تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

مدينة تبكي ليلها

بدء بواسطة أمير بولص ابراهيم, مايو 20, 2012, 08:37:34 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

أمير بولص ابراهيم

‏           مدينة  تبكي ليلها‏

                                                             إلى من هي َّ أمي قبل ولادتي
                                                         
مدينة  هي َّ تبكي ليلها
ملتحفة ً بالنفايات
وبعد أن يحتسي القادمون إليها من البعيد القريب ‏
كؤوسهم من الخمر في حاناتها
يبصقون على ما تبقى من ليلها
ويُخرجون َ ما احتسوه ُ من خمر ٍ خلف جدرانها
يتغنون َ بعد قضاء حاجتهم ‏
هنا احتسينا كؤوسنا ..‏
وسنعود ُ من جديد لنحتسي المزيد ‏
فتنعى المدينة ُ نفسها
وسوطا ً من فرار وجوهها يلسع ُ خديها المنكمشين
تحت غطاءٍ من الأخبار القديمة ..الجديدة ِ
وصدى صوت أحذية  الماركات الغريبة ِ
ينتظر ُ صباحها ليدخلها ‏
بعد أن تنازل أشباه الرجال في ليل المدينة ونهارها ‏
عن عروشهم الأرضية المتربة ذهبا ً
ليتربعوا فوق عروش خضراء ورقية
ثم .......‏
ليتساقطوا فوق مدن الاغتراب واللهو
تاركين المدينة تذرف ُ دموعها عليهم
واقفة ً أمام مرآتها ‏
تُقَلِب ُ في صورة وجهها ‏
ما تبقى من ملامح التأريخ فيها
تُحادث ُ نفسها ‏
أأنا مجنونة ٌ وجنوني يستهوي القادمين َ إلي َّ
على ظهور الخوف ِ
أم أنا غانية تعرى جسدي
من تمزق ثوبي
الذي تشرقت وتغربت أوصاله في أصقاع الدنيا
فتلوث َ جسدي بعد عريه ِ بوجوه ٍ
لم تولد ُ من رحمي
أم أنا أصبحت ُ بساطا ً
تتبختر ً فوقه الكراسي الفارهة ِ ذوات العجلات ِ
في غرف ٍ متخمة ٍ بالأثاث ِ‏
وراكبو الكراسي يستمتعون َ بما تبثه ُ فضائيات الطرب ‏
على شاشة التلفاز ‏
وأزقتي تتخم ُ بالأوحال ِ ساعة المطر ِ
وطرقاتي ترياقها أكوام ُ النفايات ِ..‏
أعود ُ إلى ليلي باكية ً
لألتحف بالنفايات وأنا أنظر ُ
لمحتسي الخمر ِ
وهم يتمايلون بين أروقة ذكرياتي‏
ألعن ُ زمنا ً ..‏
أم أطوي تأريخي
أم أنتظر ُ أعجوبة من أعاجيب الزمان ‏


‏                                                       أمير بولص ابراهيم‏
‏                                                       2011‏

hasson_natalia

ابيات  رائعة و رثاء اروع,, للحقيقة المؤلمة والحزينة ,, ومبكي بصراحة لحال مدننا وقرانا .
تقبل منا خالص شكرنا وتقديرنا -
ما احلى أن نجتمع معـاً  بالحبِ يقول الربُ لنا ما إجتمع بأسمي إثنان معـاً إلا وهناكَ أكون أنا.

dr_waseem

#2
الشاعر المبدع أمير بولص ابراهيم

تتجلى روعة الشعر وحلاوته حين يعبر عن قضيه
وقصيدتك هذه تصف جرحاً غائراً, لذلك فهي رائعه

ندعو الرب ان يعيد لمدينتنا الحبيبه ثوب عزتها
وندعوه ان يرد سهام الحاقدين والمتآمرين عليها
لتعود حُلوتنا كما كانت, حقل ورد لا ادغال فيه

تحياتي

ماهر سعيد متي

بدلا ان تلعن الظلام اشعل شمعة


مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة

أمير بولص ابراهيم

     hasson_natalia المحترم

   شكرا لمرورك الكريم ولكن هذا ليس رثاءا ً بل واقعا ً

          تحياتي

    الاخ  العزيز  dr_waseem

نعم  هو  واقع  وقضية

شكرا مرورك الكريم  ..تحياتي

الاستاذ الفاضل ماهر سعيد

شكرا لردك الكريم ولكن كيف نضيء شمعة اذا نفتقد عود الثقاب
تحياتي

د.عبد الاحد متي دنحا

شكرا عزيزي امير على الابيات المعبرة عن واقع حال بلداتنا و قرانا, ولكن ماذا كان دورنا في فقدان عود الثقاب؟

مع تحيات

عبدالاحد
لو إن كل إنسان زرع بذرة مثمرة لكانت البشرية بألف خير

أمير بولص ابراهيم

 استاذي الفاضل عبد الاحد متي دنحا

لمرورك الكريم على صفحتي مفخرة لي وشكرا لردك الكريم .


تحياتي

saad dawod najo

#7
أ بنيك ارثي برطلة                           أم لك يصح الرثاء
أ  بكائي عليهم                             أم عليك هو البكاء
يابرطلة الخير يابلداً                       للسريان مذ جاؤوا   
للخليقة اسسوك وطناً                         به يفخر الابناء
لحال وصلت اليه                             لصوص في ازقتك وغرباء 


                                    وللحديث بقية


                                 سعد داؤد ناجو
                                                             27  / ايار