(بالصورة)ناجية ايزدية تروي لـ(باسنيوز) قصتها: لا اعرف بالتحديد عدد المرات التي ت

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أغسطس 20, 2017, 05:41:24 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

(بالصورة)ناجية ايزدية تروي لـ(باسنيوز) قصتها: لا اعرف بالتحديد عدد المرات التي تم بيعي وشرائي فيها
توسلت بداعشي وقلت له انا بعمر والدتك لكنه لم يسمعني حتى..
     
         
برطلي . نت / متابعة
مراسلة (باسنيوز) مع الناجية الايزيدية
عنكاوا دوت كوم/باسنيوز
بعد مضي أكثر من شهرين على نجاتها من قبضة داعش، من الرقة السورية، ما زالت الاثار والجروح النفسية بائنة بوضوح على عمشة (48عاما) احدى الايزيديات المختطفات من قبل ارهابيي داعش من مركز مدينة شنكال صباح الثالث من اغسطس/آب 2014 عندما اجتاحوا منطقة شنكال ونكّلوا بسكانها المسالمين من الكورد الايزيديين .

طريقة حديثها ، حركاتها وحتى طريقة تذكرها للأحداث كلها توحي لك بالمعاناة التي عاشتها قرابة اكثر من اثنين وثلاثين شهرا في أسر ارهابيي تنظيم داعش . شقيق زوجها الذي كان جالساً معنا في الخيمة كان يشجعها ويحفزها  على الحديث لنا ويكرر على مسامعها " تذكري جيدا واذكري كل الحقائق دونما استحياء او خوف".

ومازالت معاناة عمشة مستمرة اذ تعيش مع ابنتها سهيلة التي نجت هي الاخرى من قبضة داعش في الموصل قبل أيام ، وثلاثة من زوجات أبنائها الثلاث وأحفادها في بيت شقيق زوجها ، الكاتب والباحث الايزيدي المعروف، خالد تعلو.

والبيت الذي يحوي عشرين فرداً هي عبارة عن ثلاثة خيم متهالكة نصبوها بانفسهم في العراء على أطراف بلدة شاريا الايزدية (حوالي 10 كم شرقي مدينة دهوك).

وسردت لنا عمشة ما استطاعت ان تتذكر من قصتها المأساوية الطويلة مع الآسر والعيش في جحيم داعش ، بحسب وصفها التي كانت تكررها خلال حديثها باستمرار .

ولم تكن تنطق جملة حتى تذكر اسم " شيماء " وتجهش بالبكاء ، فتتوقف عن الحديث ومن ثم وبتشجيع من شقيق زوجها خالد ومواساتي لها تتمالك نفسها وتعود لتكمل سرد الآحداث التي مرت بها .

سألتها ، من هي "شيماء" ولماذا تبكين كلما تذكرين اسمها؟ شيماء هي ابنتي الصغيرة وكان عمرها حين تم اختطافنا 9 سنوات، وقد زوجوها قسراً في الرقة ومازالت مجهولة المصير ولا نعرف عنها شيئا.

وكيف تعرفين انهم (الدواعش) أجبروها على الزواج ؟ فاجابت بحسرة عميقة، عندما تم أخذي الى ما كانوا يسمونه "سوق السبايا" في الرقة وتم بيعي لاول داعشي وكان شيخا طاعنا في السن وله زوجتين اخريين ، فاذا بي اسمع من بين المختطفات اللواتي كن معروضات للبيع ذلك اليوم ، واحدة تصرخ امي.. أمي ، فالتفتت واذا بها شيماء ابنتي التي فصلوها عني قبل أشهر في تلعفر واتوا بها الى الرقة.

وأضافت ، وقد ازدادت حدة بكائها ، ما ان رأيتها حتى هرعت اليها ولكن الشيخ الذي اشتراني والداعشي الذي كان قد اشتراها هي ، منعونا من أن نلتقي فبدأت هي بالصياح ، وسمعتها تقول لي اتدري يا امي انهم يزوجونني كل اسبوع لاحدهم . وفي الأثناء كان قد اشتراها داعشي اخر امام ناظري وأخذها وهي تلتفت الي وتبكي وتلوح بيدها مودعة ولم أراها منذ ذلك اليوم لحد اللحظة.

سألتها ، وانت  كم مرة أجبرت على الزواج بالاكراه من الدواعش؟ قالت عمشة وهي تحاول أن تتذكر عدد المرات وأسماء من اشتروها ، صدقيني لا اتذكر بالضبط كم مرة تم بيعي وشرائي ولكن اعتقد أكثر من عشر مرات .

وحول جنسيات من اجبروها على الزواج بالاكراه وكيف كانت معاملتهم معها ،  اجابت عمشة ، بالقول غالبيتهم كانوا من السعوديين .

وأضافت: لا تسأليني عن الفرق بين معاملة هذا الداعشي عن ذاك ، صدقيني كلهم سواسية ولم أرى بين صفوف داعش واحدا يحمل ذرة من الانسانية والمروءة.

وأشارت عمشة ، الى أمور يدعي داعش بانها محرمة وهم يمارسونها بالسر. غالبية الدواعش المتزوجون وعندما كانوا ياخذونني الى بيوتهم يدعون امام زوجاتهم بانهم قد اشتروني كسبية وخدامة للبيت ، ولكن بعد ليلة أو ليلتين كانوا يرسلون زوجاتهم الى دور ابائهم او اقربائهم ليخلوا لهم البيت ويقوموا باغتصابي .

وأضافت ، ذات مرة اشتراني داعشي شاب من حلب واسمة أبو أنس الحلبي وعمره حسبما هو قال لي 22 عاما ، فاخلى البيت مساء واتاني الى غرفتي. فتوسلت اليه ، وقلت له يا بني انا بعمر وبمقام والدتك اتوسل اليك ان لا تقترب مني، فقال انتم كفرة وتستحقون كل ما يًعمل فيكم ..انه أمر من الخليفة أبوبكر البغدادي .

وتابعت ، تقول رأيت بام عيني ان غالبية الدواعش الذين اشتروني ، يدخنون الحشيش ويتعاطون المواد المخدرة وحتى الخمر، وهذه كلها تتناقض كليا مع ادعائاتهم بالزهد والتقوى .

وحول كيفية نجاتها من قبضة داعش في الرقة السورية وعودتها الى اقليم كوردستان، قالت عمشة لمراسلة (باسنيوز)  مسلحو داعش لا يهمهم شيئ في هذه الدنيا سوى الجنس والنقود، فباستطاعة أي أحد أن يعمل ما يشاء مع أي داعشي شرط أن يدفع له النقود.   

وقبل أن أودعها، عادت لتقول لي ، كل ما سردت لكم من معاناة ومأساة في كفة واشتياقي لبناتي ألماس وشيماء في كفة اخرى .

وما زال ابنتا عمشة، شيماء واختها الأكبر ألماس، وابنائها الثلاث وزوجها في قبضة داعش ولا تعرف عنهم أو عن مصيرهم شيئا .