العم ابراهيم وشهر رمضان المبارك / جميل بهنام عكولة

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يونيو 01, 2015, 07:09:10 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

العم ابراهيم وشهر رمضان المبارك




جميل بهنام عكولة

لم يبق الا اسابيع قليله ويحل شهر رمضان المبارك شهر الصيام لأخواننا المسلمين. حيث ينقطعون فيه عن الاكل والشرب طيله اوقات النهار. وما أصعب مجيئه بأيام الصيف الحار وخصوصا في شهري تموز واب اللهاب كما يسمونه اهل العراق.حيث ترتفع درجات الحرارة الى أعلى مستوياتها وتكاد تصل الخمسين درجه مؤيه.
كنت جالسا ابيع الخضروات والفواكه في سوق المخضر في منطقتنا برطلي ايام الحصار الجائر الذي فرض على العراق ابان حكم النظام السابق.وكان يجلس بقربي العم ابراهيم .احد ابناء برطلي الشجعان من الذين لايهابون في الحق لومة لائم. رجل سبعيني بملامح سريانيه يعتمر راسه الكوفيه والعقال.
فمرت من امامنامفرزة أمنيه للتفتيش والتأكد من التزام اصحاب المطاعم والمقاهي في احترام خصوصيه هذا الشهر الفضيل وذالك بمنع كل مظاهر الفطور العلني رغم ان بلدتنا سريانيه ذات أغلبيه مسيحيه ليس لها علاقه بهذا الصيام لا من قريب أوبعيد..ا
عندها بادرته مازحا : خبىء سيكارتك يا عم ابراهيم
فأجابني متشنجا كعادته المعهوده: انا لاأخاف احدا فليذهبوا الى الجحيم.عندها أخذ يسرد لي ما حدث له اثناء تواجده في الموصل للتبضع لاحتياجاته المنزليه قائلا: اعترضتني مفرزة امنيه كونني أدخن في شهر رمضان وأقتادتني والعشرات من المخالفين الى موقع تسفيرات الفرقه ليحتجزوننا في غرفة ضيقه ابعادها 3*3متر مظلمه و عديمة التهويه وبالعشرات لعدم احترامنا خصوصيه هذا الشهر الفضيل!
وبعد عدة ساعات من الحر الشديدوصعوبة التنفس للعدد الكبير وضيق المكان حضر الضابط المسؤول ليلقي علينا محاضرة بضرورة احترام خصوصيه شهر رمضان بعدم الفطور العلني والتدخين ومخافة الله سبحانه وتعالى.بعدها اخذ يسألنا عن مناطق سكنانا.وعندما رأى ملبسي وملامحي وعرف انني مسيحي أمر باخراجي معه الى غرفته المكيفه وأجلسني ليبادرني قائلا:يا عم انت كبير السن لا تخف المفارز خاف ربك ياأخي الذي سيلقي بك في جهنم لا سمح الله!
عندهااستسمحته قائلا:ولكن يا سيدي انا ذهبت لحهنم ولم أرى فيها مسيحيا واحدا.الكل كانوا مسلمين!
فأجابني مستهزءا :متى وكيف ذالك يا عم ابراهيم؟
اجبته افلا تحسب غرفتكم الضيقه هذة العديمة التهويه وهذا الحر الشديد حهنم !بل يمكن ان تكون جهنم ارحم منها بكثير .وجميع المحتجزيين فيها مسلمين.
عندها ضحك الضابط ضحكة قويه وقال :صدقت يا عم ابراهيم .وأمر بأطلاق سراحي قائلا(لا تدخن امام المفارز مجددا).