بارزاني: لن نتراجع عن الاستفتاء.. وعقلية حكومة بغداد لا تختلف عن صدام

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أغسطس 20, 2017, 10:15:34 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

  بارزاني: لن نتراجع عن الاستفتاء.. وعقلية حكومة بغداد لا تختلف عن صدام   

         
برطلي . نت / متابعة

متابعة/الغد برس:
أكد رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود البارزاني، اليوم الاحد، ان الاستفتاء المقرر إجراءه يوم 25 ايلول هو مشروع الشعب الكردي، مشيراً إلى إننا مررنا بمرحلتين مع علاقتنا باربيل، ففي المرحلة الأولى هي مرحلة تأسيس الدولة العراقية بدءا من الحرب العالمية الأولى إلى العام 2003 والمرحلة الثانية بعد سقوط نظام صدام حسين.

وقال مسعود خلال حواره مع صحيفة "عكاظ" السعودية، والذي نشر في عددها اليوم، وتابعته "الغد برس"، إن "مشروع الاستقلال هو مشروع الشعب الكردي في كردستان العراق وليس مشروع مسعود بارزاني فقط، وأنا أتشرف أن أقود هذا المشروع، ولكن قبل الحديث عن الاستفتاء دعني أعود قليلا إلى المرحلة التاريخية السابقة.. لماذا توصلنا إلى هذه القناعة؟".
وأضاف، إذا "أردنا الحديث عن العلاقة بين أربيل وبغداد، يمكن القول إننا مررنا بمرحلتين، المرحلة الأولى هي مرحلة تأسيس الدولة العراقية بدءا من الحرب العالمية الأولى إلى العام 2003 وبعد سقوط نظام صدام حسين".
وتابع، "عندما انتهت الحرب العالمية كان هناك صراع شديد بين التحالف وبين تركيا على الموصل، حينها العراق كان يتألف من ثلاث ولايات (البصرة في الجنوب، بغداد في الوسط، الموصل في الشمال)، الكرد في وطأة هذا الصراع بين التحالف وتركيا صوتوا لصالح انضمام الموصل لبغداد، ولولا هذا التصويت لكانت الموصل اليوم جزءا من تركيا"، مبيننا "كان التصويت بشرط أن نكون شركاء في هذا الوطن، وللأسف حصتنا من هذه الشراكة 4500 قرية تم مسحها من الوجود، 182 ألف إنسان فقدوا في عمليات الأنفال سيئة الصيت، 12 ألف شاب من "الكرد الفيليين" فقدوا، ثمانية آلاف بارزاني من أسرتي وعشيرتي فقدوا، ثم القصف الكيماوي في حلبجة وغيرها من المناطق الكردية، ومع ذلك في انتفاضة 1991 استسلم فيلقان من الجيش العراقي الذين ارتكبوا الجرائم، ومع ذلك الاستسلام عاملنا الفيليين باحترام ولم ينتقم الشعب الكردي من هؤلاء".
وذكر، "خيّرنا هؤلاء، من يريد العودة إلى أهله، أو يسافر للخارج، أو يبقى في أربيل. هكذا كانت معاملة الشعب الكردي لمن كان يقتله بالأمس، بل ذهبنا أيضا إلى بغداد وتفاوضنا مع من ارتكب هذه الجرائم، وقلنا نريد أن نفتح صفحة جديدة، لأن القضية العراقية كانت تحتاج إلى تضحيات.. ومع ذلك لم نتوصل إلى نتيجة".
وبخصوص التعاون بعد سقوط نظام صدام في 2003، ذكر البارزاني اننا "قلنا لكل الأحزاب والقيادات، تعالوا لنبني عراقا ديموقراطيا فيديراليا، وبذلنا ما أمكن من جهود لإنجاح التجربة الجديدة، لكن مع الأسف كانت المفاجأة أننا صدمنا بالأساليب السابقة نفسها، تجاهل للحقوق، وإنكار للآخر، وعدم قبول الشراكة، واحتكار السلطة، لدينا دستور للعراق ومع ذلك أتحدى أنهم نفذوا بندا واحدا من الدستور الجديد في المسائل الأساسية المتعلقة بين الإقليم وبغداد".
وأشار إلى أن "حكومة بغداد قطعت ميزانية الإقليم بـ جرة قلم، هل يجوز لرئيس وزراء أن يقطع حليب الأطفال ويمنع حقوق شعب إقليم كردستان، بأي دستور يتم ذلك، وعلى أي أساس اتخذ ذلك القرار".
ونوه إلى أن "مقدمة الدستور العراقي، تقول إن الالتزام بهذا الدستور ضمان للحفاظ على وحدة العراق، ولكن ممارساتهم عكس ذلك تماما بعد كل تلك الممارسات من حكومة بغداد، توصلنا إلى قناعة أن الشراكة مرفوضة منهم، والـ100 سنة الماضية كانت تجربة فاشلة، دماء وحروب، وهدن، لا نريد أن نعود إلى هذه التجربة الفاشلة، لذلك قرر شعبنا في كردستان الذهاب إلى خيار الاستفتاء."
وتطرق البارزاني في حواره إلى حديثه مع حكومة بغداد، قائلاً "تحدثت مع الإخوة في بغداد بكل صراحة، طالما فشلنا في الشراكة الحقيقية دعونا نصبح جيرانا، وحقيقة هناك وساطات من أمريكا وأوروبا ودول إقليمية، ولكن سؤالنا لهذه الأطراف ما هو البديل، وهل لديكم بديل أفضل لواقع العلاقة بين الإقليم وبغداد.. اليوم نحن مصممون على هذا الاستفتاء".
وبخصوص المكالمة التي إجراءها وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون مؤخراً، ذكر بارزاني "لم نعطي موافقة على تأجيل الاستفتاء، لكني أعطيته موافقة على الحوار مع بغداد للتفاوض من أجل إيجاد صيغة تضمن مستقبلا أفضل للطرفين"، نافياً وجود "تأجيل الاستفتاء".
وأوضح "ربما في ظل هذه الظروف والضغوط ستكون هناك شراكة لمدة سنة أو سنتين، لكنها أيضا ستفشل، طالما السياسة مع الإقليم لم تتغير والحقوق الأساسية مرفوضة".
وعن الموقف التركي قال، نعتقد أن "تركيا اقتنعت خلال تجرية الـ25 سنة الماضية من العلاقة الإستراتيجية، العلاقة مع الإقليم ليس فيها تهديد لتركيا، بل على العكس تطور الوضع في الإقليم سياسيا واقتصاديا وأمنيا هو من مصلحة تركيا ويساعد على استقرار الوضع في تركيا، وهناك مصالح كبيرة بيننا من تبادل تجاري، وأثبتنا أننا لسنا عامل تهديد لتركيا أو إيران، على العكس تماما أسهمنا في التقارب بين الكرد في تركيا وإيران مع دولتيهم"، مشيراً إلى أننا "موضوع الاستفتاء يتعلق بكردستان العراق، وليست له علاقة بأكراد تركيا، ونحن نتمنى أن يحصل الأكراد في تركيا على حقوقهم، لكن بالتفاهم مع دولتيهم ووفق ظروفهم الخاصة، لكن الاستفتاء أمر يخص كردستان العراق، وليس له علاقة بالكرد في تركيا أو حتى إيران".
وبخصوص احتلال حكومة بغداد من قبل إيران، اجاب البارزاني على سؤال"عكاظ"، بالقول "أنا لا أقول محتلة، لكن بصراحة النفوذ الإيراني في بغداد أقوى من نفوذ أية دولة أخرى في العراق"، محملاً "نوري المالكي السبب وراء ما وصل إليه العراق اليوم، هو من كرس الطائفية، احتكر السلطة، دمر العلاقة بين بغداد وأربيل، انتهك الدستور العراقي.. وهذا سبب اصطدامي مع نوري المالكي، لأنه ليست هناك قضايا شخصية".
واردف بالقول، "المالكي لا يزال له تأثير على الحكومة ببغداد في المقابل هناك محاولات للحد من نفوذه، وحيدر العبادي لا يقارن بالمالكي فهو رجل يمكن التفاهم معه، لكن بالتأكيد هناك معارضة وعرقلة للعبادي، وبالفعل هناك عقبات كثيرة أمام العبادي".
شهادة بارزاني بـ "صدام"
يقول رئيس اقليم كردستان، أنه "بعد هزيمة صدام حسين في الكويت انتفض الشعب في كردستان وسيطر على المنطقة، وبعد أن خرج من الكويت يبدو أن هناك صفقة في خيمة صفوان، وتوجه إلى كردستان ووقعت معارك ضارية على أبواب الإقليم، وانكسر جيش صدام، وطالبوا بمفاوضات ووافقنا من طرفنا، لكن في البداية أرسلنا وفدا برئاسة السيد جلال طالباني، وبعد عودة الوفد من بغداد، ألحت بغداد أن أذهب أنا إلى بغداد، وكان هذا الأمر صعبا جدا بالنسبة لي، فأنا أعتبر كل الذين استشهدوا هم إخواني ومن عائلتي، وصعب جدا أن أصافح شخصا قتل 37 فردا من عائلتي، أليس هذا إحراجا أمام أسرتي، والمشكلة أن هذه العائلات في بيتي وليسوا في مكان آخر، فقلت للوفد هذا صعب ولكن عدم الذهاب قد يُفسر بشكل آخر. لكن في الأخير قررت الذهاب إلى بغداد".
وتابع، "عندما رأيت صدام حسين في الدقائق الخمس الأولى كاد قلبي يتوقف.. انتابتني حالة نفسية غير طبيعية، وصدام شعر بالحالة التي انتابتني، وأيضا عزت الدوري شعر بالأمر، حاول صدام أن يقبلني ورفضت.. وقلت لهم خلال الاجتماع ما بيننا دماء، ومع ذلك جئت من أجل قضية شعب، وهذا يتطلب أن أكون بينكم، فإذا أنتم مستعدون فنحن كذلك، وإذا لم تكونوا مستعدين فمن استشهد أعز ممن بقي لدينا! ولا يمكن أن نساوم على الحقوق".
واعرب عن آٍسفه، "لم يتغير شيء العقلية الصدامية لم تتغير.. وهنا أسوق لكم حديثا لصدام.. قال خلال الجلسة الأولى، يا إخوان إذا تتصورون أننا هزمنا في الحرب (1991)، فأنتم مخطئون، نحن انتصرنا في الحرب والسبب أن أمريكا هي من طلبت وقف إطلاق النار، ثانيا هدف أمريكا كان إسقاطنا، والآن نحن باقون، لذا نحن المنتصرون.. هذه هي العقلية".