فصح 2017 استثنائي يوحد كل المسيحيين، و’اتفاق نيسان‘ ينتظر الضوء الأخضر

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أبريل 16, 2017, 12:40:36 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

  فصح 2017 استثنائي يوحد كل المسيحيين، و'اتفاق نيسان' ينتظر الضوء الأخضر   

      
برطلي . نت / متابعة
عشتارتيفي كوم- النهار/

هالة حمصي

13 نيسان 2017



هذه المرة، تلاقت الحسابات الفلكية، وتحديدا "الحسابان اليولياني والغريغوري". الاحد 16 نيسان 2017، يحتفل كل المسيحيين، من مختلف الكنائس، غربا وشرقا، بعيد الفصح. احد استثنائي، في المعيارين الكنسي والشعبي، اذ يجب الانتظار 8 سنوات اخرى ليشهد مجددا العالم المسيحي احدا مماثلا له. الموعد سنة 2025. وفي الانتظار، يبقى اقتراح بابا الاقباط بتثبيت عيد الفصح في نيسان على الطاولة، في انتظار "ضوء اخضر ارثوذكسي".

"سنة كبيسة"، بالتعبير التقليدي. احد فصح استثنائي. وليس الفضل في ذلك لاحد. انها مجرد حسابات فلكية. إما تجمع العيد، إما تفرقه اسبوعا، او 4 اسابيع... وحتى خمسة، ليصير العيد عيدين. القضية كنسية تاريخية. وفقا لاستاذ اللاهوت الرعائي في معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي في البلمند الاب بسام ناصيف، "استعمل المسيحيون في البداية التقويم الشمسي الذي صححه يوليوس قيصر (45 ق.م)، لتحديد مواعيد الأعياد المسيحية".

تقويمان

في القرن الرابع، ثبّت المجمع المسكونيّ الأول المنعقد في نيقية العام 325، "قانونًا لاحتساب موعد الاحتفال بعيد الفصح في يوم واحد لجميع المسيحيين: أن يعيَّد الفصح في الأحد الذى يلي بدر الاعتدال الربيعي (بلوغ الشمس منتصف السماء، حيث يتساوى الليل والنهار)، على خط الزوال لمدينة أورشليم القدس، ووجوب أن يكون العيد بعد عيد الفصح اليهودي". يومذاك توحّد العيد، وعُمِّم يومه في كلّ الكنائس.

غير ان مشكلة حقيقية ظهرت في القرن السادس عشر، مع اعتماد تقويم جديد الى جانب التقويم اليولياني. ويفيد ناصيف ان "البابا غريغوريوس الثالث عشـر أصلح التقويم اليولياني العام 1582، إذ تبيّن للفلكيين، بسبب تقدم علم الحسـابات الفلكية، أن هناك خطأ مدته 10 أيام في احتساب التـقويم اليولياني القديم، وقد تراكم منذ العمل بالتاريخ الميلادي. وأُطلق على التقويم المعدّل اسم التقويم الغريغوري (التقويم الغربي). واعتُمد في العالم المدني".

وقد تسبب هذا التقويم الجديد بانقسامات بين الكنائس في تعييد الفصح، لا سيما بين الارثوذكس والكاثوليك، ذلك "أن البابا غريغوريوس الثالث عشـر لم يستشر رؤساء الكنائس الأرثوذكسية أو يطلعهم على اسباب تغيير التقويم"، يقول ناصيف. 

نظريًا، "يعيّد الفصح، شرقاً وغرباً، في يوم واحد"، على ما يضيف. "فاحتساب يوم العيد هو نفسـه. لكن الإختلاف هو فقط في نوع التـقويم المسـتخدم. اعتدال الربيع في التقويم الغربي هو 21 آذار. أما اعتدال الربيع في التقويم الشرقي فهو 3 نيسان. وفي هذين التاريخين، اذا صار القمر بدرًا بين 21 آذار و3 نيسان، يبتعد العيد بين الشرق والغرب، لان الشرقيين ينتظرون بدرًا آخر لتحديد فصحهم. أما إذا صار القمر بدرًا بعد 3 نيسان، اقترب العيد او تطابق بين الشرق والغرب".

اما في التقويم الغربي، فتطبق "قاعدة المجمع المسكوني الاول، اي ان العيد يأتي بعد اعتدال الربيع وبعد اكتمال القمر. لكنه يصادف أكثر الأحيان قبل الفصح اليهودي. وهذا مخالف لما ورد في الكتاب المقدس عن موعد عيد الفصح المسيحي"، على ما يلاحظ.   

ان يجتمع التقويمان امر فريد. هذه السنة، تحدد موعد الفصح اليهودي في 10 نيسان، "والبدر يظهر في القدس ليلة 11 نيسان، مما يجعل العيد في الأحد الذي يلي بدر الاعتدال الربيعي في التقويمين الشرقي والغربي، أي في 16 نيسان". وفقا للحسابات الفلكية، "يقع العيد موحدا، شرقًا وغربًا، سنة 2025". 

حركة بطريركية... واقتراح

توحيد العيد يبقى الحلم. وقبل ان تكون سنة 2017 "سنة كبيسة"، انطلقت حركة بطريركية من الشرق، في محاولة لتثبيت تاريخ العيد، بغض النظر عن الحسابين اليولياني والغريغوري. وكان نتيجتها اقتراح خطي اعدّه بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية تواضروس الثاني، "ووزعه على مختلف الكنائس"، ويقضي "بان تحتفل كل الكنائس بالعيد في الاحد الثالث من نيسان"، يقول رئيس طائفة الاقباط الارثوذكس في لبنان الاب رويس الاورشليمي لـ"النهار".

منذ تنصيبه بابا للاقباط في ت2 2012، أبدى تواضروس الثاني اهتماما كبيرا بوحدة الكنائس، لا سيما توحيد عيد الفصح. في ايار 2013، التقى البابا فرنسيس في الفاتيكان، في اول زيارة لبابا الاقباط منذ 1973. وفي أيار 2014، وجّه اليه رسالة يطلب فيها أن يعمل على تحقيق مشروع تثبيت تاريخ العيد وتوحيده.

وقد التقت جهوده مع مساعي بطاركة شرق آخرين، لا سيما الرئيس الاعلى لكنيسة السريان الارثوذكس البطريرك مار اغناطيوس أفرام الثاني الذي تواصل اكثر من مرة مع البابا فرنسيس لهذه الغاية. كذلك، بادر بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام الى كتابة رسالة الى البابا "وقّعها كل البطاركة الكاثوليك، وطلبنا فيها تثبيت تاريخ العيد وتوحيده. وسلمناها اليه في 24 أيار 2015، أثناء زيارته الأراضي المقدَّسة والتقائنا به في عمَّان"، على ما يفيد في رسالة الى اساقفة المجمع المقدس والرؤساء والرئيسات العامين (26 ت2 2015).

"لقد توصلنا الى اتفاق"

وجاء جواب فرنسيس ايجابيا، باعلانه في 12 حزيران 2015: "لقد توصلنا الى اتفاق"، بما اعتُبر موقفا كاثوليكيا مهما للغاية. الى جانب "موافقة الفاتيكان" على الاقتراح القبطي، "وافقت ايضا الكنائس الانجيلية"، على قول الاب الاورشليمي. كذلك، رحّب رئيس اساقفة كانتربري جاستن ويلبي الذي اعتبر ان هناك "فرصة واعدة" مؤداها ان الاقتراح "سيؤتي ثماره". وتوقع ان يدخل حيز التنفيذ خلال فترة زمنية تراوح بين "5 و10 سنوات".

في الشرق، لقي الاقتراح تأييدا، "لا سيما من مختلف البطاركة الكاثوليك، منهم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي اعتبره "خطوة متقدمة". ومن المرحبين ايضا، بطريرك السريان الارثوذكس افرام الثاني الذي زار البابا فرنسيس في 20 حزيران 2015 في الفاتيكان، واعرب عن رغبة كنيسته في التوصل إلى اتفاق على الاحتفال بعيد الفصح في تاريخ مشترك. 

"الجواب الارثوذكسي"

رغم ترحيب واسع بالاقتراح القبطي، يبقى هناك الجواب الارثوذكسي، "ولا نزال في انتظاره"، على قول الاورشليمي. كان من المتوقع عرض الامر في المجمع الارثوذكسي الكبير في حزيران 2016 في كريت-اليونان، "وانعقدت الآمال عليه، علّ جدول اعماله يتضمن هذا البند، الا انه لم يوضع"، على قول البطريرك الراعي.

عقبة اخرى. 4 كنائس ارثوذكسية، بينها كنيسة انطاكية، قاطعت المجمع، بما شكّل تأخيرا امام بحث كل الكنائس مجتمعة في قضايا كنسية معينة... الى جانب امر آخر: فرملة موضوع توحيد الفصح ارثوذكسيا، حرصا على التمسك بالوحدة بين الكنائس الارثوذكسية.