وتسألني برطلي كيف يومكم بدوني...

[لؤي كلو]

وتسالني برطلي مرة اخرى!!..قبل 18 عاما سألتني نفس السؤال حين غادرتها للمرة الاولى
كيف هو يومك بدوني؟
ولكن السؤال يذهلني هذه المرة..وتجوب في ذاكرتي الايام والذكريات الجميله .. فصمت لوهلة واجبتها:
ولكن اخبريني ..اولا ..كيف هو يومك انت بدوني ؟؟
ماذا اقول ... آه وألف آه على حالي!!
يومي بدونكم يا ابنائي ..
امراة بلا امل ... انتم املها..
امراة وحيدة عليلة تتعلل باسباب للبقاء
امراة عاجزة تتكئ على عكاز محبتكم..وجودكم بقربها يعني صمودها..
حبكم لي يا أبنائي .. هو ما يجعلني اقاوم كل شيء لاصنع المستحيل واكون بجانبكم رغم المستحيل..
ان وقع اقدام الدواعش على قلبي ....يقشعر بدني.... ويفقدني صوابي...
وان لم تستطيعوا ان ترجعوا لي وتنقذوني ... فلا تنسوني.. واحملوني قي قلوبكم..
كما احملكم في قلبي...واشتهي اقدامكم ان تدوس على جسدي ...ويتراكض اطفالكم فوق مرابعي ..استمع الى ضحكاتهم وصيحاتهم
لتشعرني بانني اتنفس..... انني اعيش على امل اللقاء

ابناؤك يودون البقاء بقربك طيلة عمرهم..يحتمون بكنائسك .. ويجوبون ازقتك الضيقة..ويشربون ماؤك..ويستظلوا باشجارك..
ابناؤك مشردون في الشوارع والطرقات والكنائس والصالات..يفترشون الارض ويلتحفون السماء..وكل يوم بفراقك الجرح يكبر ويكبر

برطلي/: انا ايضا كنت اود ان اكون معكم ..اسهر على راحتكم... واشارككم حزنكم .. وامسح دمعتكم..واداوي جروحكم
وإن راقت لكم الغربة ...فتذكروا ان لكم اما وحبيبة هنا.....فلن تجدوا قلبا يحبكم مثل قلبي....حبي لكم لا نهاية له...فانا لم اخلق انثى الا لاغرق في حبكم...
سابقى انتظركم مهما طال الزمن..انتظركم بشوق وحنين..واشعل لكم كل يوم شمعة..وفي عيوني دمعة..لتمسحوها بايديكم عند رجوعكم من الغربة..
وصيتي لكم ان تحبوا بعضكم بعضا وكونوا مترابطين ...فهذا كان ولا زال غاية اماني
احبكم جميعا...... والى اقرب لقاء

لؤي سليمان / بلجيكا