المنشطات الجنسية والحبوب المخدرة قاتل متخفٍ يمكن القبض عليه

بدء بواسطة ماهر سعيد متي, ديسمبر 11, 2011, 12:07:33 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

ماهر سعيد متي

المنشطات الجنسية والحبوب المخدرة قاتل متخفٍ يمكن القبض عليه




تسبب العقم وحالات الوفاة المفاجئة بين الشباب

بغداد – آمنة عبد العزيز

انتشر خلال السنوات الماضية مروجو الحبوب المنشطة والمخدرات بعيدا عن الرقابة وباستخدام شفرات وطرق سرية لترويجها وكسب زبائن جدد من الأميين وقليلي الثقافة، غير أن عددا من متناولي المنشطات الجنسية سقطوا ضحية الجرعات الخاطئة، بعضهم فارق الحياة وآخرون رافقتهم آلام في المعدة وصداع لمدة طويلة، ما يستدعي تدخل أجهزة الرقابة الصحية والأمنية والإعلامية ومؤسسات المجتمع المدني للحد من نشاطهم وتسببهم في خسارة شبابنا.

فبعد أن أصبح تعاطي حبوب (الهلوسة) وحبوب (الآرتين) والحبوب المخدرة واقع حال نتلمسه انتقل المروجون الى تجارة أخرى مرافقة لها، كونها لاقت إقبالا متزايدا من قبل الشباب، فالحبوب والابر والكبسولات الهندية منها والصينية الخاصة بالمنشطات الجنسية تنتشر في الأسواق الشعبية ولدى المضمدين، غير أن الصيدليات لاتتعامل معها وانما تتعامل مع الأنواع الرصينة ولا تعطى للزبون الا بوصفة طبية خشية تسببها بالألم او مفارقة حياة مستخدمها.سكتة قلبية

انقلب عرس (ا،م) الى عزاء حين توفي العريس 26 عاما قبل دخوله على عروسه بسبب إصابته بالسكتة القلبية جراء تناوله جرعة منشطة جنسيا.

الطبيبة صفا العزاوي - استشارية في مستشفى ابن النفيس-  لجراحة القلب والأوعية الدموية قالت "هناك حالات عدة تصلنا لقسم الطوارئ، منها إصابة أصحابها بجلطة قلبية وبعضهم يصلنا متوفى بسكتة قلبية ومن خلال فحوصات أولية على المصاب تتوفر أدلة كثيرة على أنه يتعاطى المنشطات الجنسية بشكل مستمر وهذا الحال يجعلنا نتساءل من المسؤول عن (غباء) هؤلاء الشباب؟ واين دور التوعية الأسرية؟ إضافة الى قصور في دور الإعلام وتوعية الشباب لمخاطر هذه المنشطات، وقد يتساءل الناس عن سبب الجلطات القلبية بين الشباب والوفاة المفاجئة بالسكتة القلبية أثناء النوم، والسبب طبعا هو تناول تلك المنشطات بصورة مستمرة ودن الحاجة اليها".

وتضيف الدكتورة العزاوي "في السنوات القليلة الماضية تفشى تعاطي المنشطات الجنسية وتناول الحبوب المخدرة بين فئة الشباب والمراهقين ومع غياب الرقابة الحكومية على تسريب هذه العقاقير (القاتلة) في السوق المحلية، ومنح متعاطيها سهولة الضياع في (فخاخها)، فمن الممكن أن يحصل الشاب على شريط (فياغرا) من بسطية او (سوبر ماركت) او مضمد دون إرشاد طبي علمي".







تسببها بالعقم

الدكتور غياث ثامر الدروبي اختصاص أمراض العقم بيّن أن أغلب حالات العقم الحديثة للرجال تعود الى تناولهم للمنشطات، وقال "تردني للعيادة الكثير من حالات العقم وبعد الكشف السريري ومن خلال التحاليل المختبرية والهرمونية تتأكد ظنوننا بأن المريض مصاب بعقم بسبب تناول عقاقير منشطة تؤثر على فعالية الأجهزة التناسلية ووظائفها في عمليات الإخصاب, ومن أهم التأثيرات السلبية لهذه العقاقير هي العقم الدائمي واصفرار كالسيوم الدم والعنف الجنسي العصبي ورعشة اليدين والرجلين وبالتالي تأثير كل هذا على فاعلية أداء القلب".

وأوضح "ربما الخجل يمنع المريض الذي يراجعنا من البوح بحقيقة تعاطيه لهذه الأدوية ومن الأفضل مصارحة الطبيب المختص بالمدة التي بدأ بها بأخذ المنشط وعدد الجرعات كي يتسنى لنا معرفة (الخسائر) التي وصل لها جهاز المناعة والحماية لأجهزة المريض التناسلية, إن العقاقير المنشطة تؤدي مفعولا مؤقتا وعلى المدى البعيد تكون عواقبها مدمرة بنسبة الضرر الذي لايمكن إصلاحه بسهولة كما يعتقد البعض".







دور الإعلام

إن عملية إيقاف انتشار هذه المنشطات والحبوب المخدرة لاتقع على عاتق الأجهزة الصحية والأمنية لوحدها، بل يتداخل دور الأسرة والمجتمع والإعلام في التثقيف تجاه المردودات السلبية لهذا النوع من العقاقير.

الدكتور كاظم المقدادي الأستاذ في كلية الإعلام تحدث عن الدور المهم المناط بالمؤسسات الإعلامية من صحف وفضائيات ومواقع ووكالات بشأن توعية المجتمع بأخطار وممارسات مخطوءة في حياة الشباب وتعاطي المنشطات جزء من تلك المخاطر المحدقة بشبابنا غير الواعي, فعندما نؤشر على مكامن الخطر بندوة توعوية مفتوحة تشارك فيها أطراف ذات شأن بالقضية، هنا ندق أجراس الإنذار من أجل التوضيح واستعلام الأمر عن مدى تلك المخاوف التي تودي بحياة الشباب من حيث لا يدرون أو يعلمون ربما, وهذا هو دورنا المسؤول تجاههم, لذا لا يمكن إهمال الدور الإعلامي المكثف في رصد المشكلة وتشريحها على طاولة الحقائق من أجل وقف تعاطي تلك السموم بغير عقل مسؤول.

بسطيات للمنشطات الجنسية

في أكثر من حملة (أمنية) لحماية المستهلك والمواطن من تجارة بيع المنشطات والحبوب المخدرة والتي شنتها أجهزة الدولة على باعة (بسطيات) الباب الشرقي, تراجعت نسبة البيع فيها ولكنها سرعان ما عاودت نشاطاتها المشبوهة عن طريق التمويه تحت ستار بيع (السيديات) لأفلام الأكشن والحب والمغامرات

بائع الأقراص المدمجة رافد ياسر يقول "لايمكن تعميم حالات فردية لباعة معروفين في السوق لأدوية محظورة، فهناك شبكة لترويج أنواع كثيرة من المنشطات الجنسية على شكل حبوب او كبسولات او مساحيق او علكة ولهذه الشبكة زبائن يقصدونهم دون غيرهم، ويؤكد أنه وزملاءه في المهنة لا يتعاطون بمسببات لقتل الشباب بواسطة هذه الحبوب وغيرها".

زميله سلام كريم صاحب بسطية لبيع الأقراص المدمجة أكد وجود عدد من الباعة يروجون لتلك الحبوب بشكل سري ويتعاملون باستخدام الشفرات، فهناك الحبوب المنشطة الزرقاء والصفراء والحمراء والخضراء، وهذه الألوان لها بهجتها في نفوس شباب ضائعين لا يعرفون حقيقة الألم الذي تسببه لهم، مشيرا الى أن الأجهزة الرقابية في وزارة الصحة تنفذ بين فترة وأخرى حملات لمصادرة هذه الحبوب ومعاقبة مروجيها، ما جعل عمل المروجين بشكل سري ومحدود.







مطاردة مستمرة

وتجهد الأجهزة الأمنية من خلال دورياتها وأجهزتها الاستخباراتية في تطبيق القانون الذي يعاقب مروجي الأدوية المخدرة والمنشطة بدون وصفة طبية او من قنوات تصريف غير قانونية كالصيدليات الحكومية والأهلية المجازة، لذا فقد نفذت الأجهزة الأمنية خلال الأشهر القليلة الماضية عدة حملات في أكثر من محافظة لتنظيف أسواقها من هذه الحبوب القاتلة ومحاسبة أصحاب البسطيات ومروجيها.

العقيد شامل عبد الرسول من قوة الشرطة الاتحادية للمتابعة قال "نظمت قيادة الشرطة الاتحادية في أكثر من محافظة عدة عمليات لمداهمة أوكار تجّار حبوب الهلوسة والمخدرة والمنشطات الجنسية وتم ضبط كميات كبيرة منها واستطاعت مفارزنا تنظيف أماكن مشبوهة في بغداد وذي قار وميسان والبصرة"، موضحا أن هذه العقاقير لا تباع الا بوصفة طبية غير أن المعلومات التي كانت تردنا عن تزايد انتشارها يحتم علينا تنفيذ حملات دورية وفجائية على مناطق تواجدها، وتم زرع عناصر استخباراتية لتزويدنا بمعلومات عن تحركات المروجين للقبض عليهم وتقديمهم للعدالة والذين سيحكمون إما بالحبس او بالغرامة المالية.

ودعا عبد الرسول المواطنين الى الإبلاغ عن مروجي هذا النوع من المنشطات والحبوب المخدرة لتتمكن الأجهزة الأمنية من اتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم ومصادرة المروجين ومنع تداولها.







الصيدليات

حوار لا يخلو من الطرافة جرى بين صيدلي وشاب في الخامسة والعشرين من عمره، سأل الشاب الصيدلي أن يبيعه فيتامينات مقوية !!.

أجابه الصيدلي: أي نوع من الفيتامينات؟ وهل هناك وصفة طبيب؟.

أجاب الشاب: لا أنا أريد النصح منك لأني مقبل على الزواج بعد أيام.

لم يكن بوسع الصيدلي إخفاء تعجبه من طلب الرجل فنصحه بمراجعة طبيب للوقوف على حالته المرضية.

وتتحدث الصيدلانية أم زينب عن مرور حالات عليها والسؤال عن حبوب مقوية أو منشطة، بعضهم يخجل وينتظر فرصة عدم وجود زبائن ليسأل عن مبتغاه وطلبه الدوائي.

تضيف الصيدلانية "الملفت للانتباه ان غالبية الباحثين عن هذه الأدوية المنشطة هم من فئة الشباب الا القلة من أعمار تتراوح بين الخمسين والستين, ونحن كصيدلية لا نحبذ بيع هكذا نوع من الأدوية كونه يدخل في تصنيف الأدوية المحظورة على الأقل بالنسبة لنا، كوننا نعي خطورته وانعكاساته الجانبية على الصحة".

صيدلية (.....) في حي المغرب لا يتورع صاحبها عن بيع كل تلك الأصناف الدوائية المنشطة العشبية منها والكيميائية تحت ذريعة العرض والطلب والتطور الدوائي الذي بات يتماشى مع زمن حاجة الفرد الجنسية ولا تقل شأنا عن حاجته الغذائية !!

صيدلية أخرى يعي صاحبها مهامه الإنسانية ودوره الأخلاقي في نصح المريض أو الباحث عن منشط محظور صحيا قال "في الغالب يكون الشباب الذين يتعاطون المنشطات مثل الفياغرا والهستون وغيرها من الأنواع هم قليلو الوعي ويتمتعون بأمية ثقافية عالية ويكون النصح في كثير من الأحيان غير مجد، وفي ذات مرة جاءني شاب يرافقه شاب بعمره العشريني وطلب بيعه تلك المنشطات فقلت له لا نتعامل بها وأنصحك ان لا تتعاطاها أجابني بالحرف الواحد (وفر النصيحة لك)"!!.







المضمد يبيع المنشطات

المضمد ودوره في حياتنا أصبح البديل الأول للاستشارة الطبية وربما في مناطقنا الشعبية وهو الطبيب لكل داء ودواء والسبب بالتأكيد جهل المواطن بخطورة تبادل الأدوار في الحياة، فكيف إذا كانت علاجية تخصصية.

المضمد عبد راضي سعيد لا ينفي أهميته في منطقته فهو من يزرق الابر ويعالج الحروق ويختن الأولاد ويقيس السكري والضغط ويعطي الوصفات (المنشطة) لمن يحتاجها !.

وقال "الحالة النفسية السيئة للشباب وخصوصا المتزوجين جعلتهم يبحثون عن دافع للحيوية وفي السوق الدوائية أنواع من تلك المنشطات نجلبها بتوصية من قبلهم وبيعها وهي لا تؤثر على أعمار الشباب بل لها تأثير على كبار السن".

المضمد المجاز صحيا أبو محمد يقول "ليس كل المضمدين هم بهذا السوء في تعاملاتهم المهنية فالمهنة هي تتلخص بتداوي الجروح وزرق الإبر وقياس الضغط وداء السكري وبعض الأمور الأخرى التي تنحصر بنطاق عمله, أما التعاملات المشبوهة في بيع المنشطات فهذا أمر مرفوض بالنسبة للمضمد الذي يحترم مهنته".







الصين مصدر القلق الأول

اتهامات عدة ومن مختلف الاختصاصات التي حاورناها بشأن هذه القضية ومن المسؤول عن إغراق الأسواق بهذه العقاقير؟.

كانت إجاباتهم تشير باصبع الاتهام الى (الصين) كونها المتهم الذي زيّن كثيرا من أغلفة العقاقير المنشطة بأغلفة تبعث على الحياة وبداخلها موت يفجر قلب صاحبه بغفلة منه, هذا ما أكده الباحث الاجتماعي الدكتور فراس صالح الخيرو أستاذ علم الاجتماع في جامعة بغداد وأضاف "حينما نتابع كثيرا من الحالات غير الإيجابية في وسط الشباب نشعر بالحيرة والألم لما وصل إليه شبابنا في زج أنفسهم بقشور الحياة وربما كوني أبحث في تخصصي عن منافذ للخروج بدراسات علمية لأسباب ذلك التدهور أعرف أن لجيلنا وعيا ناتجا عن عمق التربية والأخلاقيات التي نشأنا وتربينا عليها بعكس الأجيال اللاحقة، فغياب ذلك الدور للأسرة له ألم في النفس, وبهذا الانسلاخ الذي يمارسه الشاب في تحقيق رغباته الشخصية وعدم الاستشارة هو ما أوصل الكثير منهم الى تعاطي العقاقير المنشطة التي استهلكت عقله وجسده وكأنها (موضة) انتحار بطيئة تنحدر بهم لموت قريب.







رقابة دوائية

مصدر في وزارة الصحة أكد أن أجهزة الرقابة تمارس دورا كبيرا في مراقبة تداول أنواع الأدوية والأطعمة والمنتجات الغذائية في الأسواق والصيدليات التي تؤثر على الصحة العامة ومن ضمنها العقاقير المنشطة والمخدرة وبالتعاون مع الأجهزة الأمنية يتم تنظيم زيارات مفاجئة لمناطق ترويجها والقبض عليهم وإتلافها، مشيرا الى أن التعامل مع الصيدليات التي تروج هذه العقاقير دون وصفة طبية يكون أكثر صرامة وقد يؤدي الى غلق الصيدلية مع رفع دعوى قضائية ضد صاحبها.

وطالب المصدر المواطنين بإبلاغ المراكز الصحية او وزارة الصحة في حال وجود هذه الحالات لاتخاذ الإجراءات بحقها وإنقاذ المواطنين من تناول السموم التي يتم تهريبها عبر الحدود، موضحا أن حملات عديدة نفذتها الأجهزة التفتيشية التابعة الى وزارة الصحة في بغداد وديالى وكركوك وذي قار والقادسية وميسان والبصرة وواسط أسفرت عن مصادرة كميات كبيرة من حبوب الهلوسة والمنشطة المهربة عبر دول الجوار.

ونبه الى ضرورة إشراك جهات عدة لمكافحة تداول هذه العقاقير، كالمؤسسة الدينية والإعلام ومنظمات المجتمع المدني الى جانب التثقيف الأسري.

http://www.alsabaah.com/ArticleShow.aspx?ID=18051
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة