"نجاح سعيد بلّو" يفتتح مخبزه في برطلة والخبز في اليوم الاول بالمجان

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أغسطس 22, 2017, 09:21:42 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

"نجاح سعيد بلّو" يفتتح مخبزه في برطلة والخبز في اليوم الاول بالمجان     



برطلي . نت / خاص
بهنام شابا شمني


ليس تاريخ المخابز بالقديم في برطلة، بحكم أن أبناء المناطق الريفية التي برطلي احداها يُحضّرون خبزهم اليومي الحار في التنور الطيني الذي لم يكن دار تخلو منه حتى وقت قريب.
مع تطور الحياة بدأت تظهر المخابز التجارية في البلدة التي كانت تُنشأ ملحقة مع دار العائلة التي تقوم بالمشروع. ومن العوائل التي امتهنت مهنة الخبازة عائلة (متي بلّو) وبدأت تنتقل المهنة في هذه العائلة من الاباء الى الابناء ثم الاحفاد وأخيرا ابناء الاحفاد.
"نجاح سعيد بلّو" أحد الابناء الذي التزم مهنة عائلته وواصل ممارستها وافتتح لذلك أفرانا لها في برطلة وتطورت حياته مع تطور عمله حتى أصابه ما أصاب أبناء بلدته من تهجير قسري بعد احتلال داعش لبلدتهم برطلة.
لم يكن لأبي نوزت سبيل في استمرارية حياته بعد التهجير وتأمين مصدر عيشه غير إلقاء همومه جانبا وبدء الحياة من جديد، فافتتح له مخبزا في عنكاوا البلدة المسيحية التي استقبلت عشرات الالاف غيره من المهجرين المسيحيين من سهل نينوى وغيرها، سيما وهو المثقل بالديون المترتبة عليه من بناء داره التي لم يبيت فيها غير ليلة واحدة لانتقاله اليها حديثا وهي ذات الليلة المشؤومة التي خرج فيها هاربا خوفا من بطش داعش.
كان ابو نوزت يريد ان يُتوج سنوات عمره في العمل بان يجتمع مع عائلته في دار مستقلة ارادها ان تكون مميزة فلم يكترث لتكاليفها ما دام العمل يسير بانتظام والواردات جيدة. يُدير أبو نوزت وجهه جانبا وهو يتحدث ليُخفي الدموع التي أغرورقت عينيه بها، ولو كان منفردا لسالت على خديه دون استئذان.
يستجمع أبو نوزت قواه ويعلن انه قد افتتح مخبزه في برطلة وقد بدأ اولاده العمل فيه حتى أن مبيعاته من الخبز والصمون في يوم الافتتاح كان بالمجان.
لم يسلم مخبز ابو نوزت من يد داعش كما هي داره الحديثة فقد التهمت نيران الحرق اجزاء كبيرة منه بينما التنانير قد اخذت نصيبها من التخريب وهذا ما احتاج الى شهر من العمل لاعادة ترتيب وبناء ما دُمِّر .
يريد "نجاح" ان يكون ابناؤه حوله وما عودته الى برطلة والشروع بالعمل ثانية الا ليبعد شبح الهجرة من تفكيرهم.
يقف "نوزت" وهو الابن الاكبر العائد حديثا من مشروع للهجرة لم يكمله امام فوهة التنورويديه تتلقف العجين برشاقة ليدخله الى باطن الفرن فيخرج صمونا حارا ينتظر افواه العائدين الى البلدة .
يجلس ابا نوزت على عرشه في مملكته "المخبز" وابناؤه حوله والعمل يسير بانتظام والبسمة لا تفارق وجهه.

















المادة خاصة بمنتديات برطلي دوت نت . عند نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة ، يرجى الإشارة الى
" منتديات برطلي دوت نت "