المرأة مساوية للرجل: هذا تصميم الخالق/البطريرك لويس روفائيل ساكو

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يوليو 23, 2017, 07:33:51 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

المرأة مساوية للرجل: هذا تصميم الخالق     
         
برطلي . نت / متابعة

البطريرك لويس روفائيل ساكو

المسيحية لم تؤمن قط بدونيّة المرأة وثانويّةِ أهميتها ودورها، ولا ان هرمية المفهوم اللاهوتي للخليقة يجعلها في المرتبة الثانية من حيث القيمة الإنسانية والمقدرة .والمرأة في المفهوم المسيحي ليست ناقصة العقل والدين. خلقهما  الله ليكونا سعيدين معا. لقد جاء في الكتاب المقدس، في سفر التكوين ان الله "خلق الإنسان على صورته ومثاله" (تكوين 1/27). فكانت صورة الله في الانسان ادم وحواء – المرأة. وهي صورة الإنسان ذاتها في العهد الجديد – خليقة جديدة ترتقي من مجد الى مجد (1 كورنتس 11/11). فصورة الله ليس الانسان الذكر وانما مع بعضهما تتكامل هذه الصورة الجميلة.

والمسيح نفسه في الإنجيل يعود الى هذا النص في تأكيده على المساواة، وعلى وحدة الزواج. ففي نظره لا يوجد حاكم ومحكوم، ولا تابع ومتبوع. "أَما قَرأتُم أَنَّ الخالِقَ مُنذُ البَدءِ جَعلَهما ذَكَراً وَأُنثى وقال: لِذَلِكَ يَترُكُ الرَّجُلُ أَباهُ وأُمَّه ويَلزَمُ امرَأَتَه ويصيرُ الاثْنانِ جسَداً واحداً. فلا يكونانِ اثنَينِ بعدَ ذلكَ، بل جَسَدٌ واحد. فما جمَعَه الله فلا يُفرِّقنَّه الإِنسان".
ان الله في نظر المسيحية خلق الذكر والأنثى كجنس gender في كامل الحياة الإنسانية متساويين. فهما شريكان متكاملان في الخليقة الأولى وفي الخلاص الذي حققه المسيح. لا فرق بين ذكر وانثى (غلاطية 3/28). الواحد يحتاج الى الاخر، والواحد يكمل الاخر، ويؤثر في الاخر. ليس الرجل والمرأة بعد في تضاد ولا تسلط لأحدهما على الأخر لان ثنايتهما تنبع من وحدة الخلق والطبيعة. هذه الرؤية تنفي اصلا من مقاصد الله كل تفرقة على أساس الجنس، أكان ذلك لصالح نظام سيادة المرأة، ام لصالح نظام سيادة الرجل. وعليه فان كلّ الاعتبارات القائلة بدونيّة المرأة لا تأتي من الله الخالق. ومع مريم المجدلية و السامرية و المرأة الخاطئة وقف المسيح ضد من اتهموها قائلا: من منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر (يوحنا8: 3-6). وفي كرازته كانت نسوة عديدات ترافقنه في تجواله التبشيري ويذكر لنا الانجيل بعض الأسماء، مرتا ومريم.. وقد رفع شخصيتها وكانت هي اول من نقل بشرى القيامة. كذلك في العهد القديم ثمة اسفار مهمة تحمل اسم امرأة كسفر راعوث واستير ويهوديث، وهي اسفار امانة ومحبة وعناية لحد يفوق المتوقع اجتماعيا وقانونيا ودينيا.
ان النظرة المجتمعية القائمة مغلوطة وهي تركة النظام الابوي- القبلي وبلادة جهل وعادات وتقاليد المجتمع التي تنظر الى المرأة كائنا أدنى، مما شجع على ممارسة التمييز والعنف ضدها.
قال البابا يوحنا بولس الثاني في الارشاد الرسولي- رجاء جديد للبنان 1997: "تستحق النساء عناية خاصّة تكفل لهن مراعاة حقوقهن في مختلف قطاعات الحياة الاجتماعية والوطنية، ذلك أن الكنيسة، في عقيدتها الانتروبولوجية وتعليمها تؤكد المساواة في الحقوق بين الرجل والمرأة، وهي مساواة أساسها ان كل كائن بشري مخلوق على صورة الله" (76-77).
على ضوء ما تقدم في نظر المسيحية المرأة شريكة متساوية للرجل، لها حقوق في السياسة والحياة الاجتماعية كالزواج وتكوين اسرة، والاقتصاد والعمل والتعليم، وعضويتها كعضوية الرجل دونما تمييز.
في ظروفنا الصعبة امنيا وسياسيا واجتماعيا: المرأة مدعوة لتكون صانعة السلام من خلال تنشئة أولادها ومن حولها في موضوع أهمية السلام والعيش المشترك وتشجيع مبادرات سلام.
–    ايمانيا هي حافظة على الايمان أيام الشدائد كما حصل في الاتحاد السوفيتي الذي حارب الدين ومنعه. ومعظمنا تعلم المبادئ الايمانية الأولى والصلاة من امهاتنا.
–    السعي الى تثقيف النساء ثقافة عالية ومنفتحة خصوصا في المناطق الشعبية واطلاق مبادرات اجتماعية ومدنية وثقافية وتشجيع روح الخدمة والانتماء.

–     تدريب النسوة على القيم الحياتية والوطنية والاجتماعية والصحية والنفسية من اجل تنمية القدرات لبناء مجتمع سليم.
دورها في تطوير ذاتها واكتساب خبرات جديدة لتحسين مستوى المعيشة وتحقيق كرامتها التي هي كرامة الانسان.