رحلة بين الجثث والانقاض... ماذا يوجد في كنيسة الطاهرة وأزقة الموصل القديمة؟

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يناير 16, 2018, 08:27:43 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

رحلة بين الجثث والانقاض... ماذا يوجد في كنيسة الطاهرة وأزقة الموصل القديمة؟     

         
برطلي . نت / متابعة
نينوى/ الغد برس:
انها جولة مختلفة تقوم بها بلدية الموصل في المنطقة القديمة، التي تقع على اطراف ايمن الموصل بمحاذات نهر دجلة.
هي الصورة التي رسمها كاظم الساهر عندما غنى اشهر اغانيه وصورها في نهر دجلة حيث كانت تطل احياء المنطقة القديمة المدمرة.

"الغد برس" رافقت بلدية الموصل في رحلة قد تكون محفوفة بالمخاطر رغم انتهاء الحرب بانتصار الموصل في تموز الماضي، اي قبل نحو خمسة اشهر تقريبا، حيث لا تزال عبوات وقنابلة متناثرة وجثث متفسخة تفوح الروائح الكريهة منها، تنذر بخطر بيئي محدق هناك.
اناس قليلون أنهكوا جراء مشاهدتهم الركام وبقايا ارث الموصل، يحاولون التوسل لغرض رفع الخراب الذي يحيط بالاماكن.
كانت الجولة الاولى في كنسية الطاهرة بالقرب من مزار النبي جرجيس، جثتان ترحبان بالحاضرين تبدو بقربها بضع قنابل لم تنفجر بعد وركام في كل مكان، ودروع كان يلبسها الارهابيون.
داخل الكنيسة، يبدو واضحا تحولها الى مقر ما يسمى بالحسبة لداعش، حيث كانت أمنية التنظيم تستخدمها كمقر للتحقيق مع معتقليه.
بعد العبور من بين الانقاض، دخلنا الى احياء اخرى لم تعرفها حتى البلدية نفسها التي تحفظ خرائط الموصل، حيث الحرب لم تبقي أي أثر للدلالة.
محاول الوصول الى منطقة الميدان كانت غاية في الصعوبة من خلف الكنسية، بسبب حجم الركام مما استدعانا للعودة مجددا الى موقعنا القديم خارج الكنيسة.
ومن ثم الدخول الى الميدان، كانت ثمة منازل لا تزال موصودة الابواب لكن من دون زجاج للنوافذ، يوضح خلفها اطعمة مخزونة وبعض الفراش.
منزل بالجوار قال عناصر في الحشد الشعبي، الذين يأمنون المنطقة، ان رائحة كريهة تنبعث منه، تبين فيما بعد عند الدخول اليه جثتين لا تزالان موجودتين فيه.
لا يمكن التمييز ما اذا كانت لداعش او مدنيين، لكن عجلة للبلدية جاءت لحظتها، ثلاثة من عناصر البلدية يرتدون القفازات والكمامات دخلوا لرفعها وابلغونا بوجود سبعة جثث اخرى داخل سيارتهم غطيت بأكياس بيضاء.
فيما وصل رجل مسن يرتدي ملابس رثة شتوية ولا يحتاج سوا السؤال عن حاله ليسرد، ان نحو عشرة جثث لنساء موجودة في الميدان بمحاذات النهر.
يقول عبد الستار الحبو مدير البلدية ان "لا احد يعاونهم، باتنا اليوم نرفع الجثث والانقاض بأمكانيات بسيطة".
واعلنت سلطة الدفاع المدني انتهاء اعملها مع وصول الجثث الى اكثر من الفي جثة.
لكن مصدر مسؤول ابلغ "الغد برس" بأحصائية رسمية تبلغ نحو 9 الاف جثة تم رفعها لمدنيين وارهابيين منذ بدء عمليات المنطقة القديمة وحتى الان.
هنا يتطلع الحبو بحديثه لـ"الغد برس" عن امكانية تحويل المنطقة القديمة لمكان يشبه السولدير ببيروت في لبنان، "لو تحصلنا الدعم الكافي من قبل الحكومة وتضافرت جهود المنظمات الدولية".
في الجولة شاهدنا عمال في منظمات محلية مدعومة من منظمة UNDP وهم منشغلون بنقل ممتلكات شخصية بدلا من قيامهم برفع الانقاض، وهو ما اثار حفيظة البلدية التي توعدت بسحب تراخيصهم، بعد ان تأكدت انهم يتقاضون المال من اصحابها لرفعها.
وفي طريق الخروج من المنطقة القديمة كان رجلا طاعنا بالسن يهم بالدخول، فسألنها قال ان "له مسجدا بناه هنا ولم يتأثر كثيرا بالحرب، وهو يزوره كل اليوم لغرض الاطلاع عليه".
وقبل الرحيل من المنطقة شاهدنا رجلا قال انه ابو علي، وهو يبيع قهوة بالجوز ويجول في تلك الاحياء.
وعند سؤاله عن سبب تواجده هنا رغم ان الناس قليلة قال ان "اهالي القديمة رغم قلتهم لكنهم سعيدون بالقهوة التي اتجول لبيعها، ويتذوقنها بشغف".