ما بعد داعش يمنع مسيحيي سهل نينوى من العودة الى مناطقهم المحررة

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أبريل 19, 2017, 09:39:35 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

  ما بعد داعش يمنع مسيحيي سهل نينوى من العودة الى مناطقهم المحررة   

      
برطلي . نت / متابعة
المدى / نيويوركر / ترجمة: حامد أحمد

يشكل المسيحيون الآن نحو 4% من مجموع سكان منطقة الشرق الأوسط، البالغ عددهم اكثر 400 مليون نسمة او ربما اقل.وشهد العراق وسوريا موجات من الهجرة الجماعية للطائفة المسيحية في البلدين، حيث كانوا عرضة للاضطهاد وأعمال قتل وحشية على ايدي مجاميع ارهابية وعمليات تهجير عرقية واثنية اجبرتهم على ترك مواطنهم ومناطقهم.

وكانت اكبر عملية هجرة جماعية للمسيحيين قد حصلت في العراق، حيث وقعت هذه الاقلية الدينية في فترة من الفترات في شرك الحرب الطائفية الأهلية بين المسلمين السنّة والشيعة، وتم استهدافهم اولاً من قبل تنظيم القاعدة ثم اجبرهم مسلحو تنظيم "داعش" بعد ذلك، على الهروب .ويذكر المطران بشار وردة، رئيس اساقفة ابراشية أربيل الكلدانية في مقابلة مع مراسلة مجلة نيويوركر الاميركية روبن رايت، انه "في عام 2003 كان هناك حوالي 1.3 مليون مسيحي في العراق، ونحن الآن اقل من ذلك العدد بنحو مليون منذ ذلك التاريخ"، مؤكدا استمرارية مغادرة المئات من المسيحيين العراق شهريا .

وأضاف وردة قائلا "من الصعب جدا الحفاظ على وجود مسيحي الأن. العوائل لديها عشرات الاسباب التي تدفعها للمغادرة ولا سبب واحد للبقاء. نحن نمر بوقت حرج جدا ضمن تاريخنا في هذه الارض. نحن يائسون جدا ."

وتقول المراسلة رايت انها زارت الشهر الماضي الموصل، التي تضم أقدم تواجد للمسيحيين في العالم منذ أكثر من الفي عام، حيث عمد مسلحو "داعش" بعد ايام من احتلالهم المدينة، الى اصدار انذار للمسيحيين هناك، اما ان يعتنقوا الاسلام او يدفعوا الجزية من مبالغ طائلة، او يواجهوا الموت بقطع الرأس.

كانت بيوتهم قد أشرت بعلامة حرف (ن ) في اشارة لعبارة نصراني . اكثر من 35 ألف مسيحي غادروا مناطقهم في الموصل في ذلك الحين، وأغلب منازلهم نهبت وأضرمت فيها النيران .
وتقول المراسلة رايت، انها اثناء سفرتها باتجاه الموصل مرّت بقرى ومناطق مسيحية اخرى، مثل برطلة التي تم تفريغها بالكامل، وانه حتى شواهد قبور الموتى في المقبرة المحلية للقرية لم تسلم من اطلاقات النار والعبث بها.

بشكل عام يقدر ان أكثر من مئة ألف مسيحي عبر منطقة سهل نينوى، هجروا مزارعهم وقراهم وبلداتهم بحثا عن ملجأ في منطقة كردستان او عبروا خارج حدود العراق .وكان بطريرك الكلدان الكاثوليك في العالم مار لويس روفائل الاول ساكو  ذكر لفرانس برس بعد احتلال داعش للموصل، انه " للمرة الاولى في تاريخ العراق تصبح الموصل الآن خالية من المسيحيين."ويعد غياب المسيحيين من المنطقة، له آثار أوسع على الشرق الوسط. حيث جاء في تقرير صدر عن مركز التقدم الاميركي للابحاث، انه "اذا استمر اجبار احد اهم المكونات الدينية في العالم على الخروج من منطقة الشرق الأوسط فان ذلك سيبشر بآثار سلبية على جانب التعددية والتسامح وقدرة شعوب المنطقة للتعايش مع بقية شعوب العالم".وأضاف التقرير قائلاً ان "الحالة التي عليها المسيحيون هي بمثابة مقياس ومؤشر يحدد فيما اذا ستستطيع مكونات من أديان ومعتقدات اخرى ان تعيش وتزدهر في الشرق الاوسط المستقبلي ."1500  عائلة مسيحية هُجرت من قبل تنظيم داعش تعيش الآن في معسكر اشتي – 2، المزدحم للنازحين في اربيل، داخل حاويات شحن تم تحويرها لمنازل مؤقتة.المراسلة رايت تقول التقيت خارج المخيم بمسيحي اشوري يدعى سلام ابلحد 35 عاما، وهو بائع خضار هرب من منطقة الحمدانية المسيحية قرب الموصل، في آب عام 2014، وهو يدير الآن "كشكاً في الهواء الطلق" يبيع خضار وفاكهة.

عائلة ابلحد المكونة من 26 شخصا، والتي تضم زوجته وأطفاله الثلاثة ووالديه وعوائل سبعة اشقاء اخرين، يعيشون على ما تقدمه الكنيسة الاشورية العراقية من معونات خيرية وما يدر عليه "كشكه الصغير" من مكسب .وتقول رايت انه "كغالبية المسيحيين الآخرين الذين التقت بهم فان ابلحد ليس لديه نية بالرجوع الى الحمدانية". ومنذ ان تحررت المدينة في تشرين الاول الماضي، زار ابلحد مرة المدينة ليتفقد بيته فوجد الاثاث قد ذهب وكذلك الشبابيك والابواب .وقال ابلحد للمراسلة "لا احد منا يريد الرجوع. نحن ما نزال نتخوف مما سيحصل بعد القضاء على تنظيم داعش ."هناك خوف شائع بين المسيحيين حول احتمالية ظهور مرحلة ثالثة من التطرف الاسلامي، فبعد ظهور جناح تنظيم القاعدة في العراق قبل عشرة أعوام تشكل تنظيم داعش خلال الثلاث سنوات السابقة. وكان شقيق ابلحد قد اختطف من قبل تنظيم القاعدة في العراق عام 2007، واطلق سراحه بعد ان سددت العائلة فدية ثقيلة جداً.وقال ابلحد "قبل العام 2003 كنا نعيش حياة مرفهة. لم أكن أفكر أبداً بالمغادرة. ولكننا الآن اقلية. وليس لدينا دعم او احد يوفر لنا الحماية لنا. المسيحون الآن ينتظرون فرصة ذهابهم للأردن ومن هناك الهجرة الى استراليا. 70% من اهالي الحمدانية غادرت العراق ."وقالت له المراسلة اذا كان يعتقد بان للمسيحيين مستقبل في الشرق الاوسط، فاجاب" لا لا، بحلول العام 2020 سيكون اغلب المسيحيين قد غادروا العراق ."ولكن المطران وردة كان اكثر تفاؤلا بقوله "علينا ان نبقى، ولكن كم من المسيحيين سيبقون في النهاية، أشك بان عددهم سيكون خمسين او مئة ألف عائلة. وبعد ألفيّ سنة من التواجد المسيحي علينا ان نتبنى دورا اخر، سنصبح أصحاب حملات تبشيرية".