من طفولة الولادة حتى طفولة الموت

بدء بواسطة أمير بولص ابراهيم, أبريل 11, 2014, 04:11:51 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

أمير بولص ابراهيم

                      من طفولة الولادة  حتى طفولة الموت

بعدما انتهت أمي
من صرخات طلَقها
كانت القابلة تبحث ُعن قِماط ٍ لي
بينما كان توأمي الأنثى
يُصارع من أجل البقاء
على قيد الحياة
لكن الحياة لم تصغ ِ له
ولم تنقذه ُ ...
ومازلت أنا أبحث عن توأمي الأنثى
في رفوف ذاكرة  ولادتي ....

*********
في الثالثة من عمري
كنت ُ ألاعب ُ ظلي
وعيوني ...
تراقب الآخرين
في ألعابهم

************
في السادسة من عمري
كان لي بنطال قصير
مقلم ٌ بكل ألوان الطيف
وكانت رحلَتي في الصف
تحضن جسدي النحيل
تلعق ُ من مساماته خجلي
كامرأة فقدت شيئا ً من أنوثتها
هكذا اعتقدت من نظرات
السبورة لي ...
************
في الحادية عشر من العمر
اجتزت ُ الابتدائية
لكن أبي لم يكن فرحا ً
ربما لأن ...
الحياة ...
قد عاندته ...
في لحظة ٍ ما ...
***********
في المتوسطة المختلطة
كانت العيون تلتقي وتفترق
رغم زقزقة الطبشور على السبورة
ورغم تحليق عيون الأستاذ
في فضاء الصف
لمراقبة من يغش في الامتحان
كنا أنا وهي ّ
نغش ُ في النظرات
بينما كانت ...
أقلامنا .. ترسم إجاباتنا ...
*********
بعد الثامنة عشر من العمر
أصبحت حياتنا تعج ُ
بأحلام ٍ مؤجلة
أحلام تقليدية
جامدة ....
************
أثناء الأحلام
أنا خط عمودي متحرك
يوصل بين البيريه
والحذاء الأسود
************
بعد الأحلام
جفاف جسد الأطفال
صرخات البطن
من خبز ٍ تعفر بالتراب
وقلق ٌ لا ينتهي .....
***************
موت الأحلام
صورة قديمة
تنبثق من 
صورة جديدة
تتعانق الصورتان
مع المجهول ...
**************
طفولة  الموت
بعد الموت ...
قد تولد طفولة
في دنيا أخرى
لا ندركها ...
إلا بعد موتنا .....



أمير بولص إبراهيم
الموصل
برطلي 2013