المسيحيون متخوفون وقلقون.. برغم الطمأنة

بدء بواسطة amo falahe, ديسمبر 24, 2011, 10:32:46 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

amo falahe

المسيحيون متخوّفون وقلقون.. برغم الطمأنة

ينظر مسيحيو العراق بقلق إلى مرحلة ما بعد الانسحاب الأميركي، متخوفين خصوصا من الحالة الأمنية التي تشهد منذ 2003 صراعا داميا قتل فيه مئات المسيحيين ودفع أعدادا كبيرة منهم للهجرة. ويقول رئيس أساقفة كركوك والسليمانية للمسيحيين الكلدان المطران لويس ساكو لوكالة فرانس برس "لدينا مخاوف من الانسحاب الأميركي برغم وجود طمأنة من قبل القوات الأمنية". ويضيف "هناك فشل في ضمان سلامة المسيحيين وقوات الأمن ليست معدّة بشكل كاف لضمان حمايتهم وحماية الجميع، وبرغم إننا طالبنا مرارا برفع درجة الحذر إلا أن النتائج غير مشجعة". ويوضح ساكو أن "الوضع الإقليمي المحيط بالعراق مخيف والتدخلات قائمة وقواتنا الجوية والبحرية غير قادرة على أداء مهامها، وتشكيل القوات يعتمد المحاصصة، وهذه مسائل لا تبشر بالخير".
وتركت القوات الأميركية العراق بعد ساعات من انزلاق البلاد نحو أزمة سياسية مستجدة باتت تهدد التوافق السياسي الهش الذي استندت إليه عملية تشكيل الحكومة قبل عام. والى جانب الأزمات السياسية، يلوح تحد امني خطير أمام بلاد لا تزال تشهد أعمال عنف شبه يومية منذ العام 2003، وآخرها مقتل أكثر من 60 شخصا وجرح العشرات في سلسلة تفجيرات هزت بغداد الخميس الماضي. وقالت سلفان يوحنا متي وهي موظفة متقاعدة في كركوك أن أولادها الثلاثة "غادروا البلاد، إلى لبنان وبلجيكا والسويد". وأضافت "انا باقية بشكل مؤقت وانتظر المغادرة في أية لحظة"، مشيرة الى ان "المسيحيين الذين يتركون بغداد الى كركوك او اقليم كردستان يعتبرون مقرات الإقامة الجديدة مجرد محطات مؤقتة للهجرة النهائية".
وتابعت أن "التطرف والمستقبل المجهول والصراعات القومية والدينية والمذهبية والطائفية تجعلنا نفقد الثقة بالأوضاع، وبالأخص بعد رحيل الأميركيين".
ويقول راعي خورنة مار يوسف في بغداد الأب سعد سيروب حنا ان المسيحيين موجودون في العراق منذ نهاية القرن الأول الميلادي وبداية القرن الثاني.
ويشير حنا إلى أن الكنيسة المسيحية "كنيسة عريقة ساهمت بشكل فعال في مجالات دينية وثقافية واجتماعية وحتى سياسية، ولعبت دورا كبيرا في بناء العراق في كثير من المراحل وخلق توازن بين الغرب والشرق".
وبلغت أعداد المسيحيين في العراق حوالي مليون نسمة قبيل 2003، إلا أنها تراجعت اليوم وتدنت إلى حوالي 400 ألف نسمة يتوزعون خصوصا على المحافظات الشمالية والعاصمة بغداد، وفقا لأرقام الكنائس ومراكز الأبحاث.
وتعرض المسيحيون خلال السنوات الماضية إلى عدة هجمات دامية.
ويقول ساكو إن 57 من بين نحو 170 كنيسة ودار عبادة استهدفت في العراق منذ 2003 وحتى اليوم، فيما أدت هذه الهجمات الى مقتل 905 مسيحيين وإصابة أكثر من ستة آلاف بجروح. وقتل في تشرين الثاني من العام الماضي 44 شخصا في عملية تفجير نفذها تنظيم القاعدة في كنيسة في بغداد، في اكبر اعتداء على المسيحيين في العراق حمل المئات منهم على الرحيل.