مستودع في عنكاوا يتحول الى ورشة لبابا نوئيل لدعم اطفال سهل نينوى

بدء بواسطة برطلي دوت نت, ديسمبر 09, 2017, 09:10:25 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مستودع في عنكاوا يتحول الى ورشة لبابا نوئيل لدعم اطفال سهل نينوى     

         
برطلي . نت / متابعة

عنكاوا كوم \ عون الكنائس المحتاجة \ ماريا لوزانو
ترجمة وتحرير \ ريفان الحكيم

انه مستودع كبير جدرانه بيضاء ورمادية اللون. عشرات الصناديق متراكمة على الارضية.قد يبدو في بعض الاحيان قاتما الى حد ما, ولكن في الواقع هو مستودع للأحلام. تحت الحزم الكونكريتية وبين المنصات الخشبية, تعمل العشرات من الايادي بجد وسعادة, والوجوه تعلوها الابتسامة. وفي الايام القليلة الماضية اصبح عدد من المتطوعين من ابرشية اربيل الكلدانية في العراق المساعدين الصغار لبابا نوئيل في المستودع.

عيد الميلاد قادم بالطبع, والاطفال العراقيين من منطقة سهل نينوى  مثل الاطفال في جميع انحاء العالم – يتطلعون بشوق لهذه الايام المميزة جدا. بالنسبة للكثير منهم سيكون عيد الميلاد مختلفا لأنه سيكون اول عيد ميلاد يحتفلون به في منازلهم, حيث اضطروا لقضاء اخر ثلاث اعياد الميلاد بلا مأوى كلاجئين في بلادهم,وذلك بعد غزو منازلهم من قبل المقاتلين الاسلاميين من داعش في اب 2014. تماما مثل الطفل يسوع نفسه الذي ولد في اسطبل ولم يكن لديه مكان ليسميه "منزل". قضى اطفال قرى وبلدات سهل نينوى اعياد الميلاد القليلة الماضية في مخيمات اللجوء او في اماكن سكن اخرى مستأجرة بدعم من ابرشية عنكاوا.

بعد جهد كبير من جانبهم وبفضل الدعم المالي من الاصدقاء والمنتفعين من جميع انحاء العالم, تمكنت اكثر من 6330 عائلة من العودة الى مختلف المدن والقرى المسيحية في هذه المنطقة والبدء في محاولة لإعادة بناء حياتهم. مع ذلك لاتزال العديد من الاسر الاخرى تنتظر فرصتها.

عيد الميلاد هو هدية عظيمة من الله للبشرية ولهذا السبب هو رسالة امل لهم جميعا. المؤسسة الخيرية الكاثوليكية "عون الكنائس المحتاجة" (ACN) ملتزمة لتضمن وصول هدايا عيد الميلاد للاطفال العراقيين من منطقة سهل نينوى وليس فقط لاولئك الذين تمكنوا من العودة الى منازلهم بل ايضا لمن مازالوا ينتظرون ان يكونوا قادرين على القيام بذلك. ولذلك تم تحويل المستودع في عنكاوا الى "مشغل لبابا نوئيل" وان الشباب الذين يساعدون الاخوات الراهبات الكلدانيات من "بنات مريم" يعملون بجهد لجلب البهجة والامل للأطفال. انهم يهدفون لجمع ما يصل لـ 15 الف طرد عيد ميلاد ليتم توزيعها بعد ذلك على الاطفال في قرقوش, وكرمليس, وبرطلة, وبعشيقة بالاضافة الى عدد كبير من الاطفال ممن لازالوا يعيشون كلاجئين في عنكاوا, الحي المسيحي في اربيل.

وفي قائمة امنياتهم ورسائلهم الخاصة بعيد الميلاد والتي كتبوها لبابا نوئيل, كثير من الاطفال كانت امنيتهم الاولى الحصول على مكان مستقر للعيش بأمان, امنيتهم الثانية كانت الاستمرار بالذهاب الى المدرسة وامنيتهم الثالثة كانت الحصول على مكان للعب.امنيات كهذه ليست بالسهلة ليتم جمعها واعطائها لهم, وهذا ما يعلمه ايضا هؤلاء المتطوعين الصغار. لكنهم ايضا واثقون ان الاطفال سيكونوا سعداء للغاية مع هذه " الهدايا التي تحمل معهم الاخبار السارة عن وجود الله بيننا".كل طرد سيشمل معطف شتوي ذو قبعة, وهو شئ ضروري جدا لان الشتاء في هذا الجزء من العراق قد يكون باردا جدا ودرجات الحرارة قد تنخفض الى ما دون الصفر- الواح شوكولاته, ولكي لانغفل عن المعنى الديني العميق لهذا العيد, سنضع كتابا مقدسا او كتابا دينيا في كل طرد اعتمادا على عمر الطفل المعني. العاملون هنا في مشغل بابا نوئيل في عنكاوا ممتنون جدا من مؤسسة عون الكنائس المحتاجة لرعياتهم وتمويلهم هذه المبادرة "الحب والتضامن مع مسيحيي العراق"

وتقول الراهبة نعام منسقة المشروع ".سيكون الاحتفال بهيجا ومريرا في ذات الوقت: بهيج بسبب العودة الى اماكن ولادتهم ومنازلهم. ومؤلم بسبب حالة القرى والبلدات التي دمرت وحرقت ونهبت منازلها ودمرت كنائسها واهملت شوارعها والخدمات غير موجودة تقريبا والاصدقاء غادروها". انه عيد ميلاد قريب جدا من عيد الميلاد في بيت لحم حيث اختلطت مشاعر الفرح والمعاناة معا في حياة مريم ويوسف وهم يستعدون لولادة ابن الله.

وبحسب "عون الكنائس المحتاجة" فان كلفة كل طرد بلغت 24 دولار او 20 يورو, وان التكلفة الاجمالية للمشروع هي 300 الف يورو, او 360 الف دولار امريكي. كما وتدعم المؤسسة ايضا مشروعا لطرود عيد الميلاد لاطفال حلب بكلفة 75 الف يورو ومشروع اخر للاجئين السوريين في ارمينيا بكلفة 20 الف يورو.