رسالة قداسة سيدنا البطريرك بمناسبة عيد القيامة المجيدة

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أبريل 16, 2017, 10:34:50 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

رسالة قداسة سيدنا البطريرك بمناسبة عيد القيامة المجيدة   

      

برطلي . نت / متابعة
الموقع الرسمي لبطريركية أنطاكية وسائر المشرق للسريان الأرثوذكس
بمناسبة عيد القيامة المجيدة، أصدر قداسة سيدنا البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني رسالة معايدة وجّهها إلى جميع أبنائه الروحيين حول العالم مهنّئاً إيّاهم بهذه المناسبة.
أدناه تجدون النص الكامل لهذه الرسالة باللغة العربية:

بنعمـة الله
إغناطيوس أفرام الثاني
بطـريــرك أنـطــاكـيـــة وسـائـر الـمـشـرق
الرئيـس الأعلى للكنيسـة السـريانية الأرثوذكسـية في العالم

أبناءنا الوحيين الأعزاء في جميع أنحاء العالم
حفظتهم العناية الربانية

"ليس هو ههنا، لكنه قام" (لو 24: 6)
ܩܡ ܡܪܢ ܡܢ ܩܒܪܐ ... ܫܪܝܪܐܝܬ ܩܡ܆ ܒܬܫܒܘܚܬܐ ܘܚܝܠܐ ܪܒܐ
المسيح قام... حقا قام

نعم إنّه قام... وكيف لا يقوم ذاك الذي زعزع أركان الموت حين أقام لعازر صارخاً: "لعازر هلّم خارجاً" (يو 11: 43). وقبلها أقام ابن الأرملة وابنة يائيروس؟ كيف لا يقوم ذاك الذي قال: "أنا هو القيامة والحياة" (يو 11:26)؟ وهل يقدر عليه الموت وهو الذي "فيه كانت الحياة" (يو 1: 4) لا بل هو الحياة بذاتها؟
"ليس هو ههنا" ولن يكون أبداً في ظلال الموت لأنّه رب وينبوع الحياة. لن يكون حيث الأكفان الملفوفة والمرتبة لأنه خرج منها كما تخرج الفراشة من بيت شرنقتها. لن يكون في قبرٍ هو بالأصل ليس له ولكنه استعاره من موتى الخطيئة ليخرج كما دخل بدون خطيئة.
إنّ إلهنا يسوع المسيح قد قام ليزرع فينا قوّة القيامة وروح القيامة وفكر القيامة. وما أحوجنا إلى تلك القوّة وهاتيك الروح وذيّاك الفكر في زمن الضعف هذا وفي هذه الأيام الصعبة.
هذا هو الإيمان عينه الذي سارت بدربه الكنيسة المقدسة عبر العصور، فقدّمت أبناءها قرباناً له. ويشهد التاريخ على عظمة التضحيات وفظاعة الوحش المحارب. وتلك هي مجازر إبادة الشعب السرياني – سيفو – التي حدثت منذ مئة عام ولكنّها ما زالت حاضرة وستبقى علامة موجعةً في ذاكرتنا وذاكرة العالم.
وها هو التاريخ يعيد نفسه، وها هو الشرّ يشحذ سيفه مجدّداً ويهاجم الكنيسة المقدسة في سورية الحبيبة، في العراق الجريح، وفي لبنان، وكأنّه اعتزم معاداة مسيحيتنا المشرقية الأصيلة لأنّه يؤمن أنّها جذوة الإيمان الحقيقي على الأرض، وشعلة المسيح الوضّاءة. وما آخر جرائمه في قرانا في شمال سورية إلا دليلٌ آخر يضاف إلى اختطاف المطرانين المحبوبين يوحنا ابراهيم وبولس يازجي المغيّبَيْن عنّا في هذا العيد أيضاً، إلى اقتحام الكنائس والأديرة إلى نحر الأقباط المصريين في ليبيا.
لكنّ المسيحيّين مملوؤون رجاءً، ويؤمنون أنّ الذي قام سيزرع فينا مع قوة القيامة الرجاء والأمل بانتهاء هذه الحرب وإحلال السلام وعودة التآخي والتلاحم بين أبناء الوطن بمختلف انتماءاتهم الدينية والإثنية والسياسية.
فلنصلِّ جميعاً، أيّها الأحباء، من أجل الكنيسة وأبنائها في كلّ مكان ومن أجل أن يعود الأمان وينتصر الحق والحب. فلنصلِّ من أجل شهدائنا الأبرار، شهداء الكنيسة والوطن، ضارعين للمسيح القائم أن يقيمنا معه ويقيم شرقنا الحبيب من محنته ويرحمنا برحماته الغزيرة بشفاعة والدة الإله ومار بطرس هامة الرسل وسائر الرسل والشهداء والقديسين آمين. ܘܐܒܘܢ ܕܒܫܡܝܐ ܘܫܪܟܐ.