تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

الغرور والتواضع

بدء بواسطة برطلي دوت نت, نوفمبر 26, 2011, 10:30:02 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 2 الضيوف يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

الغرور والتواضع



الأستاذ متي كلو

1

شاب تربطني مع والده صلة القرابة والصداقة منذ أيام الصبا والشباب ، ويشغل هذا الشاب الذي لا يتجاوز الخامسة والثلاثون من عمره منصب رئيس مؤسسة تجارية يقدر رأسمالها بأكثر من 8 مليار دولار، دعاني مع والده لزيارة هذه المؤسسة العملاقة عندما حضر والده من وراء البحار لزيارته ، واستصحبنا للإطلاع على أقسام هذه المؤسسة ومفتخرا أمام المدراء العامين وروساء الأقسام وعشرات الموظفين والعمال ، بأنه نجل هذا الرجل الأسمر الذي يسير بجانبه العراقي الجذور ويتحدث معنا لغة الوطن .

التقي مع هذا الشاب بين حين وأخر وفي أمسيات عطلة نهاية الأسبوع ، ونتجاذب أطراف الحديث ، يتحدث عن عمله التجاري والمؤسسة التي يعمل كرئيس لها ، وعن الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها العالم في هذا الوقت، ويتلقي دعوات لحضور اجتماعات اقتصادية وتجارية عامة ، كما يتلقى دعوات خاصة من بعض وزراء الحكومة المحلية أو الفدرالية وروؤساء أحزاب المعارضة ، ويستمع هؤلاء إلى أرائه في الاقتصاد والتجارة وتلتقط له مع هؤلاء المسئولين الكثير من الصور ومن خلال عملي بالصحافة الطوعية ، طلبت منه عدة مرات بإجراء لقاء معه لنشره في الجريدة أو المواقع على الشبكة العنكبوتية، وأنا متأكد بان اللقاء مع هذا الشاب الذي يتقلد هذا المنصب يسعد الكثيرين من ابناء جلدته ، ولكن يعتذر عن إجراء أي مقابلة وتشعر بأنك أمام شخص متواضع بالرغم من شهرته في المجال الاقتصادي في هذه المدينة، وبعيدا كل البعد عن حب الظهور،.

تذكرت هذا الشاب وأنا أتجول في الكثير من المواقع االاكترونية التي تتزاحم فيها ساحات الشبكة ، وأشاهد بعض أعضاء الهيئات الإدارية لجمعيات أو نوادي ثقافية أو اجتماعية ولايتجاوز أعضاء جمعياتهم أكثر من عدد أعضاء الهيئة الإدارية وهم يدلون بتصريحات وخطط وبرامج شهرية أو سنوية وخطط للسنوات القادمة ويلتقطون الصور مع موظف "معاون ملاحظ او ملاحظ" في وزارة الهجرة! ولكن لا يذكر انجازات جمعيته في عهده أو قبله .

2

اتصل بي قبل فترة احد الأصدقاء يشرف على احد المواقع الالكترونية في الوطن واثناء الحديث روى لي الحكاية التالية :

("مطرب " يعتقد انه مطرب "كبير" تراكم على البوم "أغانيه" الأول الكثير من الأتربة في بعض أكشاك "الألبومات الغنائية" اتصل بي لإجراء حديث معه حول حياته"الفنية الطربية" والترويج لألبومه الثاني ، وبعد أيام اتصل صديق عزيز وطلب مني تشجيع هذا "المطرب" من خلال أجراء لقاء معه بمناسبة صدور "البومه" الثاني ، لم يمضي شهر على المكالمة ، اتصل بي مرة أخرى هذا الصديق واستفسر لماذا لم استجيب لطلبه ، قلت :

-- يا سيدي ، أرجو ان تقوم بجولة قصيرة و تزور أي "كشك من أكشاك" بيع أقراص االليزر للمطربين وان تلاحظ كم من التراب قد تراكم على البومه الأول، ووفق معلوماتي بان ما تم بيعه من البومه الأول لا يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة، ونادرا ما يطلب للمشاركة في الحفلات العامة أو الاجتماعية الخاصة، وأتذكر عندما دعيت إلى حفلة زفاف ولدك لم أشاهده من ضمن المطربين الذين شاركوا بفرح نجلكم الكريم ،.

وأرجو أن أعلمك يا صديقي العزيز أن هذا المطرب يعيش في عالم الأوهام ويضع نفسه في حجم أكثر من حجمه الحقيقي، وإذا كان اللقاء من اجل الترويج لألبومه الثاني، فيستطيع أن يتصل بالجريدة ويتفق على نشر إعلان للترويج لألبومه الثاني ومن حقه أن يدون على متن الإعلان ما يرغب . )

3

اعتقد أن هناك مسافة شاسعة جدا تفصل بين الغرور والتواضع كما التي تفصل بين التجهم والابتسامة.


نقلا عن جريدة بانوراما الصادرة في سدني / استراليا


ماهر سعيد متي

مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة