حياة أخرى في الموصل.. موسيقى وكتب في مقاهي المدينة وفتيات يدخن "النركيلة"

بدء بواسطة برطلي دوت نت, مارس 01, 2018, 08:17:25 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت


   حياة أخرى في الموصل.. موسيقى وكتب في مقاهي المدينة وفتيات يدخن "النركيلة"   

         
برطلي . نت / متابعة

نينوى/ الغد برس:
يبدو أن تحرير مدينة الموصل من تنظيم داعش أدى إلى تحرر من نوع آخر في المجتمع الموصلي، فبعد أن كانت المقاهي حكراً على الرجال فقط، ها هي اليوم تفتح أبوابها أمام النساء، وليس ذلك فقط بل تحولت بعضها الى مكتبات عامة ومعارض فنية.

لم يكن من الطبيعي بالنسبة للمجتمع الموصل - حتى في السنوات التي سبقت احتلال داعش للمدينة - ان تجلس فتاة الى جانب شاب او الى جانب صديقاتها في مقاهي المدينة، وتدخن السكائر او النركيلة، او حتى شرب القهوة والشاي وتناول وجبات الطعام في مقهى مختلط.
وحتى بعد تحرير المدينة من داعش، كانت المطاعم والمقاهي تعزل العائلات في اجنحة خاصة بعيدا عن الشباب، ولم تكن لتوفر حتى نراكيل للنساء.
لكن في مقهى "الكتاب" الذي تم افتتاحه مؤخرا في منطقة المجموعة الثقافية في الجانب الايسر من الموصل، بالقرب من مبنى جامعة الموصل، اصبح قبلة الشباب والبنات وهو ما لم تعتد عليه الموصل.
بجانب الطاولات البسيطة ترتفع مكتبات تضم مختلف العناوين المعرفية، بينما تجلس فتيات برفقة شباب بعضهم يعملون واخرون خرجوا للتو من دروسهم الجامعية، يدخنون النركيلة ويشربون الشاي سوية ويتبادلون الحديث.
المكان هو الاخر لا يخلو ممن يمارس عمله على جهاز الكمبيوتر المحمول، ويرتاد هذا المقهى الكثير من الصحفيين والناشطين المدنيين.
تقول جمانة، وهي طالبة جامعية جاءت برفقة زميلاتها وزملاءها في الكلية، انها لم تخرج سوى منذ بضع اسابيع مع زملاءها رغم مرور اكثر من خمس سنوات على التحاقها بالجامعة التي انقطع الدوام فيها خلال سيطرة داعش على المدينة.
وتضيف في حديثها لـ"الغد برس"، انه "لم يكن متوقعا ان نخرج وندخن النركيلة، حيث كانت تجمعاتنا تقتصر فقط على اللقاء في الجامعة خلال السنة الاولى قبل انقطاعنا، ولم يكن بمقدورنا حتى أن ندخن النركيلة التي كانت قد تسبب استهداف المركز الطلابي الذي نجتمع فيه بالجامعة من قبل المتطرفين".
رشا، فتاة لا ترتدي الحجاب تجلس الى جانب صديقتها في المقهى لتدخن النركيلة، وتقول لـ"الغد برس"، ان "الوضع اصبح اكثر من الطبيعي هنا في الموصل، حيث يمكننا ان نفعل ما نشاء لكن ضمن نطاق العرف الاجتماعي".
وتؤكد "في الموصل ليس هناك تشدد بعد الان".
بالقرب من المقهى هناك مركز لبناء الاجسام ومقاهي اخرى، ولكن رغم كثرة المقاهي في الموصل، الا ان مقهى الكتاب يقدم الخيارات الافضل للفتيات هنا في الموصل.
وفي حديثها لـ"الغد برس"، تقول سمية التي زارت المقهى، "لا حرج الان من أن نجلس هنا في المقهى حيث جميع من يأتي اليه من الطبقة المثقفة في الموصل، ومن يبحث عن اكتساب المعرفة".
بجانب الطاولة يجتمع فريق من الشباب الذين يحملون العود والكيتار ويعزفون قبل المساء.
"يبدو ان كل شيء قد تغير هنا في الموصل"، يقول حسين الشاب العشريني الذي عاد للتو من تركيا وانضم الى اصدقاءه من رواد المقهى.
في اعلى الجدران علقت صور لفنانين موصليين رسموا لوحاتهم بعد الحرب، وفي اسفلها تنتشر صور حقيقية لما مرت به المدينة خلال سيطرة داعش وما بعدها، التقطها مصورون شباب من الهواة.
ولا يوجد فعليا حتى الان دعم حكومي في الموصل، للطاقات الشبابية كما يجمع الجالسين هنا في المقهى، لكنهم يسعون لتغيير صورة الموصل التي ظهرت للعالم فيها، كمدينة يعشقها المتطرفون.
وعلى الجانب الاخر، من الموصل حيث في الجهة اليمنى من المدينة اي بعد عبور النهر، لا تزال اثار الدمار تخيم على ذلك الجزء الذي يبدو ان الحياة فيه شبه منعدمة.
لكن الشباب هنا يقولون انهم يحاولون جمع كل ما يستطيعون من قواهم بجانب فتيات المدينة لاعادة الحياة الى الجانب الاخر.