الآرامية.. لغة الوحي الأول وكاشفة الآيات!!2

بدء بواسطة توما السرياني, سبتمبر 17, 2017, 07:25:17 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

توما السرياني


علي عويس 



وهكذا بدت سُنة التواصل عبر الديانات السماوية الثلاث التي حامت حول اللغة الآرامية الأم..

لقد بدا التباعد الطفيف بين هذه اللغات الثلاث – العربية – السريانية – العبريه – فيما بينها والتي تعيش إلى اليوم بيننا وبين اللغة الأم – الآرامية – أيضا عندما تم اللقاء من جديد بين هذه اللهجات وحركات النطق وأصوات الكلام ومسميات الأشياء فيتم تلقيح جديد ليظهر من بينها عبر مئات السنين لهجة أخرى وأصوت مختلفة ودلاله مغايرة فيما يظل أصل الجذر اللغوي ومعانيه ودلالاته الأولى لها قيمة في كل بحث وتفسير ديني لكلام الله المرسل حيث لا يمكن أن يتم التغاضي عنها أو إهمالها ولاسيما عندما كانت الآرامية الأولى هي حاملة لكلمات الله ومعبره بلسانها في الوحي الأول لأهل الله في الأرض فالله لا يغير معانيه ولا مراميه ولا منطقه..!!


..وعليه لا يمكن لنا مطلقا أن نفصل وحي الله لموسى عن وحي الله لعيسى عن وحي الله لمحمد

وهي الديانات السماوية الثلاث التي تعيش في الدنيا إلى اليوم تحت هذه العناوين...!

وتنتمي كلها لجذر لغوي واحد وهو اللغة الآرامية الشريفة.!

لا يستطيع متنطع أن يقول نفسر كلام الله بما كان عند العرب وحده.. وهل أحصيت أنت فعلا كل ما كان عند العرب وعشت زمانهم ونقل إليك حقا كل قاموسهم ومدلولاته... وهل كان العرب في غربه منعزلين عن عالمهم...؟

أما تجارتهم فقد امتدت من اليمن إلى مصر وبلاد الشام مواطن الآرامية الكبرى في ذلك الوقت والتي هي لغة المسيح أيضا وأم العبرية الصغرى التى تعد أحد لهجاتها وهي لغة أهل موسى التى كتبت بها الألواح..!!

وإذا كانت الآرامية هي لغة الكتلة السكانية الممتدة من سيناء إلى بلاد فارس ومن جبال طووروس حتى تخوم الجزيرة وتنتشر بلهجات مختلفة كما يظهر في أرض اليمن ومنها انتقلت إلى الحبشة وسيكون هناك على ذلك تدليل..

فلا تستغرب حينها أن تسمع في القرآن كلمات سرياليه آراميه أو كلمات حبشيه امهريه لم تكن متداولة عند العرب ولكنها لم تكن مجهولة أيضا لا في معارفهم ولا في لهجات جيرانهم الذين يتاجرون معهم برحلتي الشتاء والصيف..وذلك لقرب اللسان العربي من أصله الآرامي..!!

هذا اللسان الآرامي الذي يعود إليه اللسان العربي ويتحد معه في الجذر اللغوي والذي هو لسان سام الابن البكر لنوح شيخ الأنبياء هو الذي يجب أن نعود إليه لنكتشف من خلاله معاني غامضة في الآيات عندما يدور حولها بعض المشايخ اليوم بالخرافات..!!

وهنا نعود من جديد إلى محاولة لؤي الشريف الجديدة في بابها والنافعة في نتيجتها والمفاجئة لكل من أنصت إليها وحاول أن يستوعبها وقد اشرنا إليه في المقال الأول..

لكم حار مشايخنا في فك بعض رموز القرآن...؟

لكم داروا حولها وعبثت أهواءهم بها.. حين ظهرت فذلكات البعض في التصدي لها..!!

فمن قائل إن الحروف المقطعة في أوائل السور مثلا إنما تعني أنه ينزل لكم قرآن من جنس الحروف... فهل شك أحدا أصلا من أهل الجزيرة في الحروف وطبيعتها..؟

ومن قائل أن الله تحدى بالحروف المقطعة في أوائل السور العرب ليأتوا بسورة من جنس نفس الحروف وهل كان الله في حاجه إلى مثل هذه الألغاز وهو يقول قرآن عربي مبين؟

ومن قائل ذهب زعمه ليدعي أن الله جعلها غيبا حتى يعجزكم ويجعل علومكم دون إدراك عده حروف مدمجه ببعضها أو فرادي مثلا... !

وهل القرآن المبين تكون من صفته مثل هذا الأفعال المغرقة في تجهيل الطرف الآخر ورده عن المعرفة ولا سيما والكتاب كتاب هداية لا شطرنج..؟

وحول هذا العجز يدور حديثهم ويستعر حوارهم بلا نتيجة تقنع العقول المعاصرة ليبقى الحل الذي تم اكتشافه في حضن الآرامية الأم التى انحدرت منها العربية بثرائها وغناها الذي مده القرآن فحافظ على نموها وتميزها كما سيظهر بالمقال القادم...