البطريرك ساكو: الحكومات والأنظمة التي قامت في العراق لم تفكر ببناء دولة المواطنة

بدء بواسطة برطلي دوت نت, سبتمبر 01, 2017, 09:30:54 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

البطريرك ساكو: الحكومات والأنظمة التي قامت في العراق لم تفكر ببناء دولة المواطنة   

         
برطلي . نت / متابعة

اعلام البطريركية/
نظم فرع الرابطة الكلدانية في سان دييغو ندوة عامة لغبطة البطريرك لويس روفائيل ساكو، وذلك مساء الأربعاء المصادف 30 آب وعلى قاعة مار بطرس للاحتفالات، وحضر معه كل من السادة المطارنة مار سرهد يوسب جمو، مار شليمون وردوني، مار عمانوئيل شليطا، مار باوي سورو، ومار باسيليوس يلدو إضافة الى لفيف من كهنة الأبرشية، أعضاء من فروع الرابطة الكلدانية في ديترويت، كندا والأردن، وحشد كبير من أبناء شعبنا الكلداني في سان دييغو.
رحب د. نوري بركة بأسم الرابطة الكلدانية والجمعيات العاملة في سان دييغو بغبطة البطريرك والسادة المطارنة، بعدها ذكر أن محور الندوة سيكون عن أوضاع بلدنا الأم العراق وأحوال ابناء شعبنا الكلداني والمسيحي هناك، وعن برامج إعادة الإعمار لبلداتنا الكلدانية التي كانت محتلة من قبل تنظيم داعش.
وبدأ غبطته حديثه بتوجيه الشكر لمنظمين الندوة والحضور جميعاً قائلاً: "من خلال زيارتنا لمدينة سان دييغو هذه الأيام شعرنا بالفرح للحب والأهتمام الذي أبديتموه لنا، وأيضاً أهتمامكم وأرتباطكم بالكنيسة الكلدانية والهوية الكلدانية التي هي موضع أفتخار وأعتزاز لكل واحد منا،" وأضاف قائلاً: "نحن الكلدان معروفين أننا ناس غير متعصبين، واعتزازنا بهويتنا الكلدانية لا يعني أننا نريد عزل الآخرين، بل العكس نحترم الجميع ونتمنى في نفس الوقت من الآخرين أن يحترمونا."
وعن أوضاع العراق بصورة عامة والمسيحيين بصورة خاصة فذكر أن الدولة العراقية ومنذ نشوئها بعد سقوط الأمبراطورية العثمانية وهي تعاني بأن الحكومات والأنظمة المتعاقبة التي قامت لم تفكر ببناء دولة المواطنة ولم تسعى بمشروع يلم الجميع في شئ أسمه الوطن. لذا فأن العراقيين أغلبهم ليس لديهم أرتباط بالأرض والوطن كباقي الشعوب، وذلك بسبب العقلية الدينية، فالجانب الديني هو أقوى من الجانب الوطني.
ومنذ سقوط النظام عام 2003 وقوى المعارضة التي جاءت لم تقدم أي مشروع وطني، ولكن كل الذي شهدناه منهم هو الصراع على السلطة بدل التفكير والعمل على بناء دولة حديثة تحفظ كرامة أبنائها وتضمن حقوقهم من دون تمييز. بل على العكس لقد أفرز هذا الوضع صراعات كثيرة وفساد مستشري والذي بسببه توقفت بسببه عمليات البناء وصيانة البنى التحتية، وهذا ما فتح الباب أمام قوى الإرهاب لتعمل بكل حرية وقامت بالسيطرة وأحتلال المحافظات والمدن بكل سهولة ويسر، وقاموا بكل تلك الفضائع بحق المواطنين العزل، من قتل وسبي وتهجير. فقد كان نصيبنا من هذا الوضع تهجير أكثر من 120 ألف مسيحي، والأستيلاء على بيوتهم وكل ممتلكاتهم. وأول من أستقبل هؤلاء النازحين هي الكنيسة التي مدت لهم يد العون منذ البداية وصرفنا كل ما نقدر من جهد ومال من أجل التخفيف من معاناتهم، وطرقنا بعدها كل أبواب المنظمات والهيئات الدولية للمساهمة والمساعدة في تخفيف وضعهم المأساوي، وفعلاً فقد استجابة لنداءاتنا العديد من هذه المنظمات كالجمعيات الكاثوليكية من ضمنها منظمة فرسان كولومبوس والكاريتاس وغيرها. كما وساهمت أبرشياتنا الكلدانية في الخارج بشكل فعال في هذه الجهود ولازالت لحد الآن. وفي بداية الأزمة كنا الوضع سيكون مؤقت ولكنه طال لمدة ثلاث سنوات ما جعل الكثير من العوائل النازحة أن يقرروا الهجرة.
وبعد تحرير الموصل بعض القرى والمدن أستقر وضعها وشجعنا العوائل النازحة للعودة والبدء بعمليات التعمير وتحاول الكنيسة طرق أبواب المسؤولين بتعويض الأهالي وإعادة الخدمات لتلك البلدات وتأهيلها من جديد، وتوفير الماء والكهرباء والأمن، وكذلك حكومات بعض الدول الأجنبية التي ستساهم مشكورة في جهود الإعمار هذه. ولكن بعض القرى رغم تحريرها مازال الوضع الأمني فيها غير مستقر والأهالي مازالو متخوفين من الرجوع اليها، خوفاً من المصير المجهول. ونحن أيضاً بدورنا لم ندخر الجهود في كل لقاءاتنا وأتصالاتنا لتعمل الحكومة على فرض الأمن وبسط سلطة القانون ليعود جميع النازحين بكل طمأنية ليبدأوا بالإعمار ومن ثم العودة للحياة الطبيعية.
وفي ختام الندوة فتح باب الأسئلة والأستفسارات للحضور، وقد أجاب غبطته عليها بكل موضوعية ووضوح.
وكانت جمعية تلسقف الخيرية الكلدانية في سان دييغو قد أهدت خلال الندوة درع الجمعية لغبطته وعدد من السادة المطارنة.


المركز الكلداني للاعلام
تقرير وتصوير نصرت دمان