التراث الشعبي السرياني تحديات وحلول برطلي انموذجاُ

بدء بواسطة philip hadayee, مايو 12, 2017, 03:38:12 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

philip hadayee

التراث الشعبي السرياني ... تحديات وحلول ( برطلي انموذجا )     




التراث هو سجل حافل بالقيم والمعايير الاخلاقيه والاجتماعيه لما يحتويه من حوادث وحكايات انتجها الفكر الجمعي وليس الفردي نتيجه تفاعل الانسان مع بيئته ومجتمعه في كافة مجالات الحياة .
ويعرف التراث ايضا بأنه علم يختص بالثقافه التقليديه والشعبيه ويسلط الضوء عليها من الزوايا الاجتماعيه والنفسيه والتاريخيه وابراز الهويه القوميه والوطنيه وتعيين حدودها وافاقها ، فالتراث السرياني عموما يزخر بالمعاني والقيم الاجتماعيه والتاريخيه فهو يعبر عن حضاره طويله لشعب عريق فالانسان السرياني تفاعل مع بيئته وانتج تأريخ وثقافه وحضاره ، وعليه يتضمن هذا التراث معاني ومدلولات ساميه ويبدو هذا واضحا وملوسا عندما يعود الناس الى العادات والتقاليد ويتفاخرون بها فيعتزون بأزيائهم واحاديث وحكايات ابائهم واجدادهم  والقيم والاصاله التي كانت سائده انذاك .
ورث الشعب السرياني العادات والتقاليد والسلوكيات الوثنيه من سلفه الارامي لكن المسيحيه صقلت وهذبت الكثير منها وفقا للفضائل الانجيليه فأنتج لنا تراثا جميلا صافيا اعتمد الابعاد الروحيه فتم الاستغناء عن الاساطير والحكايات الخرافيه واصبحت القصص والحكايات الشعبيه تتمحور حول سير وحياة  القديسين والشهداء وتضحياتهم وبطولاتهم في نشر الايمان فالمقامات السريانيه صقلت الاغاني الشعبيه وهذبتها بالاتجاه الاخلاقي الصحيح كما ان الامثال والحكايات اخذت طابعا معرفيا لنشر الايمان ورسخت قيم ومعايير استفادت منها الاجيال عبر الزمن .
تراث برطلي انموذجا / التحديات
تواتر الموروث الشعبي لبلدة برطلي سنين طويله ونقل من جيل الى جيل الا انه تعثر في نهاية القرن العشرين بسبب حدوث تغيير في وسائل العيش وانخراط عدد كبير من الشباب في الوظائف المختلفه وتركهم العمل الزراعي الرعوي فالمهن الجديده لا تمت بصله الى تراث وعادات وقيم المنطقه بل ادخلت انماط حياتيه مختلفه عما كان سائدا انذاك فتركت وسائل العيش  (العدد والادوات )التي كانت مستخدمه في الاعمال الزراعيه او الحياكه على النول كما انحصر ترديد الاغاني الشعبيه في الافراح والمناسبات بسبب دخول المذياع ومن بعده التلفزيون وانتهت الحكايات الشعبيه التي كان اهلنا يتسامرون ليالي طويله وهم يتابعون مغامرات ابطالها ونهاية انتصاراتهم كما طرأ تغيير على الازياء والملابس الرجاليه والنسائيه وبدأ الميل نحو ازياء المدينه الى ان اختفى كل الموروث الشعبي فالأجيال الجديده تحتاج الى مترجم او قاموس للتعرف على كلمه او اسم الة او اكله من التراث فنتج عن ذلك هوه بينهم وبين ابائهم واجدادهم وطرق معيشتهم ، كما لا ننسى ان الشعب السرياني تعرض الى الاضطهاد والتمييز وتعريض ثقافته الى التحريف والتزوير ورسخت الانظمه الحاكمه سياسة الاقصاء وتقويض الثقافه واحلال ثقافه وعادات وتقاليد غريبه على المجتمع التي مالبث وان اعتمدت في كافة مجالات الحياة فغابت المظاهر التراثيه في التعازي وحفلات الزواج وما تبعها من الحفلات الصاخبه التي تهتك الذوق العام وعليه فنحن عملنا بقصد او بدون قصد على طمر التراث والموروث الشعبي ، نحن لسنا ضد التطور ومواكبة العالم المتحضر لكن ان لا ننسى تراثنا واصالتنا فكم يكون جميلا ان تتزين اعراسنا بأزيائنا التراثيه واننا شعب له عمق تاريخي .
ومن التحديات الاكثر قسوة ما حل بشعبنا وتهجيره من مناطق سكناه التاريخيه من قبل العصابات الارهابيه واختار البعض الهجره الى دول الشتات والعيش في المجتمات المضيفه فسيجد رب الاسره صعوبه في اقناع ابنائه بأهمية تراث وعادات ابائه واجداده لانها لا تشكل اهميه لديهم .
اما على المستوى المحلي فأن التطور التكنولوجي والاتصالات السريعه والفضاء المفتوح وتعلق الشباب بالانترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي واستنزاف معظم اوقاتهم فيه خلق فراغ بين الماضي والحاضر واصبح التراث شى لا اهميه له عندهم .
فيما يلي نقترح حلول او  بدائل يمكن اعتمادها للمحافظه على التراث قدر المستطاع :
1-   انشاء جمعيه او مركز لحماية التراث السرياني والمحافظه عليه ، تتولى حصر وتوثيق  العدد والادوات المستخدمه انذاك والازياء والاغاني الشعبيه وتكليف الكتاب بتدوين الاغاني  والحكايات والقصص والاحداث وانجاز بحوث في هذا المجال.
2-    العمل على اقامة متحف خاص بالتراث والموروث الشعبي لكل بلده
3-    استخدام التقنيات الحديثه  في توثيق التراث ونشره عبر الانترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي
4-   تشجيع الشباب للتواصل مع كبار السن  والالتقاء معهم من خلال المحاضرات والندوات ذات الاختصاص
5-   توظيف التراث الشعبي وترسيخ الوعي به من خلال الاعمال المسرحيه والشعريه والرقص الشعبي والافلام التسجيليه .
6-   اشاعة ثقافة ارتياد الازياء الشعبيه في الافراح والمناسبات للتواصل بين الماضي والحاضر
7-   اقامة مهرجانات نوعيه تراثيه سنويه او موسميه تتضمن العدد والاعمال والازياء وتشخيص الحوادث والحكايات التراثيه .



بهنام شابا شمني

الاستاذ فيليب المحترم
لن أعيد ما جئت به من أهمية للتراث وما يشكله من حلقة وصل ما بين الماضي والحاضر بالاضافة الى ما يشكله التراث من علامة مميزة لشعب عن اخر ومنطقة عن اخرى. فسهولة وسائل التواصل ما بين الشعوب عبر وسائل الاتصال الحديثة جعل من الثقافات ان تتداخل حتى وصلت الى كل مفاصل الحياة مما قضت على الخصوصية التي يتميز بها شعب عن آخر وربما نصل الى اليوم الذي لا نستطيع فيه ان نفرق ما بين الشعوب نتيجة انصهار الثقافات ، ولن يبقى  لنا ما يميزنا الا بما تركه لنا آباءنا واجدادنا من عادات وتقاليد واغاني وازياء، واوربا مثال على ذلك حتى ليرى الزائر اليها لا يجد ما تختلف به شعوب دولها علما ان لكل دولة فلكلور خاص بها، هذا ما جعلها ورغم كل ما وصلت اليه من تقدم وحضارة ان تبرز هذا الفلكلور في مناسباتها الوطنية ولا تخلوا مناسبة الا وابرزت جزءا من تاريخها في المهرجانات التي تقيمها سواء اكانت مهرجانات شعبية فلكلورية خاصة او رياضية او فنية، فدائما ما نجد في دورات الالعاب الاولمبية او البطولات الكروية العالمية الازياء الشعبية علامة مميزة فيها بالرغم من كل ما تتضمنه من تقنية تكنولوجية في الاستعراضات التي تجري في حفلات افتتاحها او الختام. والامر انسحب الان على دول الخليج العربي ومنها السعودية والامارات والمتابع للاخبار سيجد كم بدأوا قيادات هذه الدول من اهتمام بالفلكلور بالرغم من انهم لا يملكون جزء ما نملكه من تراثنا السرياني. اذن يجب ان يعي الشعب والجيل الجديد ان للتراث اهمية في حياة الشعوب، وقد جئت في مقالتك الى اساليب دعم ذلك. مشكلتنا في برطلة كانت افتقادنا الى المؤسسة التي تعني بهذا الجانب والقاءنا الحمل كله على الكنيسة ومنه هذا الجانب ايضا التي كان اهتمام قياداتها به ما بين مد وجزر. لان هذه القيادات في تبدل فيصادف ان تتولى القيادة مجموعة غير مهتمة بهذا الجانب فيعني ذلك ان فترة زمنية ربما قد تطول ستفقد فيها حلقة الوصل هذه فيحصل خلل في التواصل وصعوبة اعادة ربط السلسلة ثانية. لذا فاقتراحك بجمعية تعني بالتراث السرياني البرطلي هو الحل.  اسف على الاطالة ولك مني كل التحية.