تجربتي في اعمار باقوفة -1-

[برطلي دوت نت]

تجربتي في اعمار باقوفة -1-     

         
برطلي . نت / متابعة
عنكاوا كوم – باقوفة – لؤي عزبو

الخطوة الاولى
كان من الضروري ان نبدأ الخطوة الاولى .ان نعيد بناء ما دمرته الحرب ليعود الناس اللذين هجروا الى بيوتهم .

السبت 28 كانون الاول 2017  اعلن بطريرك الكلدان في العراق والعالم لويس رفائيل الاول ساكو، البدء في اعادة اعمار بلدات سهل نينوى بعد تحريرها من سيطرة تنظيم داعش، فيما دعا المجتمع الدولي والحكومة العراقية للاسهام في اعادة اعمار المدن المحررة. كان هذا الخبر قد ظهر في "المدى بريس " خلال لقاءه مع اساقفة الكلدان في العراق .واكد ان عملية الاعمار ستبدأ بعد ان "تم جمع مبالغ مالية تمثلت باسهام البطريركية الكلدانية بـ300 مليون دينار وابرشية أربيل 100 مليون دينار وابرشية الموصل 50 مليون دينار وابرشية كركوك  25 مليون دينار وابرشية البصرة 20 مليون دينار لغرض الاسراع في عملية الاعمار وتمكين الراغبين من العودة"

وتشكلت لجنتان من اصحاب المناطق وبالتعاون مع الرابطة الكلدانية ، الأولى لخط تلكيف القوش باشراف الاب سالار بوداغ حيث بدأت مهامها في اعمار بلدات تللسقف وباقوفة وباطنايا وتضم  14 شخصا من كلا الجنسين بين مهندس مختص وفنيين وقانوني , واللجنة الثانية كانت لكرمليس باشراف الاب ثابت حبيب .

فيما ورد في الخبر ان "1300 عائلة مسيحية مهجرة من تللسقف وباقوفا وباطنايا في سهل نينوى ابدت رغبتها بالعودة سريعا وبدء الحياة الطبيعية والقيام بزراعة أراضيها وهذا سيشجع الاخرين على العودة أيضا".

ومن  خلال الكشوفات الاولية  تبين ان نسبة الأضرار في تللسقف 15% وفي باقوفا فقط نهب واضرار في بعض البيوت وفي باطنايا 80% وتلكيف 5% وفي كرمليس 30% .

كان العمل في تللسقف على اوجه , كلفني المشرف على مكتب الاعمار الشمالي الاب د. سالار بوداغ  بالبدء باعادة اعمار المنازل في باقوفة من اجل عودة العوائل .

في باقوفة كانت المهمة هي تهيئة منازل عوائل باقوفة  التي فقدت كل  محتوياتها ,واصيبت العديد منها بأضرار في السقوف او الجدران  فيما ازيلت التأسيسات الكهربائية بالكامل في كل المنازل ,عدا المنازل التي تم تأسيسها بنظام " السيمنس " وشملت الاضرار ايضا الفقرات الصحية والابواب والزجاج فيما شوهت الجدران الداخلية والخارجية في الكثير من المنازل .

المهمة ليست سهلة فمن الناحية الامنية لاتزال القرية غير امنة تماما بعد اكثر من سنتين ونصف من الحرب حيث سقطت عشرات القذائف على القرية  ولاتزال هناك الكثير من مخلفات الحرب مثل القذائف التي لم تنفجر ,ومعظم البيوت قديمة ولم يسكن في القرية الى تلك الفترة اي عائلة .

وسبق للجنة الاعمار ان قامت بجرد البيوت في باقوفة في شهر تشرين الثاني عام 2016 ثم تم عمل قاعدة بيانات متكاملة عن تلك البيوت وكان عددها (109) بيت معظم اضرارها صنفت ضمن الضرر الجزئي المتمثل في الانهاءات  وسرقة وتلف المحتويات والاثاث .
و بدأت لجنة الاعمار اعمالها الفعلية في اعمارتللسقف مطلع شباط  2017 ,الا ان العمل تأجل في باقوفة  بعد حوالي شهرين.
ومما سهل العمل ان حراسات باقوفة قد بدات مهمتها منذ نهاية عام 2017 بعد تحرير باطنايا وتلكيف واستتباب الوضع الامني نوعا ما وطرد مسلحي داعش من باطنايا .

واعود الى التحدي الاول في العمل كان التاسيسات الكهربائية لكل البيوت فبشكل غريب تم تقطيع اسلاك التاسيسات من نقاط التغدية ( السويجات والبلكات ) وكذلك  ( الشمعات والمصابيح والمراوح) , حيث ان بعض البيوت لم يبقى فيها حتى متر واحد من الاسلاك,فيما تم ازالة الكيبل الرئيسي الذي يربط بين البيوت والكهرباء الوطنية, هذا بالاضافة الى تضرر الشبكة الكهربائية بين الاعمدة وخصوصا اسلاك الضغط الواطي التي ازيلت معظم اجزائها واحيانا حتى اسلاك الضغط العالي قد تضررت .

المهمة بدات وباتفاق مجموعة من اهالي باقوفة تم اختيار 15 اسم لتبدأ اللجنة اعمالها في تللك البيوت وقد تم الاختيار بناء على رغبة تلك العوائل بالعودة السريعة وخصوصا ان معظمها تسكن في مناطق اخرى وتتحمل عبء الايجارات الثقيلة التي تصل بعضها الى 400 دولار .