صحيفة كاثوليكية: لإنقاذ المسيحية في سهل نينوى... يتطلب توفير الامن وفرص العمل ل

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يونيو 19, 2018, 05:54:00 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

صحيفة كاثوليكية: لإنقاذ المسيحية في سهل نينوى... يتطلب توفير الامن وفرص العمل

لإنقاذ المسيحية في سهل نينوى، يتطلب توفير الامن وفرص العمل/     

         
برطلي . نت / متابعة

عنكاوا كوم/ كروكس ناو/
ترجمة وتحرير/ ريفان الحكيم

روما – بالرغم من ان الكاثوليكية دائما ما تكون مليئة بالدراما, وهذا ما يجعلها رائعة للغاية, الا ان بعض الامور هي اكثر دراماتيكية من الاخرى. بينما انقضى نصف عام 2018, يبقى مرشحيني الاوائل للقصة الكاثوليكية الاكثر اقناعا في هذه السنة هم من العراق ومن مشروع اعادة اعمار سهل نينوى.

لقد عدت انا واينيس سان مارتن لتونا من زيارة الى سهل نينوى استمرت اسبوعا واحدا, و رأينا المعجزات تتكشف هناك, حيث هناك اصعب الظروف في العالم لتكون مسيحيا. لقرون كانت منطقة سهل نينوى تعتبر معقلا للمسيحيين في الشرق الاوسط, مرتكزة على سلسلة من القرى المسيحية التاريخية. في الواقع, عندما ظهر تنظيم داعش للمرة الاولى, شجع العديد من الخبراء فكرة تشجيع المسيحيين من اماكن اخرى للانتقال الى هناك كملاذ آمن.

ومع وصول داعش في عام 2014, تغيرت الامور بين ليلة وضحاها, حيث اضطر اكثر من 100000 مسيحي للفرار واستبيحت قراهم, حيث احرقت الكنائس والاديرة والمصالح التجارية والمنازل او شوهت بشكل كبير.

اليوم وبالرغم من كل ذلك, تنهض تلك البلدات من بين الانقاض والعديد من المسيحيين, ليس كلهم, يعودون. ان الاماكن التي تحمل اسماء قرقوش, تللسقف, كرمليس, القوش, واخرى, عادت لتكون مجتمعات مسيحية مزدهرة مرة اخرى, مع وجود خطط كبيرة للمستقبل.
كل هذا بفضل مشروع اعادة اعمار سهل نينوى التي تنظمها وتديرها الكنائس المحلية, وتدعمها جهات مانحة مثل المؤسسة البابوية "عون الكنائس المحتاجة" و "فرسان كولومبوس".

ان اصرار هؤلاء المسيحيين وشجاعتهم ورؤاهم هو امر رائع لنشهده, ويمنح المرء املا جديدا بأن لا يكون محتوم على المسيحية الانقراض في ارض ميلادها.
بعد الحديث مع هؤلاء المسيحيين, وخاصة ابناء الجيل الاصغر, يصبح من الواضح ان اعادة بناء منازلهم, مهما كانت ضرورية, لا تعني ان المهمة تمت لإقناعهم بالبقاء. انه اقرب ما يكون الى نقطة الانطلاق وليس الوجهة.

ما سمعناه مرارا وتكرارا انا و سان مارتن هو ان هناك امرين مطلوبين لإبقاء الشباب المثقفين والمؤمنين: الامن وفرص العمل.
راشيل كرو البالغة من العمر 20 عاما, وهي من الكلدان الكاثوليك من قرقوش وطالبة في كلية علوم الحاسبات في الجامعة الكاثوليكية في عنكاوا, هي مثال نموذجي. هي ذكية ومتحمسة ولديها لغة انكليزية جيدة ومستقبل مشرق, وهذا بالضبط هو نوع الشخص الذي يمكن ان يساعد في ترسيخ المستقبل هنا – في الوقت الحالي تخطط للسفر.

وقالت "لو امكنني العثور على وظيفة جدية هنا لبناء حياتي, ربما ابقى, ولكن لماذا ابقى هنا بدون ذلك".
عندما يقول الشباب العراقيون انهم بحاجة الى "الامن"  فإنهم لا يعنون فقط غيابا مؤقتا للقتال. ما يقصدونه هو انهم اذا قرروا تأسيس عائلة هنا, او فتح مشروع تجاري, فانهم يودون ثقة منطقية بان اسرهم ستظل آمنة في غضون عشر سنوات,  واعمالهم, على افتراض انها ستنجح, ستظل قائمة.

في هذه اللحظة, لا يشعر اي منهم بهذه الثقة. ان المفارقة الكبرى في مشروع اعادة اعمار سهل نينوى هي انها تقاد وتنفذ بحماس تبشيري من قبل مجموعة من الناس الذين ليس لديهم ادنى فكرة عما اذا كانت ثمار عملهم ستدوم.
في هذا السياق, فأن الامر المدهش ليس ان العديد من المسيحيين العراقيين الشباب قد غادروا والبعض الاخر يريد السفر – انه العديد من الاخرين الذين اختاروا البقاء, رغم كل شيء.

ان عودة داعش ليست الشيء الوحيد الذي يخافه المسيحيون هنا, بل هو ثقل اكثر من قرن من النوبات المتكررة من الصراع الاقليمي والعنف الطائفي. وبعد الغزو اذي قادته الولايات المتحدة في عام 2003 على العراق, اصبحت عيشة المسيحيين اسوأ بكثير.
ماعدا الامن, ان التوظيف امر بالغ الاهمية. ويعاني المسيحيون بشكل خاص من الركود الاقتصادي في العراق, وينظر افضل واذكى جيل الشباب الى مستقبلهم بقلق. اذا لم يكن هناك احتمال منطقي للفرص هنا, فأن عدد متزايد من هؤلاء الشباب المسيحيين العراقيين, الذين لديهم علم ودافع للنجاح في اي مكان, سوف يبحثون عن تلك الفرص في مكان اخر.

حقيقة الامر هي انه لن يتم توفير اي أمن ولا وظائف لهذه المناطق المسيحية من قبل الحكومة العراقية اذا تركت لأجهزتها الخاصة. هناك تاريخ طويل من الاهمال, مقترنا بحسابات سياسية, للايحاء بان الضغط والاستثمار الدوليين المستدامين هما فقط اللذان سيخدمان الامر.
عندما يتم اعادة اعمار جميع املاك المسيحيين الـ 13000 المدمرة او المتضررة بسبب داعش, حينها لن يكون اليوم الذي يتم فيه انجاز المهمة هنا. المهمة لن تنجر الا عندما يتم بناء المستقبل, وهو ما يعني ان بقية العالم لا يستطيع ببساطة ان يبتعد ويهنئ نفسه على ايصال المسيحيين المحليين الى هذا الحد.

لماذا يجب ان نهتم؟ افضل جواب سمعته طول الاسبوع جاء من الاب كوريال توما, وهو راعي قرية مسيحية اخرى في سهل نينوى والذي التقيناه على الغداء في قرية تللسقف. وقال توما: "اعتقد انه سيأتي اليوم الذي فيه  سنقرأ في كتب التاريخ ان المسيحيين كانوا ذات مرة موجودين هنا. لم يفت الاوان, وآمل ان يتم انجاز شيء ما, لكن الوقت ينفذ". وقال "العلم مدين لهؤلاء الناس (سكان سهل نينوى) تاريخيا. الكنيسة بدأت هنا وقد حملها هؤلاء الناس لقرون. اعطونا كنوز روحية لا تعد ولا تحصى. الكنيسة كما نعرفها لم تكن لتوجد بدون التضحيات التي قدمها هؤلاء الناس" وقال "كل هذا يعني ان هناك ديونا, والان حان الوقت ليسدد العالم تلك الديون".