مشاكســــة اتقـــــوا الطاعـــــــون ايهــــــــا الصامتـــــون / مال الله فرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أغسطس 30, 2014, 08:16:50 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مشاكســــة
اتقـــــوا الطاعـــــــون
ايهــــــــا الصامتـــــون



    مال اللـــه فـــرج
Malalah_faraj@yahoo.com

مثلما اجتاح وباء الطاعون الاسود اوربا بين عامي 1347 و 1352  بقوة وشراسة وتسبب آنذاك بوفاة ثلث سكان القارة الاوربية ليكون التحدي الاكبر والاخطر والاشد فتكا بالانسانية خلال تلك المرحلة مما دعا المواكبين لذلك الوباء الذين عايشوا أخطاره وتلمسوا امتداداته تسميته بالموت الاسود او بالموت العظيم، هكذا تصاعد وامتد وانقسم وتشعب الطاعون الارهابي الذي اجتاح الموصل وبقية المدن الاخرى سواء في سهل نينوى أم في بقية المناطق الوسطى والغربية من البلاد عبر الانقسامات الاميبية السريعة لخلايا داعش (الطاعونية) الارهابية التي لم تجد خلال اندفاعها السريع وامتداداتها وتمددها على جغرافية البلاد سدودا ولاسواتر ولاموانع لايقاف زحفها الا سد القوى الامنية لاقليم كوردستان وفي مقدمتها قوات البيشمركة في وقت لم تخف فيه هذه القوى الارهابية ومرتزقتها القادمون من اعماق دياجير التخلف والحقد والهمجية في باكستان والشيشان وافغانستان وبقية البلدان اهداف ستراتيجيتها القائمة على الاحتكام للسيف وقطع الرقاب لفرض هيمنتها الارهابية الدموية على المنطقة متوجة ذلك بأبشع الجرائم التي هزت الضمير الانساني بعنف وفي مقدمتها وضع المكونات القومية والدينية  والطائفية بين حد السيف أو تغيير انتماءاتها الدينية قسرا، فضلا عن جرائم التهجير والقتل والاغتصاب واستباحة كرامة وشرف النساء واعراضهن وبيعهن رقيقاً في اسواق النخاسة وسرقة الممتلكات العامة والشخصية وقطع الرؤوس والايدي والارجل واختطاف الاطفال من احضان امهاتهم والاستيلاء على الوثائق الشخصية للمواطنين وعلى ادويتهم الخاصة الى جانب المقابر الجماعية للاسرى.
بيد ان من العجيب والغريب بل والمريب والمثير للحيرة وللاستهجان ذلك الصمت الاقليمي والعربي المطبق تجاه وباء الطاعون الارهابي هذا الذي لن يستثن احدا وفقا لستراتيجيته المعلنة، ولعل من الغريب ايضا ان تقطع الولايات المتحدة ودول اوربية عشرات الالاف من الاميال لتقف الى جانب الاقليم الذي شكل ويشكل فعليا بوابة الدفاع الستراتيجية وخط المواجهة الملتهب الاول ضد هذا السرطان الدموي الخطير دفاعا عن المنطقة والعالم، ما عدا بعض كلمات المجاملة وعبارات الدعم التي اطلقها البعض على استحياء من هنا وهناك والكل يعلم ان كوردستان امست السد الدفاعي الحقيقي الذي تحمل ويتحمل ضغط القوى الارهابية ويصد هجماتها دفاعا عن امن وسلام الانسانية جمعاء.
ان خطورة هذه الحرب الارهابية التي لا تقف امتداداتها ازاء حدود معينة ولا تستثني حرائقها احدا كانت ولا تزال تفترض جهدا اقليميا وعربيا ودوليا موحدا لدعم الاقليم بكل الطاقات والامكانات المادية والتسليحية والمعنوية فضلا عن المساعدات الانسانية بما يمكنه من الصمود بوجه هذه الحرب الشرسة التي يأمل مجرموها تحويلها الى حرب عالمية ضد كل الشعوب وضد كل القيم الانسانية والحضارية والاجتماعية والدينية من اجل ان يسود الارهاب والتخلف واستباحة معتقدات الانسان وكرامته وخياراته وشرفه واستعباده في كل مكان.
ان هذا الخطر المحدق الذي يكاد ان يفتح الابواب واسعة امام ما يشبه الحرب الكونية الثالثة يجب ان يمسك بتلابيب المجتمع الانساني ويهزه  بعنف ليتحمل مسؤوليته في اقامة حشد دولي قادر على التصدي لهذا الوباء عبر الوقوف الى جانب اقليم كوردستان الذي اثبت على الدوام بانه الحاضنة الانسانية لكل القوميات والاديان والطوائف ووطن المحبة والتعايش والسلام لاطفاء حرائق هذه الحرب الارهابية القذرة قبل ان يتصاعد لهيبها وقبل ان يفلت زمام السيطرة عليها من بين أيدي المعنيين لاسيما وان كل جرائم القتل والدمار والتخريب والهدم والسرقة والارهاب والابادة الجماعية متاحة في الستراتيجية الدموية لهذه العصابات الارهابية، وعندها فان هذه الحرائق لن تستثني احدا وسيعلم الصامتون والمترددون الى اي مصير قاتم سوف يدفعون.
واخيرا.. مجدا وعزا لك يا اقليم كوردستان وانت تدافع عن حياة وشرف وكرامة وانسانية الانسان بمنتهى الصلابة والمبدئية والايمان ضد الظلم والارهاب والاثم والطغيان.
ويا ايها الصامتون.. اتقوا الطاعون



متي اسو

يقول مارك شتاين في كتابه " اميركا ألون " انه لو تسنى للرئيس السابق بوش بعد احداث 11 سبتمبر توزيع استمارات استبيان تحمل سؤالين : الاول هو - هل انت مع امريكا ؟ ، السؤال الثاني - هل انت مع الارهاب ؟  ... ثم وزع الاستبيان على دول اوربية ودول عربية واسلامية ... الجواب من الدول الاوربية سيكون فارغا في الخانتين ( اي نحن لسنا معك ولا مع الارهاب ) ... لكن الجواب من الدول العربية والاسلامية سيكون بالايجاب على الخانتين ( اي نحن معك ومع الارهاب ) .
في الغرب تسمع دائما من يصوت ضد حزبه في قضية ما ، لا يخوّنه احد ، لا يفقد مركزه ، ولا هو يفكر بترك حزبه ، وهذا يحصل دائما  ... هنا ، مع الاسف ، تصفية حسابات حزبية تأتي في المقام الاول ، مهما وقف الاكراد مواقف جيدة حتى لوكانت في مصلحتهم يصعب على البعض الاشادة بهذه المواقف واعتبارها مصالح مشتركة لغايات شخصية وحزبية لا يستطيع الافلات منها .
شكرا على المقالة الجيدة .