خوف وأمل مع عودة مسيحيين إلى بلدتهم المدمرة في شمال العراق

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أبريل 17, 2017, 06:34:00 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

  خوف وأمل مع عودة مسيحيين إلى بلدتهم المدمرة في شمال العراق     
      


برطلي . نت / متابعة
عنكاوا دوت كوم:قرقوش (العراق): «صحيفة البيان»

بعد طرد تنظيم الدولة الأسلامية بدأ المسيحيون العراقيون في العودة ببطء إلى بلدتهم المهدمة قرقوش، يهيمن عليهم القلق على أمنهم لكن في الوقت نفسه يحدوهم الأمل في العيش في ود مع المسلمين من مختلف المذاهب.
وحسب تقرير لوكالة «رويترز»، يُثْبَتَ حال البلدة، الواقعة على مسافة نحو 20 كيلومترا من ساحة المعارك مع تنظيم الدولة الأسلامية في مدينة الموصل بشمال العراق، سبب المشاعر المختلطة التي تساور المسيحيين بشأن مستقبل طائفتهم الموجودة في المنطقة فِي غُضُون أمد بعيد.
ففي كنائس قرقوش التي تعرضت للتخريب انهمك المسيحيون في إزالة شعارات على الجدران كتبها متشددو التنظيم السني أثناء سيطرتهم على البلدة على مدى عامين ونصف وشعارات أخرى وضعها المقاتلون الشيعة في صفوف الجيش العراقي التي تقاتل المتشددين في حرب شوارع بالموصل.
وعادت نحو عشر أسر مسيحية إلى البلدة، التي كانت تضم أكبر تجمع للمسيحيين في العراق قبل استيلاء «الدولة الأسلامية» عليها في 2014، يشجعهم على ذلك انتشار نقاط التفتيش الأمنية ودوريات حراسة تقوم بها قوة من المتطوعين. وطردت الجيش العراقي التنظيم من قرقوش في أكتوبر (تشرين الأول) في إطار حَمْلَة بدأ قبل نحو ستة أشهر يهدف لاستعادة الموصل. غير أن السكان يخشون أن تكون الشعارات الشيعية تدل على نوع جديد من الانقسام الطائفي؛ فعلى أحد جدران كنيسة أحرقها تنظيم الدولة الأسلامية كتب شعار «يا حسين». وحَكَى فِي غُضُونٌ قليل جرجس يوسف الذي يعمل بإحدى الكنائس: «نحن نخشى هذا... نخشى التوترات». وأضاف يوسف الذي عاد بعدما فر إلى أربيل التي تبعد نحو 60 كيلومترا وتقع في منطقة كردستان: «نريد أن نعيش في سلام ونطلب توفير الأمن». ورفع جنود كذلك علي الناحية الأخري ، بِصُورَةِ عام أيضا راية الإمام علي، التي يتخذها الشيعة رمزا لهم، بالمدينة وعلى عرباتهم العسكرية.
وترفرف رايتان أخريان للشيعة كذلك علي الناحية الأخري ، بِصُورَةِ عام أيضا على قرقوش.
وهون معظم السنة، الذين يشكلون الأغلبية المهيمنة من سكان الموصل، من شأن الشعارات الشيعية باعتبارها من صنع قلة من المتعصبين الدينيين لكن المسيحيين يعتبرونها علامة على أن مستقبلهم لا يزال محفوفا بالغموض.
وحَكَى فِي غُضُونٌ قليل متّى، وهو مصور لا يزال يعيش في أربيل مع أسرته: «أكيد يوجد تخوف من تلك الشعارات». وأضاف: «نريد حماية دولية».
وتحاول الأسر التي عادت إلى قرقوش، حيث كان يقيم في السابق 50 ألف شخص، بث الروح في الحياة المسيحية التي تعود إلى نحو ألفي سَنَة. غير أن غالبيتهم يبقون ليومين أو ثلاثة فقط من أجل ترميم منازلهم المحترقة. وحَكَى فِي غُضُونٌ قليل مسيحي آخر يعمل ضمن قوة من المتطوعين في قرقوش لكنه أُسْتَطَاعُ أَنْ يَتِرَكَ أسرته في أربيل: «نريد العودة لكن لا توجد مياه أو كهرباء».
وفي المقابل يتدفق النازحون المسلمون مرة أخرى على الأسواق بشرق الموصل فِي غُضُون أن تم طرد تنظيم الدولة الأسلامية منه، وذلك رغم احتدام المعارك على الجانب الآخر من نهر دجلة في المدينة القديمة آخر معقل للمتشددين في المدينة. وانخفضت أعداد المسيحيين في العراق من 1.5 مليون إلى بضع مئات الآلاف فِي غُضُون اندلاع العنف عند الأمساك بصدام حسين في 2003. وانتقل كثير من سكان بغداد، ممن لا يطيقون تكلفة السفر إلى الخارج إلى قرقوش وبلدات أخرى في الشمال عادة ما كان الأمن فيها أفضل منه في العاصمة التي ضربها العنف الطائفي بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق.
لكن مع وصول تنظيم الدولة الأسلامية هجر السكان منازلهم وطلب بعضهم اللجوء إلى أوروبا. واستقبلت ألمانيا وحدها 130 ألف عراقي بينهم كثير من المسيحيين في عامي 20الخامسة عشر و2016. لكن الغالبية انتهى بهم المطاف في أربيل حيث أقاموا مع أقارب لهم أو في منازل تحملت تكاليفها منظمات إغاثة.
ولا تزال المتاجر الكبيرة والمطاعم مغلقة في قرقوش حيث تحطمت النوافذ وتبعثر الأثاث المحترق على الأرض.
وتتوقف إمكانية عودة مزيد من المسيحيين للإقامة بِصُورَةِ دائم في قرقوش على ثقتهم في قوات الأمن. ويسعى الجيش والشرطة لتبديد المخاوف من أَثْناء نشر الجنود أمام الكنائس بل وساعدوا متطوعين مسيحيين على نصب صليب ضخم عند مدخل المدينة. وفي أحد السعف الماضي رافق الجنود موكبا في إطار التمرينات بكافة الأستعداد لاحتفالات عيد القيامة ووزعوا مقاعد على المصلين أثناء قداس. وانضم أَغْلِبُ أفراد الشرطة المسيحيين إلى جموع المدنيين في ترديد الترانيم، لكن القلق لا يزال يستبد بآخرين وهم يجدون حولهم صفوفا من المنازل والمتاجر المحترقة.

المصدر : الشرق الأوسط