صحيفة امريكية: المسيحيون يعودون الى سوريا ولا يعودون الى العراق.

بدء بواسطة برطلي دوت نت, سبتمبر 10, 2017, 08:50:12 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

  صحيفة امريكية: المسيحيون يعودون الى سوريا ولا يعودون الى العراق.   

      
برطلي . نت / متابعة
عنكاوا كوم/وورلد نيت دايلي/وليام موراي/
ترجمة وتحرير/ريفان الحكيم/

يصوت المسيحيون في الشرق الاوسط بمحض ارادتهم لصالح حكومة الرئيس الاسد في سوريا. وبالرغم من كل ما قاله مسئولون في الحكومة الامريكية ووسائل الاعلام لإدانة الحكومة العلمانية في سوريا, بالتأكيد لا احد يرغب بالعودة الى هناك في ظل الحرب الاهلية التي يبدو انها تنهار لصالح الرئيس الاسد. لكن هذه ليست المشكلة.

ولغاية الان, عاد في العام 2017 اكثر من 600 الف سوري من المسيحيين والمسلمين على حد سواء الى ديارهم في سوريا, حيث تم طرد الدولة الاسلامية والمسلمين السنة "المتمردين" والمدعومين من قبل المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة.

ومن هؤلاء المسيحيين الذين فروا من منازلهم في سوريا, يعود الكثيرون من لبنان والاردن وتركيا. ويعود المسيحيون الاثرياء, الذين فروا من الحرب الاهلية, من اوربا ايضا.

وبخلاف العراق والدول ذات الغالبية الاسلامية الاخرى, تمتلك سوريا دستورا علمانيا, لذا لا يتم تطبيق الشريعة باعتبارها قانونا للأرض. المسيحيون لديهم نظام المحاكم الخاصة بهم لقضايا الاسرة وهي منفصلة عن نظام المحاكم الشرعية للمسلمين.

في الحقيقة, يسمي القادة الدينيون المسيحيون في سوريا فترة حكم عائلة الاسد بـ "الحقبة الذهبية للمسيحيين".

ولا عجب اذن ان يعود المسيحيون السوريون الى ديارهم في سوريا بأعداد كبيرة.
لكن المسيحيين لايعودون الى العراق, حيث اقامت الولايات المتحدة الامريكية ودول غربية اخرى "الديمقراطية". لماذا؟

ربما لان دستور العراق, الذي كتب في "التجمع الديمقراطي" بعد سقوط صدام حسين, ينص على ان الاسلام هو الدين الرسمي للدولة وهو مصدر اساسي للتشريع. ولتعزيز ذلك: "لايجوز تشريع اي قانون يتناقض مع احكام الاسلام المقررة".

كيف يؤثر ذلك على المسيحيين؟ فيما يلي بعض الامثلة: يحظر القانون على المسلمين التحول الى المسيحية. "التجديف ضد الاسلام" جريمة. لايمكن ان يكون للطفل اسم على شهادة ميلاده من الاسماء الغير واردة في القرآن, لذلك قد لا يسمي المسيحيين ابنائهم باسم بول او بيتر (على سبيل المثال) بشكل رسمي. العديد من الاطفال المسيحيين في العراق يدعون يوسف او مريم لان هذين الاسمين يظهران في القرآن.

ولا يكاد اي لاجئ مسيحي سوري مسجل لدى الامم المتحدة يطلب اللجوء في دولة اخرى, ولكن اعداد كبيرة من مسيحيي العراق يريدون مغادرة الشرق الاوسط.

وكشف تقرير لمؤسسة التراث ان المسيحيين السوريين يشكلون نسبة ضئيلة من طالبي اللجوء المسجلين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان والاردن والعراق ومصر. 1.5% و 0.2% و 0.3% و 0.1% على التوالي.

بيد ان التقرير وجد ان اكثر من 16 % من طالبي اللاجئين العراقيين المسجلين للجوء هم مسيحيين. ومن الواضح جدا ان اللاجئين المسيحيين من سوريا يعتزمون العودة الى ديارهم اذا فازت الحكومة, بينما لا يرغب اللاجئون المسيحيون من العراق في العودة, حتى مع حكومة تدعمها الولايات المتحدة في العراق.

وفي مقال نشرته "وورلد واتش مونيتر" رصدت المحامية في مجال حقوق الانسان وخبيرة الابادة الجماعية اويلينا اوشاب هذا الاستنتاج بعد ان اجرت مقابلات مع المسيحيين العراقيين والذين فروا الى اقليم كردستان او اصبحوا لاجئين في الاردن.

وذكرت : ان المسيحيين العراقيين واجهوا الاضطهاد منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة لإسقاط صدام حسين عام 2003. ووجه اللوم للمسيحيين في الغزو, وفي الفوضى التي تلت ذلك, دمر العديد من المتطرفين الاسلاميين كنائسهم وسرقوا منازلهم واخرجوهم من البلاد اما الى شمال العراق (كردستان) او الاردن او لبنان.

ونقلت الصحيفة عن اوشاب قولها ان الواقع بالنسبة لسوريا مختلف لانه ينظر الى الاسد على انه المدافع عن الاقليات المسيحية. واضافت "ان العديد من المسيحيين السوريين يشعرون بالقلق من انه بمجرد اختفاء الاسد سيواجهون نفس المصير الذي عانى منه مسيحيوا العراق بعد سقوط صدام حسين.

وبصفتي مدير البرامج الخيرية التي تساعد اللاجئين المسيحيين, يمكنني ان اشهد شخصيا على حقيقة المسيحيين العراقيين الذين لايريدون العودة. العديد من المسيحيين الذين اعمل معهم في المنطقة الكردية هم في الواقع من بغداد, بعد ان فروا من العنف هناك. المسيحيون الذين قابلتهم والذين فروا من سهل نينوى يقولون بصراحة انهم سيبقون في العراق فقط في حال لم يتمكنوا من الذهاب الى مكان اخر.

وبشكل عام, فان اعداد السوريين العائدين الى ديارهم في سوريا, في الوقت الذي تحقق فيه الحكومة العلمانية مكاسب, يعتبر مذهلا. وذكرت منظمة الهجرة الدولية ان ما يقارب من 67% من اكثر من 600 الف شخص عادوا في الاشهر السبعة الاولى من هذا العام الى مقاطعة حلب التي انتصرت على المتمردين السنة المدعومين من الولايات المتحدة ومجموعات جهادية مختلفة تعمل معهم. وفي كانون الاول من عام 2016, استعادت الحكومة قسم من مدينة حلب التي كانت محتلة من قبل المتمردين. وادى ذلك الى ايقاف اطلاق قذائف الهاون والقنابل وحرب القناصين التي كانت تدور بشكل يومي في الـ80% من المدينة التي لم يحتلها المتمردون ابدا, وهذا ما سمح للكثيرين بالعودة.

حتى المسلمون السنة الذين لم يؤيدوا الانتفاضة السنية المدعومة من قبل المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الامريكية يتوجهون من تركيا وغيرها من البلدان والاماكن للمطالبة بممتلكاتهم واعادة توطينهم في ديارهم. فقط العناصر المتطرفة من الاسلام السني قبلت الدعم العسكري والمالي من المملكة العربية السعودية وحاولت الاطاحة بالحكومة العلمانية.

كما واستفادت تركيا, التي دعمت الاطاحة بحكومة الاسد, من نهب مدينة حلب ومناطق اخرى. وقد تم شحن بضائع قيمتها مليارات الدولارات من المصانع والمخازن والمنازل وحتى المتاحف الى تركيا وتم بيعها هناك. والان العديد من الاسر التي فرت الى تركيا تعود الى منازلها المنهوبة في سوريا.

وسيتعثر اصلاح البنية التحتية في سوريا في ظل العقوبات المتوقعة والمقاطعات من الدول الغربية الغاضبة من عدم تمكنها من طرد الحكومة العلمانية في سوريا وتثبيت حكومة دمية للسعودية مع دستور متوافق مع الشريعة الاسلامية.

هناك يقين ان الولايات المتحدة لن تدفع لإعادة بناء اي واحد من مئات الجسور والطرق التي دمرت في الحرب كجزء من استراتيجية هزيمة تنظيم الدولة الاسلامية

ان صدمة الشعب السوري ستستغرق اجيالا لكي يتم التغلب عليها.