حمى الانتخابات.. مقاطعون يرفضون الذهاب وآخرون دعوا للمشاركة "العقابية"

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يناير 26, 2018, 08:48:48 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت


حمى الانتخابات.. مقاطعون يرفضون الذهاب وآخرون دعوا للمشاركة "العقابية"     

         
برطلي . نت / متابعة

بغداد/ الغد برس:
مقاطعة الانتخابات والمقاطعة "العقابية"، حملات أطلقها ناشطون وصحفيون في مواقع التواصل الاجتماعي، ردا على ترشيح شخصيات سياسية يرونها "فاسدة"، وأقل ما يمكن أن تجابه به هو مقاطعة الانتخابات، وتزامنا مع هذه الحملات، ظهرت بيانات من مراجع دينية تدعو ايضا للمقاطعة، بل ذهبت لتحريم المشاركة في الانتخابات، حتى لو لـ"تسقيط ورقة الاقتراع".

من المفترض أن تنطلق في آيار المقبل الانتخابات النيابية، وهذا ما صادق عليه البرلمان بعد أسابيع من الشد والجذب، بين الكتل السياسية، حتى حسمت المحكمة الاتحادية الأمر وأعلن رئيس مجلس النواب سليم الجبوري أن "البرلمان بات ملزما بالموعد المحدد من الحكومة".
امتلأ موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك بالكثير من المنشورات، التي أدانت إعادة ذات الوجوه السياسية في هذه الانتخابات، بتحالفات ومسميات مختلفة فقط، خاصة بعد "أزمة" التحالفات السياسية، حيث شغلت الرأي العام لأيام عدة، وكشفت ان الكتل السياسية لم تأتي بجديد، بل ذات "الصراع" حول الحصص الانتخابية والمقاعد.
الإعلامي والناشط مشرق عباس، بين في حديثه لـ"الغد برس" أن "مقاطعة الانتخابات، غاية مراد القوى السياسية التقليدية ومركباتها الانتخابية المدربة على تزوير إرادة الناخب".
وتابع "تزوير إرادة الناخب تمت بالفعل من خلال قانون الانتخابات غير العادل وغير المنصف، الذي وضع لخدمة القوى الكبيرة"، موضحا أن "القانون وضع بمعدل مشاركة تترواح بين 35 الى 50 % من المصوتين، بمعنى ان القانون بالاساس يفترض وجود 40% من المقاطعين، ما
يعني أن القوى السياسية الكبيرة بنت استراتجيتها على اساس مقاطعة 40% على الاقل من الشعب العراقي".
ولفت إلى "اعتقد أن المقاطعة ستخدمهم، لهذا يجب ان الاتجاه لمبدأ المشاركة الفاعلة والكبرى في الانتخابات، المشاركة التي تعتمد على مبدأ المجئ بجيل جديد من الشباب والوجوه، وهذه المشاركة على اساس شروط ومعايير يضعها الناخب العراقي، وينتخب خارج الطبقة السياسية، وفي هذه الحالة ممكن أن نتكلم عن تصويت عقابي للقوى السياسية ليأتي بمشهد جديد".
واستطرد أن "المشكلة على المستوى التكنيكي للقانون، ان القانون نفسه ينقلب على اصحابه، فانه فُصل على نسب مشاركة 30 الى 40%، وفي حال مشاركة 80% سينقلب على من وضعه وستخرج القوى السياسية خارج الواجهة".
وقال "دعوات المقاطعة غير مجدية، يجب التفكير بحلول للازمة التي وضعتها القوى وقانون الانتخابات ومعاقبتهم بتصويت عقابي".
وبشأن دعوات بعض المراجع الدينية لمقاطعة الانتخابات، قال عباس "اعتقد ان أي رجل دين يتدخل في هذه القضية فانه تجاوز حدوده، ولا نقبل ان يروج رجل الدين للانتخابات ويعتبر المشاركة ضروية والمقاطعة محرمة، ولن نقبل ان يروج رجل الدين لكتلة سياسية على اساس طائفي او غيرها بل نرفض مشاركة رجل الدين بالانتخابات، رجل الدين مكانه الحوزات والمساجد، وعندما يتجاوز حدوده ويعبرها ويطالب بالمقاطعة او المشاركة بالانتخابات، فيصبح نفسه مشكلة للمجتمع".
يشار إلى أن المرجع الديني جواد الخالصي، أصدر بيانا قبل أيام، دعا فيه الى مقاطعة الانتخابات وجاء فيه "من يذهب هذه المرة إلى الانتخابات يؤكد انه احمق وجاهل، ويخون البلد خيانة عملية"، موكداً ان "الانتخابات المقبلة اكثر زيفاً وخداعاً من الانتخابات السابقة، ولا مجال لخداع الناس مرة اخرى، ومن يشارك فيها فهو آثم بشكل قطعي".
وانتقد الخالصي "التحالفات الأخيرة ووصفتها بالبائسة ولا فائدة منها أبداً، فما معنى ان يتحالف الإسلاميون مع الشيوعيون، والاصلاحيون مع الفاسدون، والوطنيون مع الخونة"، واصفاً هذه الوجوه بـ"الممجوجة والقبيحة".
ولفت إلى انه "لا فائدة من الانتخابات في العراق إلا ان تكشف عن حقيقة هؤلاء وكمية وجودهم وقيمتهم".
وتابع الخالصي ان "الانتخابات هذه المرة اكثر تزييفاً من المرات السابقة، ولا يخدع بها سوى الاحمق، والحل يكون بفضح هذه الانتخابات، بأن لا يخرج الناس من بيوتهم في يوم الانتخابات، فمن يشارك في تبرير الحالة السلبية القائمة مرة اخرى سيدخل العراق في متاهات جديدة، ويتحمل مسؤولية ذلك أمام الله تعالى إلى يوم القيامة".
من جانبه، قال الإعلامي والناشط صالح الحمداني، خلال حديثه لـ"الغد برس" إن "المراجع التي دعت الى المقاطعة صراحة هم مراجع من الدرجة العاشرة، السيد الخالصي والمالكي وليس لهم مقلدين كثر مع الاحترام لهم، والدعوات التي تولد مقاطعة كبيرة هي للمراجع الكبيرة".
ولفت إلى أن "مسألة المقاطعة من عدمها هي مسألة حرية شخصية وديمقراطية، ومن حق أي شخص المشاركة والمقاطعة، وفي كل الانتخابات تحصل نسبة انتخابات غير معلنة احيانا تصل الى 50% وهي ليست سيئة لهذه الدرجة".
ولفت إلى أن "بعض المقاطعين يحاولون استثمار المسألة لصالح الدفع بقانون جيد للانتخابات افضل من هذا القانون، ويكونون كتلة كبيرة من الرافضين، والغاية من الرفض تغيير القانون وتحصل انتخابات افضل".
وأشار إلى أن "بعض الدعوات تتحدث عن المقاطعة العقابية، يشاركون في الانتخابات ولكن يعاقبون من لم يشارك في البرلمان او مجالس المحافظات من خلال عدم انتخابهم، وانتخاب الاشخاص الجيدين، بالمقبال لا يوجد شئ يحرم المشاركة في الانتخابات، فالمشاركة ليست شرب خمر او قمار ليفتي فيها رجل الدين، الانتخابات كل انسان له عقله يوزن الامور ويختار ما الى صالحه".
وتابع "من غير المعقول تحريم وتحليل أمورا سياسية، وليس من ضمن وظائف رجال الدين، مع الاحترام لرجال الدين اصحاب الدعوات ولنواياهم".
وقال "اعتقد انتخبنا لاشخاص كانوا سيئين، أما مسألة مقاطعة الانتخابات، ربما ليوم الانتخابات اقتنع بمقاطعتها، لان الفكرة قد تكون جيدة وقابلة للأخذ بها، ممكن احد المقاطعين يقنعني في المستقبل، وانا لغاية الآن مع المشاركة في الانتخابات".
واستطرد "كمدونين عندما نمدح شخص او نذكر انتخبوا فلان تسقط انت ويسقط ذلك الشخص، لان الناس محبطة".
وأكد أن "من دعا الى مقاطعة الانتخابات هم رجال دين وليسوا مراجع دينية، المراجع الدينية معروفة هي اربع بالاضافة لشخصيات دينية مثل مقتدى الصدر وعمار الحكيم".
واوضح "سبق وأن تدخل المراجع، ولكن لم تثمر، فحين دعا احد المراجع لمقاطعة اشخاص معينين، على العكس فازوا والسيد بشير النجفي دعا لعدم انتخاب المالكي ودخل نفسه في مشكلة كبيرة، بالتالي نوري المالكي فاز باصوات عالية جدا، فكيف باشخاص متبعيهمم قليلين مثل الشيخ فاضل المالكي والخالصي".
ولفت إلى أنه "لكن هذا ليس معناه ان كلامهم غير مؤثر، ولكن طريقة الطرح تستخف بعقلية الانسان العراقي".
وكان المرجع الديني فاضل المالكي، أصدر بيانا قال فيه "نظرا للكم الهائل من الاسئلة الواردة عن الانتخابات القادمة ونظرا لفقدانها لشروط الشرعية الوطنية في مبادرتنا لحل الازمة السياسية المعلنة قبل ستة أشهر ومن أخطرها عدم تعديل قانون الانتخابات وعدم تبديل مفوضيتها، فإننا نحكم بوجوب مقاطعة هذه الانتخابات بل وحرمة الحضور في مراكزها ولو لشطب الاستمارة".
وعزا المالكي بحسب البيان ذلك الى ان "عصابات الاحتلاليين ستتخذ من ذلك الحضور غطاءً لتزويرها وبذلك يكون الحاضر سببا في تمكينهم من رقاب العراقيين المغلوب على امرهم وشريكا لهم في خيانتهم وآثامهم واجرامهم".
وحذر المالكي المواطنين "اياكم يا اهلي الطيبون ان تخدعوا مرة اخرى بهم او بفتوى من يفتي لهم من وعاظ السلاطين الذين كانوا ولا زالوا رافعة سلام للمحتلين واذنابهم من العملاء والمستوطنين وذلك هو الكيد المبين".
وتابع "اني والله لكم ناصح امين كيف والرائد لا يكذب اهله، اما والله لقد محضتكم النصيحة وصارحتكم بالحقيقة، حقيقة ما يكاد لكم ويحاك ضدكم ولقد حذرتكم وما زلت احذركم من دجلهم وكيد اسيادهم فحالوا بيني وبينكم وغلبوني بسحرهم ومكرهم عليكم اما اليوم وقد افقتم من سحرهم وذقتم وبال امرهم فلا تمكنوهم من رقابكم مرة اخرى فتكونوا من الاخسرين اعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا وان العاقل لا يلدغ من جحر مرتين".
وختم المالكي بالقول "وقد اعذر من أنذر، وحسبنا الله ونعم الوكيل".
الصحفي والناشط، حسين لفته أكد، في حديثه لـ"الغد برس" انه "بالنسبة لي مؤيد لمقاطعة الانتخابات، لانه حسب وجهة نظري المشاركة لن تجدي نفعا، والمقاطعة ممكن ان لا تعطي شرعية للسياسين، الذين يُعتبرون من قبل الناس فاسدين، كما أن اغلبهم لا يحملون برامجا انتخابية واضحة".
وقال إن "رجال الدين لهم تاثير كبير في المجتمع العراقي، واتوقع من دعا للمقاطعة وهم معارضون للعملية السياسية وليس لديهم قاعدة جماهيرية كبيرة، وتأثيرهم سيكون محدوداً، فالناس لن تنتظر توجيه من المرجعيات الدينية، كل واحد لديه موقفه، والتوجه العام نحو مقاطعة الانتخابات وستكون السمة الغالبة".
وبين "حسب نظرتي ومراقبتي، فأن هذه الانتخابات سيشارك فيها اقل من 20%".