الحلقة الاخيرة من مشاهدات مراسل عنكاوا كوم في الموصل... بالصورة والكلمة /كيف تح

بدء بواسطة برطلي دوت نت, مايو 09, 2017, 12:14:29 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

  الحلقة الاخيرة من مشاهدات مراسل عنكاوا كوم في الموصل... بالصورة والكلمة /كيف تحول منزلي الى محكمة داعش الشرعية ..؟!   

 
      
برطلي . نت / متابعة
عنكاوا كوم-الموصل –سامر الياس سعيد

عامين وتسعة اشهر وبضعة ايام هي الفترة التي قضيتها بعيدا عن منزلي في مدينة الموصل  بعد ان غادرته في يوم الخميس الموافق السابع عشر من تموز من عام 2014 حيث صدر في ذلك اليوم المشؤوم بيان تنظيم الدولة الاسلامية  الذي يخير فيه المسيحيين بين خيارات اعتناق الدين الاسلامي او دفع الجزية او بين القتل بحد السيف في حالة رفض هذين الخيارين  وبعدها  تم استباحة منازل المسيحيين ونهب ممتلكاتها  فضلا عن استقرار عناصر التنظيم انفسهم في تلك البيوت او تحويلها لمؤسساتهم ومنافذهم الارهابية .

وطيلة تلك الفترة كنت ابحث بين اصدارات التنظيم عن اي صورة او مشهد يقربني من مصير منزلي الواقع بمنطقة المجموعة الثقافية  والتي نالت نصيبا وافرا من تلك الاصدارات التي نشرها التنظيم على مواقعه الالكترونية  كونها من اهم المناطق الحيوية في المدينة وقربها من موقع جامعة الموصل لكنني لم افلح في تاكيد ذلك المصير  فضلا عن انني اصبت بخيبة امل  بعد توارد انباء الضربة الجوية التي استهدفت المنطقة واحالتها الى ركام  خصوصا بعد تدمير جامعة الموصل وذلك في ربيع عام 2016 خصوصا وان من بين الاخبار  ما تم تاكيدها حول استهداف المنزل من بين الضربات الجوية التي كانت مكثفة في تلك الفترة .

بصراحة لم اعر اهتماما بنجاة المنزل من تلك الضربات مقارنة بما كنت  احمله من هموم بشان مصير المؤلفات والصحف والكتب التي احتوتها مكتبتي  خصوصا وان اغلب تلك الكتب كانت مهداة لي شخصيا من ادباء وكتاب المدينة  الا ان اتصالا وردني من قبل زميلي اكد لي قيام عناصر التنظيم باحراق تلك المكتبة ومعها صوري الشخصيةفي قارعة الطريق وامام انظار المارة  وذلك في صيف عام 2015 فزادني ذلك الخبر هموما مضاعفة  على الالام النزوح التي كنا نعيشها في تلك الفترة .

وبعد تيسر الفرصة للعودة للموصل كان قراري الاول هو  التوجه للمنزل  بعد ان نال نصيبه من التحرير في كانون الثاني من العام الحالي  واطلعت على  واقعه الذي يحمل الالاما مضاعفة فغرفه باتت فارغة تماما بعد ان نهبها عناصر التنظيم وافرغوها كليا من محتوياتها  لكن المفاجاة الكبرى  كانت عندما لفتتني لافتة كبيرة علقت  على واجهة شقتي وقد كتب عليها (ديوان المظالم في ولاية نينوى الدولة الاسلامية في العرق والشام المحكمة الشرعية ) وحينما كنت ابحث عن اي شي لفت انتباهي المكاتبات الرسمية الخاصة بتلك المحكمة  وهي مبعثرة في ارجاء الشقة  ويالها من مفارقة في ان يتخذ عناصر التنظيم  تلك الشقة المسلوبة اصلا من اصحابها ليقيموا فيها حقهم وعدلهم المزعوم ..!