الأمير الحسن يلتقي المسيحيين المهجرين من العراق

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, سبتمبر 05, 2014, 05:24:34 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

الأمير الحسن يلتقي المسيحيين المهجرين من العراق


جانب من زيارة الأمير الحسن إلى كنيسة مار الياس للروم الكاثوليك في مرج الحمام بعمّان


"نرجو من الاردن بلد التسامح والعيش المشترك والملاذ الآمن لكل ضعيف وصاحب حاجة- وقد استقبلنا خير استقبال – مساعدتنا في إيصال صوتنا الى كل اصحاب الضمائر الحية والعقول الحكيمة المؤمنة بكرامة الإنسان وانسانيته"... هذه كلمات بسام حبيب احد الأشقاء العراقيين الذين احتصنهم الاردن في رحلة هجرتهم من بلاد الرافدين إلى مصير غير معلوم.

سمو الأمير الحسن بن طلال، رئيس مجلس أمناء المعهد الملكي للدراسات الدينية، وفي لفتة أصيلة خلال لقائه في كل من كنيسة مار الياس للروم الكاثوليك ومركز سيدة السلام التابع لمطرانية اللاتين مئات الأخوة العراقيين المسيحيين المهجرين، أكد أن الأردن بقيادته وبأخلاق شعبه وقيمه العربية والإسلامية سيبقى دوماً ملاذاً آمناً ومحطة أمل لكل طالب حاجة ومظلوم.

الأمير الحسن وبحضور سفير دولة الفاتيكان المطران جورجيو لينجوا والمطران مارون لحّام، النائب البطريركي للاتين في الأردن، وبكلمات صادقة خاطب الآباء والأمهات والأطفال خلال هذا اللقاء قائلاً: "إن العراق الشقيق الذي يشكل رحم الحضارة من تآلف مكوناته وتعايشها على مر العقود لا يمكن أن يعاني مزيداً من الكراهية بين مختلف مكوناته الأصيلة"، مستذكراً هنا نظرة الإسلام الراسخة للقيم الإنسانية المستمدة من القرآن الكريم وأخلاق نبيّ الرحمة عليه أفضل الصلوات.

سموه رد وهو يشعر بالمرارة على نية الأشقاء العراقيين المغادرة نهائياً إلى دول أخرى قائلاً: "ما يجمع بيننا مسلمين ومسيحيين ثقافة وارث عربي راسخ، وقراركم اليوم مغادرة دياركم خيار صعب، فأنتم أصحاب هوية عراقية مسيحية أصيلة فهجرتكم تجعل من الصعب استعادة هذه الهوية التي هي من أسس تكوين الهوية العربية الإسلامية".

وعبر سموه عن ألمه من تهجير آلاف المسيحيين من الموصل في ليلة وضحاها قائلاً: "لا للتطرف والإرهاب الذي يسيء للدين وسماحته ومبادئه وأخلاق نبيه الذي أتى ليتمم مكارم الإخلاق".

ووعد سموه الأشقاء العراقيين أن قضيتهم كما هي قضية غيرهم من مسيحيي الشرق ستكون جزءاً من محور حديثه خلال زيارته الحالية ولقائه قداسة بابا الفاتيكان هذا الأسبوع إيماناً منه "بضرورة توظيف كل الفرص لخدمة الإنسان وصون كرامته واستناداً إلى تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف التي تكمن في الرحمة والمحبة وليس في الحقد ومعاقبة الإنسان الذي كرمه الله".

وقال: "أود هنا أن أُذكر العالم الغربي بأن السيد المسيح عليه السلام ولد في هذه الديار المقدسة"، مشيراً إلى أن العدالة الإجتماعية والكرامة الإنسانية هي الأساس عند الحديث عن الديمقراطية فالأخيرة لا تستقيم إذا كانت على حساب العدالة الإجتماعية.

وختم سموه حديثه قائلاً بأن هذا "ليس موقفاً عابراً فنحن متمسكون في صوغ مستقبل آمن للأجيال القادمة بالعمل مع أصحاب العقول والقلوب الحية"، معرباً عن شكره لكل الجهات التطوعية الإسلامية والمسيحية التي تساند الأشقاء في محنتهم إلى جانب الجهود الرسمية.

من جانبهم أكد كل من الأب علاء علامات، مدير مركز سيدة السلام، والأب جورج شرايحة، راعي كنيسة الروم الكاثوليك في مرج الحمام، أن ما يحدث في العراق وغيرها من الدول لا يمثل أطراف العلاقة المسيحية الإسلامية التي أسست على العيش المشترك والأخوة الصادقة في إطار التعاليم الدينية الإسلامية والمسيحية على حد سواء.

وقدموا الشكر لسموه على هذه اللفتة الأصيلة التي تؤشر إلى قربه من المتألمين والذين يتعرضون للأضهاد بكل أشكاله فنظرته الإنسانية للمقتلعين من أوطانهم هي ركيزة لهم في العمل جميعاً من أجل هولاء دون تمييز أو تفرقة كما عبروا عن امتنانهم لجلالة الملك عبدالله الثاني والشعب الأردني الذي لم يتوانَ يوماً عن نصرة المظلوم والمحتاج.

وعرض الأب علمات رغبة المتواجدين في الكنيسة في العبور إلى دول أخرى، ليس تقصيراً من الأشقاء الأردنييين بل لغايات تأمين مستقبل أبنائهم، آملين من سموه وكما هو عهده دائماً حمل صوت المظلوم والمهجر وهو المنادي بنظام عالمي انساني جديد يعنى بالشأن الإنساني.

وأفاد المدير العام لجمعية الكاريتاس الأردنية وائل سليمان بأن الكنيسة الكاثوليكية في الأردن قامت بالتعاون مع جمعية الكاريتاس باستقبال العراقيين المهجرين والذي من المتوقع أن يصل عددهم إلى ألف شخص حيث تعمل الكنيسة بالشراكة مع الهيئة الخيرية الهاشمية وعدد من المؤسسات والجمعيات والأفراد في الأردن على تأمين احتياجاتهم على اختلافها.


http://www.abouna.org/holylands/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B3%D9%86-%D9%8A%D9%84%D8%AA%D9%82%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%8A%D8%AD%D9%8A%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%87%D8%AC%D8%B1%D9%8A%D9%86-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B1%D8%A7%D9%82
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة