اسباب جعلت من الاحتلال الامريكي للعراق سببا في ظهور داعش

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يناير 30, 2018, 03:11:38 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت


اسباب جعلت من الاحتلال الامريكي للعراق سببا في ظهور داعش     

         
برطلي . نت / متابعة

ترجمة/ الغد برس:
(إن أخوك هو من خلق داعش) هذه الجملة اطلقها الطالب الجامعي آيفي زيدريتش بوجه (جيب بوش) الاخ الاكبر للرئيس السابق جورج بوش في الاجتماع الذي عقد في مدينة "رينو" في ولاية نيفادا في أيار 2015.

وقد حاول النائب الجمهوري آنذاك أن يدافع عن أخيه الأكبر، الرئيس السابق جورج دبليو بوش، من خلال إلقاء اللوم على بروز تنظيم داعش انه ظهر في فترة حكم الرئيس باراك أوباما بسبب سحبه للقوات الامريكية من العراق في عام 2011، غير أن الواقع أن اتهام زيدريتش لم يكن بعيدا عن الاشارة الى ذلك.
لو لم يكن قرار بوش الكارثي بغزو واحتلال العراق في عام 2003، الذي تحدا به القانون الدولي، فإن المجموعة الإرهابية الأكثر تخويفا في العالم لن تكون موجودة اليوم، و داعش هو رد الفعل لذلك الغزو.
في اطار البحث عن الحقيقة وأن هنالك ثلاث اسباب وطرق غامر بها جورج بوش في بلاد الرافدين، ساعدت على الولادة لتلك المجاميع الارهابية التي تعتبرها الولايات المتحدة الآن واحدة من أكبر التهديدات للأمن القومي الأمريكي والسلام في الشرق الأوسط.
أولا : يؤكد الخبراء العسكريون على ان بروز حركات تطرف السكان المحليين تولد من الداخل والتي تؤدي التمرد العنيف.
ففي العراق، تحولت الولايات المتحدة من المحررين البطوليين إلى محتلين وحشيين في غضون أسابيع، وفي الفلوجة، التي أصبحت فيما بعد معقل لتنظيمات داعش، فتحت القوات الأمريكية النار على حشد من المتظاهرين السلميين في نيسان 2003، مما أسفر عن مقتل وجرح العشرات من العراقيين.
وقد ساعدت عمليات إطلاق النار والتعذيب والفوضي العامة على دفع الآلاف من العراقيين من الأقلية السنية إلى أذرع الجماعات المتطرفة التي يقودها عصابات وحشية مثل أبو مصعب الزرقاوي، وكان تنظيم الزرقاوي في العراق، الذي شكل في عام 2004 لمحاربة القوات الأمريكية وحلفائها المحليين، منظمة تمهيدية ل "تنظيم داعش".
ثانيا : في أيار 2003، في خطوة غبية ومتهورة جنائيا، حلت سلطات الاحتلال الأمريكية الجيش العراقي والذي من خلاله جعلت الولايات المتحدة أكثر من نصف مليون جندي عراقي مدربين تدريبا جيدا بين عشية وضحاها بلى عمل ولا وظيفة، ومن جهة اخرى، وصف وزير الخارجية الاميركي كولن باول الذي كان ضابطا سابقا في الجيش الاميركي هؤلاء الجنود العاطلين عن العمل بانهم "مجندون رئيسيون للتمرد".
في السنوات الأخيرة، تم تنصيب العديد من كبار قادة تنظيم داعش هم كانو في السابق كضباط كبار في جيش صدام حسين وذلك لم يكن صدفة.
ثالثا :اعتقل الجيش الامريكي عشرات الالاف من العراقيين، ومعظمهم من غير المقاتلين، فى معسكر بوكا فى جنوبي العراق، والذي مكن الجهاديين المسجونيين من تجنيد المجندين الجدد والذي كان على مرأى من اعين الجميع، بل واعطاهم الفرصة ايضا لتخطيط هجمات وعمليات مستقبلية، وفي تصريح لمدير السجن في ذلك الوقت جيمس سكايلر جيروند بعد ان لاحظ ذلك لاحقا ( كان العديد منا في معسكر بوكا قلقين من أنه بدلا من مجرد احتجاز هولاء المحتجزين، لكننا في واقع الحال خلقنا وعاء من اجل نشر التطرف).
وكان أحد المحتجزين السابقين في سجن بوكا (أبو بكر البغدادي ) الذي أعلن نفسه بعد خروجه من السجن خليفة وقائدا لتنظيم داعش، ووفقا لخبير الإرهاب العراقي هشام الهاشمي، فان "ابو بكر البغدادي قد استوعب الايديولوجية الجهادية وأقام لنفسه اسما ما بين الأسماء الكبيرة عندما كان في سجن بوكا".
ولكي نكون واضحين، فإن تنظيم داعش هي نكسة من الغزو والاحتلال الأمريكيين للعراق وصرح ديفيد كيلكولن الذي كان مستشارا سابقا لكل من الجنرال ديفيد بيترايوس ووزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس، التي تعتبر واحدة من أبرز خبراء مكافحة التمرد في العالم، حيث قال كيلكولن لقناة 4 نيوز في آذار 201، "علينا أن ندرك أن الكثير من المشاكل هي من صنعنا ومال ا يمكن إنكاره أنه لم يكون هنالك تنظيم داعش إذا لم نكن قد غزينا العراق".

المصدر: وكالة The Intercept الاخبارية
ترجمة: حيدر الخزعلي