مسيحيون عراقيون مهجرين يفتتحون معملا للحلويات في اربيل

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أبريل 28, 2017, 11:41:46 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

مسيحيون عراقيون مهجرين يفتتحون معملا للحلويات في اربيل   

      
برطلي . نت / متابعة
عنكاوا كوم / مجلة سايت
ترجمة / ريفان الحكيم

في معمله الجديد المملوء ببذور السمسم والفستق والسكر، يغمس ربيع ملعقة في وعاء كبير فيه شراب عسلي، يتحقق من تجانسه ليتأكد من انه جاهز للخطوة التالية في صناعة الحلويات العراقية مثل السجق والحلقوم.

يقول ربيع "نحن نوصل منتجاتنا الى المحلات في جميع انحاء البلاد ولكن النسبة العظمى منها تذهب الى مدن السليمانية وزاخو وشقلاوة ( وهي مدن تقع شمال شرق العراق)

واضاف ربيع "لدينا طلبيات من خارج البلاد ايضا، لكن الان وبحكم الظروف الراهنة فأن الامر مستحيل".
ربيع البالغ من العمر ٣٨ عام افتتح المعمل في شهر اذار الماضي ليوفر مصدر عيش لعدة عائلات كما كان يفعل في بلدته. وكان ربيع قد لجأ الى اربيل في شهر اب من عام ٢٠١٤ عندما اجبر تنظيم داعش الكثير من المسيحيين على الهرب من بلداتهم في سهل نينوى.
بالرغم من ان كنيسة اربيل رحبت بهم كضيوف، الا انهم ان يعتمدوا على نفسم في كسب لقمة العيش وان يكونوا اقل اعتمادا على المساعدات المقدمة للمهجرين في الداخل.

ربيع هو الاختيار المناسب لادارة المعمل وذلك لانه كان يدير معمل مشابه في بلدته قرقوش التي يزال وجهه يشع نورا عندما يتكلم عنها بالرغم من وصفه للحياة في العراق "بالصعبة جدا".

منظمة "اوبن دورز" الانسانية ساعدت ربيع في تأسيس عمله الجديد الذي يزدهر وذلك ضمن خطة لدمج هذه الايدي العاملة مع اربع لاجئين مسيحيين اخرين.
يقع المعمل في الطابق الاول من مبنى مستأجر في الشارع الرئيسي في بلدة عنكاوة المسيحية باربيل.
وقال ربيع " نحن ننتجرجميع انواع الحلويات الشائعة في البلاد، لكن لغاية الان نحن نعمل انواع محدودة منها وذلك لعدم امتلاكنا المكائن المطلوبة. نستطيع ان نعمل انواع اكثر لكنها بداية جيدة".

بالقرب من نافذة كبيرة في احدى الغرف يوجد ثلاث رجال يغطون شعر الرأس بقبعات صحية زرقاء ويعملون على طاولة حديدية مغطاة بالقمح. يأخذ احدهم شريحة من الحلقوم من احدى اوراق العجين المعدنية ويضعها على منطقة مغطاة بالقمح ويقطعها الى ارباع. بعد ذلك يدفع كل قطعة الى الرجل الذي بجانبه والذي يستخدم الة قطع قوسية الشكل لتقطيعها الى قطع صغيرة يبلغ عرضها عدة سنتمترات. الرجل الاخير في السلسلة يدحرج القطع في القمح ويقطعها الى مكعبات صغيرة. وبذلك تصبح الحلويات جاهزة للتعبئة في علب بلاستيكية صغيرة.
في تلك الغرفة يتم ايضا خزن المواد الخام، اكياس السكر مكدسة، الجوز وبذور السمسم. يوجد هناك ما يكفي من المكونات لانتاج الكثير من الحلويات.

توضع المنتجات الجاهزة فوق طاولة كبيرة تتوسط المعمل، المئات من حلاوة السمسم والمعجنات. طاولة اخرى يتكدس فوقها حلويات معبأة مصنوعة من جوز الهند مع الفستق او اللوز. يقول العامل الذي يقطع الحلقوم "انا من قرقوش، لقد هجرت منذ تاريخ ٦/٨/٢٠١٤ بسبب الدولة الاسلامية. عندما جئت الى هنا مع عائلتي لم نكن نملك اي شئ. انا الان سعيد جدا بهذا العمل وانا ممتن كثيرا للمنظمة التي وفرت لي فرصة عمل".

هذا الرجل، مثل صديقه، هو الان قادر على توفير مصدر عيش لعائلته وادخار بعض المال من اجل تعمير بيته المدم في قرقوش.
ربيع ايضا يأمل بالعودة، فالمكائن والطاولات يسهل نقلها الى موقع اخر ويقول ربيع "ربما سنعود في يوم ما الى بلدتنا ثانية، ونستطيع الاستمرار بعملنا هذا هناك"