النهار البيروتية: طريق جلجلة آشوريي سوريا والعراق طويلة... فمتى زمن القيامة؟

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أبريل 18, 2017, 12:03:58 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

  النهار البيروتية: طريق جلجلة آشوريي سوريا والعراق طويلة... فمتى زمن القيامة؟

طريق جلجلة آشوريي سوريا والعراق طويلة... فمتى زمن القيامة؟
     

   
   
برطلي . نت / متابعة
عنكاوا دوت كوم/  النهار / روزيت فاضل

في ظل ذكرى القيامة المجيدة للسيد المسيح ، تستمر مراحل الجلجلة في حياة أقليات مسيحية عدة في شرقنا "المتأزم" وسط صمت عربي وأوروبي وعالمي "مخز". وتعكس تجربة الأشوريين السوريين والعراقيين، القادمين الى لبنان، نموذجاً حياً لمعاناة مسيحيين تركوا أرزاقهم وانسلخوا عن جذورهم، هرباً من الاضطهاد الوحشي للـجماعات الإسلامية المتطرفة أمثال "داعش" وأخواتها.     

رغم الصعوبات التي تواكب يومياتهم في لبنان، توجه المؤمنون للمشاركة في قداس الفصح الذي ترأسه وكيل الطائفة الأشورية في لبنان الخورأسقف يترون كوليانا الذي دعا في عظته وفقاً لما ذكره لـ "النهار"، أبناء الكنيسة إلى نبذ الكراهية، وإحلال المحبة في القلوب بدلاً من الحقد، ونشر التفاؤل في النفوس بدلاً من التشاؤم. لكنه لم ينف أنهم يعانون قلقا كبيرا وإرهاقا نفسيا لأنهم تركوا أرزاقهم وبيوتهم في سوريا والعراق، ولجأوا إلى لبنان حيث قام عدد منهم بتقديم طلبات هجرة إلى بلد أجنبي آمن.



تهجير من 33 بلدة

وتوقف كوليانا عند تهجير الأشوريين السوريين من 33 بلدة على ضفاف نهر الخابور في محافظة الحسكة. و أشار الى أن سكان هذه البلدات كانوا يؤمّنون رزقهم من محاصيل زراعية أو الأشجار المثمرة كالتفاح، الرمان والعنب وسواها. ورداً على سؤال عما إذا بقي بعضهم في هذه البلدات قال:" تركت العائلات الأشورية هذه القرى بعد دخول المتطرفين إليها، باستثناء عدد قليل جداً منهم بقوا لحراسة الأرزاق. اختار البعض العيش في القامشلي أو الحسكة ليكونوا حراساً للأملاك".

وأكد أن غالبيتهم توجهوا إلى لبنان، مع الإشارة الى أن نحو20 عائلة منهم ارتأت التوجه من سوريا إلى العراق طلباً للهجرة إلى كندا وبلدان غربية أخرى. واعتبر أن لبنان أضحى لغالبيتهم محطة "ترانزيت" نحو وجهة هجرة جديدة إلى أوستراليا أو إلى السويد أو ألمانيا أو كندا. وأعلن أن أكثر من 800 عائلة من أصل 1200 عائلة مشرقية أشورية سورية لجأت إلى لبنان، تمكنت من الحصول على طلب هجرة، وقال: "توجهت غالبيتهم إلى أوستراليا، بينما اختارت نحو 100 عائلة منهم الهجرة إلى كندا وتوزعت الأعداد المتبقية بين ألمانيا والسويد". وعما إذا كان متفائلاً بعودتهم إلى ديارهم عند حلول السلام في سوريا، قال:" أستبعد عودتهم لأنهم حصلوا على إقامة تمتد 5 سنوات. أعتقد أنهم سيجدون نمط حياة مستقرة، وهو حافز جديد للبقاء وعدم التفكير بالعودة إلى سوريا".



300 عائلة أشورية في لبنان

وتوقف عند مساعدة الكنيسة الأشورية لأبناء رعيتها في لبنان والعائلات النازحة من سوريا، فقال:" تعيش معظم العائلات السورية في مناطق سد البوشرية، الحدت، كسارة في زحلة وحي السريان في الأشرفية"، لافتا إلى أن غالبيتهم يعيشون في محيط سد البوشرية لأنها على مقربة من مقر مطرانية المشرق الأشورية في لبنان ومدرسة مار جرجس التابعة لها، وواقعة في حي الشهداء الشوريين في منطقة الدكوانة،وأضاف:" توفر المدرسة التعليم المجاني حتى الصف التاسع. بعد هجرة العائلات السورية الى وطن جديد، تراجع عدد التلامذة في مدرستنا من 120 إلى أقل من70 تلميذا يكملون اليوم تعليمهم".

ورداً على سؤال عن الدعم المالي المتوافر لتأمين حاجات هذه العائلات ومستلزماتها قال:" نعتمد على دعم الوكيل البطريركي لكنيسة المشرق الآشورية لأبرشيات اوستراليا ونيوزيلندا ولبنان المطران مار ميلس زيا في أوستراليا والجالية الأشورية هناك. ونتعاون من خلال هيئة دعم خاصة للكنيسة مع كل من جمعية كاريتاس والجمعية الخيرية الأرثوذكسية العالمية في توفير الدعم للعائلات في دفع إيجارات بيوتهم التي يراوح معدلها الشهري ما بين 300 و400 دولار وأقصاها يصل إلى 600 دولار شهرياً". وأشار الى أن توفير المؤن الغذائية لكل عائلة يتم دورياً في مقر المطرانية، وتضم الحصة الواحدة حاجات أساسية للعائلة كالحليب، الأرز، الجبنة، المعلبات والحفاضات وسواها.

أما توفير الطبابة والأدوية فهي، وفقاً لكوليانا، مسؤولية "صعبة" تقع على عاتق هيئة الدعم في الكنيسة، وقال: "نتعاون مع جمعية إدراك التي تدعم دخول المرضى للمعالجة في مستشفى القديس جاورجيوس للروم الأرثوذكس في الأشرفية". وأوضح كاهن راعية الراهب بتيون التابع لكنيسة المشرق الأشورية الأب جورج يوخانا لـ النهار" أن "توفير المستلزمات الحياتية لهذه العائلات لا يخلو من الصعوبات، وقال:" وصل الى لبنان أشوريون وكلدانيون قادمون من العراق وسوريا وهم يعانون أمراضا مزمنة منها حالات مرض البركنسون، حالات الربو والتلاسيميا، والسرطان وعدد من مرضى الكل وسواها. يحتاج هؤلاء الى متابعة طبية وعلاج للمرض وهو في غالب الأحيان مكلف جداً".

وعما إذا كانوا يجدون فرص عمل قال:" لا يبدو الأمر سهلا. لكنهم يحاولون قدر الإمكان السعي وراء لقمة عيش كريمة تسند إلى حد بسيط جداً العائلة".

لا صفة "لاجئ" لـ 200 عائلة

بالعودة الى الآشوريين العراقيين الهاربين من "بطش" داعش الى لبنان، أشار كوليانا الى ان غالبيتهم ينزحون من الموصل إلى لبنان. وأكد أن الخيار الذي اتخذه الأشوريون السوريون بالهجرة، هو ما يحاول العراقيون القيام به.

وتحدث عند توقف المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون للاجئين في لبنان والتي لم تصدر منذ فترة أي بطاقة بصفة لاجئ لـ 200 عائلة أشورية عراقية دخلت لبنان بتأشيرة سياحية. ورأى أن الأشوريين السوريين لم يواجهوا أي مشكلة في هذا الخصوص لأن أركان الدولة سهلوا إصدار إقامتهم في لبنان.

وأكد أن الوكيل البطريركي لكنيسة المشرق الآشورية لأبرشيات اوستراليا ونيوزيلندا ولبنان المطران مار ميلس زيا ينوي إثارة هذه المشكلة مع الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري عند زيارته لبنان.

ختاماً، قدم كوليانا قراءته الخاصة لما يحصل في حق الأشوريين اليوم في زمن "داعش"، قال:" في الحقيقة إنهم يحاربون القومية الأشورية أي ذاكرة الناس وتاريخهم، وليست حربا في وجه الكنيسة بحد ذاتها". وذكر أنه "بعد مجيء السيد المسيح، انتشرت الكنيسة الأشورية في أنحاء العراق كله وصولاً إلى إيران، ثم امتدت إلى الصين ومنغوليا، ما سمح بتولي البطريرك ماريا بالاها الثالث المغولي (1281-1317) هذه المسؤولية".

واعتبر أن "تاريخنا شهد مجازر على يد الأتراك والفرس بغطاء دولي ومساعدة الأكراد في العام 1933". وذكّر الرأي العام بأن الكنيسة الأشورية هي الكنيسة الأولى التي آمنت بيسوع المسيح، وهذا يعود الى تعاليم الرسل مار أداي ومار ماري ومار توما.