بدعم مقتدى الصدر ومشروعه التكنوقراطي والمدني وهذا ما لا تريده ايران".

وبين اسماعيل ان "الاكراد سيكون لهم دور فاعل ومهم في العملية السياسية المقبلة وسيكونون بيضة القبان في اي حكومة عراقية مقبلة قرارات مجلس الوزراء خلال جلسته هذا اليوم".