بـــلاد ذهــب وشــعب مــستلب/مال اللــه فــرج

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أغسطس 17, 2017, 10:18:06 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

بـــلاد ذهــب وشــعب مــستلب     
   


برطلي . نت / بريد الموقع
   
مال اللــه فــرج   
  Malalah_faraj@yahoo.com     



   ذهل الرأي العام بشدة واصيب بالدهشة ازاء النتيجة المتفردة التي   خلص اليها ووثقها تقرير اتحاد النفط السويسري، ونقلتها منظمة (الفضائـــح) العالمية التي اشتهرت بكشف اشهر ملفات الفساد واخطرها في مختلف البلدان، تلك هي (منظمــة ويكليكـس) حول حجم الصادرات النفطية العراقية ومردوداتها الفعلية خلال عشر سنوات، لتتناقل حيثياتها بعد ذلك اجهزة الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي وهي تشير مصعوقة مذهوله الى حدث نادر ربما لم يشهد التاريخ الانساني برمته مثيلا له من قبل، عبر مفارقة مضحكة مبكية، بل عبر (معادلــة) مشينة مخزية، تلك هي معادلة (اغنــى دولة وافقــــر شـــعب). 
فقد نقلت منظمة ويكليكس عن اتحاد النفط السويسري، وهو اكبر معهد نفطـي متخصص فـي الدراسـات والابحاث النفطيـة فـي البلاد، تأكيده بأن ( قيمة صادرات النفط العراقية ابتداءا من اليوم الاول من عام 2004 ولغاية نهاية شهر 12 من عام 2014 تساوي قيمة ذهب خالص عيار 24 قيراطا تطلى به مساحة العراق الكلية البالغة (437072) كيلومترا مربعا ، بالكامل وبسمك (2) سنتمتر)، علما ان الذهب عيار (24) قيراطا هو الذهب الخالص الذي تصل نقاوته الى (99،99).
فما طبيعة الرفاهية والحياة السعيدة المتفردة التي وفرتها هذه العائدات (الخياليــة) لشعبنا لو افترضنا بأن هذه الادعاءات السويسرية صحيحة، علما بأن لامبرر لكذب هذا الاتحاد السويسري وفي دولة معروفة بحياديتها  ونزاهتها على مختلف المستويات ودقتها في التعامل مع الاحداث الدولية كـدقة ساعاتها المعروفة بجودتهـا ودقتها التـي لا تضاهى ؟؟؟
بمنتهى البساطة والشفافية والواقعية التي تجسدها لغة الارقام ، التي لا ترائي ولا تكذب مثل بعض الرؤساء والحكام  الفاسدين ، ولا تخادع  مثل بعض البرلمانيين المرتشين ، ولا تبرر مثل بعض الوزراء الفاشلين ، ولا تدعي كذبا مثل بعض السياسيين المرتبطين بهذه الدولة او تلك ، اذا افترضنا ان ماجاء في تقرير اتحاد النفط السويسري صحيحا ودقيقا ، فان لغة الارقام تؤكد ان مساحة (437072) كيلومترا مربعا من الذهب الخالص عيار 24 قيراطا وبسمك (2) سنتيمترا اذا حولنا سمكها من (2) سنتيمتر الى (2) مليمتر فانها ستساوي (4370720) كيلومترا مربعا من الذهب الخالص بسمك (2) مليمتر، وهذه الكمية من الذهب تغطي عشرة اضعاف مساحة العراق الكلية، ولنا في ضوء ذلك ان نتصور حجم (الرفاهيــة) الحياتية التي يمكن ان يوفرها هذا المردود المادي للعراقيين جميعا.
الى ذلك فان لغة الارقام عبر تحليلاتها السريعة لهذه الثروة (الذهبيـــة) تؤكد:     
1ـــ لو حولنا هذه المساحة المفترضة من الذهب والتي تبلغ (437072) كيلومتر مربع بسمك (2) سنتيمتر الى امتار مربعة وبسمك (2) مليمتر لحصلنا على (4370720000) متر مربع وبسمك (2) ملمتر ولو قسمنا هذه المساحة (المفترضة) من الذهب الخالص عيار (24) قيراطا         على كل افراد شعبنا العراقي الذين (يفترض) بأنهم اصحاب هذه الثروة الحقيقيين والبالغ تعدادهم نحو (35) مليون انسان لكانت حصة كل مواطن من مواطنينا (124) مترا مربعا من الذهب الخالص عيار (24) قيراطا بسمك (2) ملم ، وبما يغنيهم عن (مذلة) مفردات البطاقة التموينية التي احيانا ما تكون (عفنـة) وغير صالحة للاستهلاك البشري ، كما كانت ستغني قطاعات واسعة عن البطالة والجوع والحرمان والتشرد والتسول والاستجداء.
2 ـــ لو قسمنا هذه المساحة (المفترضــة) من الذهب الخالص عيار (24) على المواطنين العرب الذين يبلغ تعدادهم حوالي (390) مليونا لحصل كل مواطن عربي على (11) مترا مربعا من الذهب الخالص بسمك (2) ملم.
3 ـــ اما لو قسمنا هذه (الثروة) الذهبية (الخيالية) على سكان العالم قاطبة البالغ عددهم بحدود( 5،7) سبعة مليارات ونصف المليار انسان لكانت حصة كل انسان على كوكبنا الارضي (58) سنتيمترا مربعا من الذهب الخالص عيار (24) قيراطا وبسمك (2) مليمترا.
4 ـــ لو قسمنا هذه المساحة الذهبية على جياع العالم البالغ عددهم
( 800) مليون جائع لكانت حصة كل جائع (5) خمسة امتار مربعة من الذهب الخالص بسمك (2) ملم وربما كانت ستكفي لاشباع جياع العالم طوال اعمارهم  وتقيهم ذل التسول والتشرد والانحراف.
5 ـــ لو وزعنا هذه المساحة الذهبية البالغة ( 4370720) كيلومترا مربعا وبسمك (2) مليمتر على مساحة الدول العربية لغطينا الى جانب مساحة العراق مساحة (16) دولة عربية اخرى هي (لبنان ، قطر ، الكويت ، البحرين ، اليمن ، جزر القمر ، عمان ، سوريا ، تونس ، الاردن ، الامارات ، جيبوتي ، فلسطين ، مصر ، المغرب ، الصومال) حيث يبلغ مجموع مساحات هذه الدول مع مساحة العراق (4241186) كيلومترا مربعا.
6 ـــ لو اعتبرنا هذه المساحة الذهبية التي تبلغ (4370720000) مترا مربعا وبسمك (2) مليمتر قطعة قماش وقسمناها الى قطع متساوية بمساحة ثلاثة امتار مربعة لكل قطعة اي ما يكفي لخياطة بدلات رجالية ونسائية من الذهب الخالص لحصلنا على (1456906666) قطعة قماش ذهبية بمساحة (3) متر مربع لكل قطعة وبسمك (2) ملم لخياطة بدلات ذهبية.
7 ـــ لو وزعنا قطع القماش هذه على شعبنا البالغ تعداده (بحدود (35) مليونا لامتلك كل فرد (41) بدلة من الذهب قوامها بنطلونا وسترة وربطة عنق من الذهب الخالص للرجال وتنورة وسترة وايشارب جميل من الذهب الخالص للنساء ، ولكان بامكان العراقيين جميعا ان يرتدوا بدلات ذهبية في مناسباتهم الوطنية والدينية ليكونوا اول شعب (ذهبي) عبر التاريخ وليدخلوا بجدارة موسوعة غينيس للارقام القياسية كاول شعب (ذهبي) يمتلك افراده هذه الكمية الخيالية من البدلات الذهبية.
8 ـــ اما لو وزعنا قطع القماش الذهبية هذه على سكان الوطن العربي البالغ تعدادهم (390 ) مليونا لامتلك كل منهم رجالا ونساءا  واطفالا (3) بدلات من الذهب الخالص عيار (24) قيراطا ولاصبحوا اول امة ذهبية في التاريخ.
9 ـــ من ناحية اخرى ، وحيث ان المسافة بين الارض والقمر تبلغ (384400) كيلو متر ، فاننا لو جعلنا هذه المساحة الذهبية التي كنا نمتلكها والبالغة (437072) كيلو مترا مربعا بعرض عشرة امتار لاستطعنا ان نقيم (113 ) ممرا او طريقا او شارعا بين  الارض والقمر بعرض (10) عشرة امتار من الذهب الخالص عيار  (24) قيراطا وبسمك (2) سنتيمتر. 
10 ـــ اما لو حاولنا تحويل هذه المساحة الذهبية الى شريط طولي ايضا بعرض متر واحد فسنحصل على شريط ذهبي طوله (437072000) كم وعرضه مترا واحدا وسمكه (2)سنتيمترا من الذهب الخالص ، ولو قمنا بلف هذا الشريط الذهبي حول محيط كرتنا الارضية الذي يبلغ طوله (40075) كيلومترا لاستطعنا ان نلف محيط كوكبنا الارضي هذا بــ (10906 ) شريطا  من الذهب الخالص عيار (24) قيراطا وبسمك (2) سنتيمتر.
ان هذه الواردات المادية الخيالية (وعيــن الحســود فيهــا مليــون عــود) وفرت لشعبنا وبجهود ونضالات وتضحيات وعطاء وابداع وسهر وجهاد وعبقرية بعض مسؤولينا الاكفاء انجازات (متفــردة) ترتقي لمستوى هذه الثروة الذهبية الخيالية المفترضة ، ولعل في مقدمتها ان بعض مسؤولينا الاباة لفرط كفاءتهم ونبلهم وعفة ايديهم عندما بادروا (بالتوزيــع العــادل للثــروات) نسوا انفسهم ولم يحصلوا على حصصهم المشروعة من الثروة الوطنية اسوة بباقي ابناء الشعب مما اضطرهم الى اللجوء للاستجداء من الشعب عبر مبادرتهم لاستقطاع نسب من رواتب الموظفين والمتقاعدين لمواجهة الازمة المالية التي عصفت بالبلاد نتيجة الانهيار الدراماتيكي لاسعار النفط بفعل (المؤامــرات الامبرياليــة الخبيثــة) التي غاضها ان يصبح شعبنا و(بحكمــة) مسؤوليه اول شعب (ذهبـــي) عبر التاريخ.       
وفي ظل هذه  الرفاهية المفرطة ، كشفت وزارة التخطيط  عن ارتفاع نسبة الفقر في البلاد الى 30% (فقـــط) خلال العام الماضي 2016، بعد أن كانت نسبته 22% خلال آخر مسح أجري في عام 2014،في حين (نجحنــا ) بهمة وعبقرية بعض مسؤولينا (الاقتصادييــن) من جعل نسبة البطالة تتجاوز الـ(30%)  هذا الى جانب انجازنا (التأريخــي) الاخر ممثلا (بأنتـــزاع) عاصمتنا (الجميلــــة) بغداد وسام (اســوأ مدينــة للعيــش) في العالم لعام 2016 وفقا لتقرير شركة ميرسر الأمريكية. 
اما انجازاتنا النزيهة التي ربما لا تماثلنا فيها اية دولة اخرى نظرا لاحترامنا جميعا لحرمة المال العام لاسيما وان احد السادة البرلمانيين وهو عضوا في لجنة النزاهة البرلمانية اكد (متفاخــرا) عبر حوار تلفازي بالصوت والصورة اجري معه وبمنتهى (الشجاعــة والفروســية) وامام الرأي العام بانه استلم (رشــوة) ، فقد اتسعت وتمددت حيث اعلنت هيئة النزاهة عن جانب من (إنجازاتهــا) خلال النصف الأول من العام الحالي 2017 ، مؤكِّدةً بأنها نظرت خلال هذه الفترة في قرابة 9 آلاف قضيةٍ جزائيةٍ أُحِيْلَ منها أكثر من 4 آلاف قضيَّة الى القضاء ، الى جانب استصدارها (2923) أمر استقدامٍ  و (880)  أمر قبضٍ، وإحالة( 1255) مُتَّهماً بقضايا فسادٍ على القضاء، وكانت قد اعلنت في احد تقاريرها السابقة عن احالة 15 وزيرا (ملائكيـــــا)  فقط  ومن هم بدرجتهم و122 متهماً من ذوي الدرجات الخاصة الى القضاء.
اما داء الامية الذي سبق ان طردناه تماما من وطننا في ظل النظام الدكتاتوري السابق حيث اكدت (اليونســكو) في حينه خلو العراق من الامية ، فقد عاد هذا الداء متمخترا متبخترا مستغلا انشغال بعض المسؤولين بنضالاتهم اليومية (الوطنيـــة)على مختلف الجبهات وتنمية اقطاعياتهم الاقتصادية والمالية وانشغال الشعب بالتفاخر (بثروتــه الذهبيـــة) ليتسلل ثانية الينا ، اذ سبق ان زفت لنا  وزارة التخطيط، (بشــرى) بلوغ  نسبة الأمية في العراق 18%، وهذا انجاز جديد يضاف لانجازات بلادنا صاحبة الثروات (الذهبيـــة).
اخيرا، فان مساحة (437072 ) كيلومترا مربعا من الذهب الخالص عيار (24) قيراطا وبسمك (2) سنتيمترا، تعني ثروة فلكية تحلم الامساك ولو بربعها مختلف الدول والحكومات لاسيما الجائعة والخانعة والمتسولة والمتوسلة منها لمعالجة عجزها المالي ومشاكل وتحديات الفقر والجوع والتشرد والبطالة، اما نحن فاننا وللاسف الشديد امسينا (بحكمــة وعبقريــة وحنكــة) بعض مسؤولينا نسير في الاتجاه  المعاكس، فكلما زادت واتسعت عائداتنا وثروتنا الوطنية كلما زادت معاناتنا ومآسينا وتحدياتنا الكارثية لنحقق بذلك مفارقة (اغنــى البــلاد وافقــر العبـاد) ، لاسيما بعد ان (خدعنــا) بعض مسؤولينا بشعار (التوزيـع العــادل للثــروات) ولم يحققوا لنا الا المآسي والنكبات، ونجحو في جعل شعب بلاد عائداتها تقاس بالذهب شعبا مستلب.