مسيحيون عراقيون في امريكا يشعرون بخيبة امل من ترامب

بدء بواسطة برطلي دوت نت, يونيو 20, 2017, 07:52:38 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مسيحيون عراقيون في امريكا يشعرون بخيبة امل من ترامب   

         
برطلي . نت / متابعة
عنكاوا كوم \ ديترويت فري بريس
ترجمة وتحرير \ ريفان الحكيم

بينما تقف لينا دنحا في غرفة الجلوس في منزل شقيقها بمنطقة ستيرلينغ هايتس, تمسح دموعها بمنديل ورقي وتتذكر كيف قام عملاء فدراليون باعتقال شقيقها في وقت مبكر من صباح يوم الاحد في هذا الشهر.

وقالت لينا "ليس من العدل ان يأتوا ويعتقلوه امام انظار اطفاله وعائلته" وذلك في اشارة الى اعتقال حيدر بطرس 38 عام والذي اعتقل ضمن 114 مهاجر عراقي ممن لديهم سجل اجرامي والذين جرى اعتقالهم في الحادي عشر من حزيران في ولاية ميشيغان الامريكية.
واضافت " لقد عاش هنا معظم حياته, لقد ارتكب خطا لكنه دفع ثمن فعلته. الان هو والد صالح لديه اطفال وعائلة وعمل ويقوم بدفع الضرائب ويؤدي كل ما يلزم عليه. وانتم تأتون وتطرقون الباب وتستولون عليه؟ هذا ليس عدلا".

ويتحول حزن دنحا الى الاحباط بينما تعبر عن خيبة املها بالرئيس دونالد ترامب الذي, هي والكثير من مسيحيي العراق في ميشيغان, قد دعموه. شعور دنحا بالخيانة انتشر عبر مدينة ديترويت بين المسيحيين الامريكيين العراقيين الاصل والذين صوتوا للرئيس ترامب لأنهم ظنوا انه سيتعاطف مع ابناء شعبهم في الخارج, حيث يعتبرون اقلية دينية, وكذلك على المقيمين في الولايات المتحدة.
وقالت دنحا "لقد صوتنا لترامب وهذا ما نحصل عليه منه... لقد كان اوباما افضل منه بمئة مرة".

المحامي من ستيرلينغ هايتس وسام نعوم قال "ترامب وصف نفسه بأنه منقذ مسيحيي العراق"
واثناء حملته الانتخابية قال ترامب انه سيعمل على حماية المسيحيين في الشرق الاوسط وزيادة عدد اللاجئين المسيحيين المقبولين في بلدنا مثل سوريا والعراق.

وخلال الحملة الانتخابية التقى عدد من قادة المجتمع المسيحي العراقي في امريكا بدونالد ترامب وعدد من مسؤولي حملته الانتخابية, واثر ذلك قدموا له التأييد والدعم وشجعوا الاخرين على التصويت له وبدأت علامات مكتوب عليها "الكلدان مع ترامب" تظهر في التجمعات الانتخابية لترامب في ميشيغان, في اشارة الى الكاثوليك العراقيين الاصل.

الان يقول بعض المسيحيين العراقيين ان ترامب فشل في الايفاء بوعوده وبالحقيقة هو اسوأ من الرئيس السابق باراك اوباما الذي كانت ادارته قد اوقف ترحيل المهاجرين العراقيين ممن لديهم سجلات اجرامية عام 2010 وذلك بعد النظر في شكاوى مقدمة من قادة كلدانيين.

وعلى النقيض, تدافع دائرة الهجرة والجمارك الامريكية عن حملات الاعتقال الشديدة التي قامت بها وتم فيها اعتقال 199 مهاجر عراقي من ذوي سجلات اجرامية  (114 منهم من مدينة ديترويت). ويقولون ان العراقيين الذين تم اعتقالهم كانوا اصلا يواجهون اوامر نهائية بالترحيل صادرة من احد القضاة. وان الجميع باستثناء اثنين فقط هم مدانون بجرائم مختلفة تتراوح بين القتل والاعتداء الى جرائم اقل خطورة مثل حيازة المخدرات كما في حالة حيدر بطرس.

وتقول دائرة الهجرةوالجمارك ان المزيد من الاعتقالات قد تنفذ بسبب وجود المئات من المواطنين العراقيين ممن لديهم اوامر نهائية بالترحيل.
وقال المحامي نعوم "ترامب قد تاجر بابناء شعبنا مستخدما فكرة انه سيحمي المسيحيين في الوطن الام, مدعيا انه سيضعهم ضمن اولوياته ويكون منقذهم, لم يمر على ذلك سوى شهور قليلة وقد خانهم".

وفي مظاهرة لأبناء الجالية المسيحية-العراقية في ديترويت, حمل احدهم صليبا وعليه لافتة مكتوب فيها "لقد تعهدت بحمايتنا" مع صورة للرئيس ترامب تعلو له في شهر كانون الثاني والتي قال فيها "لا يمكننا السماح باستهداف المسيحيين في الشرق الاوسط".
العديد من العراقيين المعتقلين مؤخرا في ميشيغان هم من المسيحيين وهم يخشون ان يتم استهدافهم في حال ترحيلهم الى العراق, حيث هناك هم اقلية تواجه تهديدات من الجماعات المتطرفة. وقال عدد من الحقوقيون ان ارسالهم الى هناك هو بمثابة الحكم عليهم بالإعدام وانتهاك للمعاهدات الدولية. وقد تم اتخاذ العيد من الاجراءات القانونية ومنها الاجراءات التي اتخذها اتحاد الحريات المدنية الامريكي في محاولة لوقف عملية الترحيل.

وبالإضافة الى عمليات الاعتقال, يقول مسيحيون عراقيون من امريكا ان ادارة ترامب تتجاهل مخاوف الاقليات الدينية في العراق وانها تدعم وبقوة المملكة العربية السعودية والتي بحسب قولهم هي الراعي الرسمي لجماعات ارهابية مثل داعش والتي تستهدف المسيحيين.
الكلدان, وهم من كاثوليك العراق, ينشطون في كلا الحزبين الديمقراطي والجمهوري في ولاية ميشيغان.
وقال خبراء ان نسبة المسيحيين العراقيين الذين صوتوا لترامب غير معلومة تماما بسبب عدم وجود استطلاعات للانتخابات الرئاسية تستهدف هذه الفئة على وجه الخصوص.
وبحسب تعددا النفوس لعام 2015 يبلغ عدد المسيحيين (الكلدان والسريان والاشوريين) في ولاية ميشيغان 46441 وهناك ايضا 31863 اشخاص اخرين في ميشغان من الذين يعرفون بأنهم من اصول عراقية والبعض منهم مسيحيين.
ويقول القادة الكلدان ان التعداد يحسب حجمهم في ولاية ميشغان. كما وتضم ولاية ميشيغان عددا كبيرا من المسلمين الامريكان العراقيين الاصل ويتركزون بشكل عام في ديربورن وديترويت.

ويقول جوزيف كساب مؤسس ورئيس مؤسسة الدفاع عن مسيحيي العراق في ويست بلومفيلد " ان الكثير من الكلدانيين كانوا متحمسين للرئيس ترامب في مقاطعتي ماكومب و اوكلاند اللتان يتركز فيهما نسبة كبيرة من مسيحيي العراق. ترامب قهر كلينتون في مقاطعة ماكومب حيث حصل على 53.6% مقابل 42.1% بينما تغلبت كلينتون عليه في اوكلاند وحصلت على 51.3% من الاصوات مقابل 43.2%
وقال كساب الذي كان جزء من 'الائتلاف الامريكي-الشرق اوسطي من اجل ترامب' "لقد دعمناه لوقت طويل, نحن قبل كل شي محافظين والمحافظين جمهوريين, وترامب قال بأنه سيحمي المسيحيين".

وقال كساب ان اصوات المسيحيين الشرق اوسطيين من ولاية ميشيغان قد تكون صنعت الفارق في الانتخابات الاخيرة. ميشيغان تضم اعلى نسبة من الامريكيين العرب من بين جميع الولايات, والكثيرين منهم هم مسيحيين.

كساب بين ان نسبة اللاجئين المسيحيين من سوريا في عهد الرئيس اوباما بلغ فقط 4% خلال السنتين الماضيتين. وذكر تقرير لموقع csnews.com المحافظ ان 99% من اللاجئين السوريين الذين تم قبولهم في الولايات المتحدة, للفترة من كانون الثاني لغاية تشرين الاول من العام الماضي, هم من المسلمين, وذلك اعتمادا على احصائيات من وزارة الخارجية ولكن مسؤولين في ادارة اوباما اكدوا انهم لم يقبلوا اللاجئين على اساس ديني.

وقال مارتن منا رئيس مؤسسة الجالية الكلدانية "اعتقد ان غالبية الكلدان دعموا الرئيس في انتخابات تشرين الثاني الماضي. لقد كانوا يشعرون بالإحباط من الادارة السابقة بسبب استجابتها الضعيفة والجلية لاضطهاد المسيحيين من قبل داعش. كانوا يبحثون عن شخص قادر على اتخاذ موقف جاد ازاء موضوع حقوق الاقليات".

كساب, مثل باقي الكلدانيين, منزع بسبب عمليات الترحيل المحتملة للعراقيين, لكنه لا يلقي باللوم على ترامب.
وقال كساب " ليس ترامب من يطرد المسيحيين, بل انها دائرة الهجرة والجمارك الامريكية وتحت اوامر بترحيل اناس ليس لديهم اقامة قانونية. اعتقد انه لم يختر المسيحيين, بل اختار كل شخص ليس لديه اقامة قانونية".
واضاف " بسبب كونها حالة انسانية, لا نريد اعادة اي شخص الى العراق. انا لا اعتقد ان الحكومة العراقية ستوفر لهم الحماية المطلوبة, الحكومة العراقية غير عادلة وفاسدة".

وقالت دائرة الهجرة والجمارك ان عمليات الاعتقال جاءت بعد الاتفاق الذي ابرم مع الحكومة العراقية في الثاني عشر من اذار الماضي. وفي الاتفاق يوافق العراق على استقبال مواطنين عراقيين من اصحاب السجلات الاجرامية والذين رفض استقبالهم سابقا.
واضاف البيان " نتيجة للاتفاق الاخير المبرم بين الولايات المتحدة والعراق, وافق العراق على استقبال عدد من المواطنين العراقيين الذين لديهم اوامر ترحيل. ومنذ عقد الاتفاق مع الحكومة العراق في 12\3\2017 تم ترحيل 8 عراقيين الى العراق. وتركز دائرة الهجرة مواردها على إنفاذ الاشخاص الذين يشكلون تهديدا للأمن القومي والسلامة العامة وامن الحدود".

وبينت دائرة الهجرة انه لا يوجد اي مجموعة محصنة من الإنفاذ " كما اوضح وزير الامن الداخلي (جون كيلي) فأن دائرة الهجرة لن تستثني فئات او مجموعات من الاجانب القابلين للترحيل من عملية الإنفاذ المحتملة".
وفي يوم الاربعاء قام سنة ممثلين عن مجلس النواب الامريكي من ميشغان بكتابة رسالة الى الوزير كيلي يطالبونه بنسخة من الاتفاق المبرم في شهر اذار بين العراق والولايات المتحدة. وذكرت الرسالة ان العراقيين الذين يواجهون الترحيل, وخصوصا المسيحيون منهم, سيتعرضون للضرر في العراق.

ويرد في الرسالة "بناء على ذلك نطلب منك ان ترسل الينا على الفور نسخة من اتفاق الحكومة الامريكية مع العراق لكي نتمكن في الكونغرس من مراجعة شروط الاتفاق كما ونطلب منكم تبليغنا بالتدابير المحددة التي يتم توفيرها لضمان سلامة هؤلاء الاشخاص وجميع المعلومات ذات الصلة".

وزارة الخارجية رفضت التعليق على الموضوع. ولم يجب البيت الابيض على سؤال لوكالة "فري بريس" حول الاتفاق والمخاوف التي ابداها ابناء الجالية العراقية في ولاية ميشيغان.

وذكر قادة كلدان ان عدد من اعضاء الكونغرس الجمهوريين من ميشيغان ابدوا مساعدتهم في التعبير عن مخاوفهم بشان محنة المسيحيين في العراق. لكن في عمليات الاعتقال الاخير لم يكن الجمهوريين صريحين كما كان الديمقراطيين.

النائب الجمهوري دايف تروت والذي اصدر مؤخرا عدة بيانات حول محنة مسيحيي العراق, لم يوقع على الرسالة التي كتبها النواب الاخرين. كما ولم يحضر اي نائب جمهوري في المظاهرة التي اقيمت يوم الجمعة الماضي من اجل المعتقلين العراقيين خارج مبنى ماكنمارا الفدرالي في ديترويت والتي حضرها النائبين ليفن و لورانس الذين كانوا قد ادولا بتصريحات ضد الاعتقالات.

النائب تروت وستة نواب اخرين كتبوا رسالة منفصلة يوم الخميس موجهة الى المدير الوطني لدائرة الهجرة والجمارك, لكن الرسالة لم تنتقد عمليات الاعتقالات كما فعلت رسالة النواب الاخرين.

ويقول الدكتور يعقوب منصور من ويست بلومفيلد والذي كان احد القادة الكلدان لوقت طويل "الناس الذين صوتوا لدونالد ترامب يشعرون الان بخيبة امل كبيرة,  لم يتوقعوا ان يقوم بهذا الامر وانا لا اعتقد انهم سيصوتون له في الانتخابات المقبلة".
وقال مايك صرافا وهو احد المحامين الكلدان من بلومفيلد هلز ان بعض ابناء الجالية الكلدانية ممن ايدوا ترامب ظنوا بان ادارته لن تستهدفهم في عمليات الترحيل.

واضاف مايك " ابناء الجالية دعموا ترامب بشكل كبير وكان من المفترض ان نحصل على ما نريد بالمقابل. عندما يكون للفرد ميول رجعية فانه غير ملزم بأي شيء, اذا لماذا كان الناس يعتقدون انه كان سيستهدف المكسيكيين والمسلمين فقط, انا لا اعلم لماذا".
وقالت دنحا "بعد اعتقال شقيقي كان ابنه البالغ من العمر ثلاث سنوات يبكي ويقول, اريد ابي.. اريد ابي. لقد كان يبكي بشكل سيئ للغاية"
وبينت "اذا تم ترحيل شقيقي فلن يتمكن من البقاء على قيد الحياة, لديه مشاكل في القلب, وسيكون غير مألوف في العراق وسيكون من بين ابناء اقلية مستهدفة هناك".
واضافت "ماذا سيفعل هناك؟؟ الحرب تجري هناك, الناس تقتل وداعش هناك.... اريد ان تعيدوا لي اخي"