الشاعر "يوسف كبو" يتألق في أمسية أدبية أقامها منتدى برطلي للثقافة والفنون السريا

بدء بواسطة برطلي دوت نت, أبريل 06, 2017, 06:08:30 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

الشاعر "يوسف كَبّو" يتألق في أمسية أدبية أقامها منتدى برطلي للثقافة والفنون السريانية     




برطلي . نت / خاص
بهنام شابا شَمَــنّي

في قاعة متحف التراث السرياني في عنكاوا كان الجمهور المهتم بالثقافة والادب على موعد مع الشعر وجماله في أمسية أدبية ألقى فيها الشاعر البرطلّي "يوسف كبو" قراءات شعرية من مجموعته الجديدة قيد الطبع (قِطاف من سرائر الوجود) والتي أقامها "منتدى برطلي للثقافة والفنون السريانية" مساء يوم الاثنين 3 نيسان 2017، وحضرها النائب رائد اسحق عضو مجلس النواب العراقي، وداود بابا يعقوب عضو مجلس محافظة نينوى، ويوسف يعقوب متي رئيس اتحاد بيث نهرين الوطني، والقاضي أشرف العبادي، والدكتور روبن بيث شموئيل المدير العام للمديرية العامة للثقافة والفنون السريانية في أقليم كوردستان، وأعضاء الهيئات الادارية لمجالس سريان برطلي وأعيان كرمليس وبغديدا وجمهور من متذوقي الشعر من سهل نينوى والموصل وصلاح الدين والناصرية ومن مناطق أخرى من العراق.

بدأت الامسية التي قدمها الشاعر "أمير بولص" بكلمات الترحيب بالحضور ومترحما على فقيدي الثقافة السريانية والعراقية (الناقد شوقي يوسف بهنام والشاعر معد الجبوري) ومنوها الى الانشطة التي أقامها منتدى برطلي للثقافة والفنون السريانية خلال فترة التهجير مكملا ما بدأه في برطلي الجريحة من الانشطة الثقافية والفنية وأماسي أدبية ومعارض فنية وعروض مسرحية وغيرها، مما جعل لمنتدى برطلي بصمته في المشهد الثقافي والفني هنا في عنكاوا. وأضاف واليوم يطل منتدى برطلي بالجمال على حضراتكم ليقدم الشاعر " يوسف كبو ". ثم قرأ نبذة عن حياة الشاعر "كبو" ومسيرته الشعرية وإصداراته الادبية. ثم دعا الناقد خليل شكري هياس لادارة الجلسة الذي بدوره طلب من زميليه الدكتور "فرح أدور" والدكتور "محمد يونس الجريسي" لمشاركته في تقديم دراستيهما النقدية حول مجموعة الشاعر يوسف كبو. وقبل هذه كلها إستمع الحضور الى قراءات للشاعر يوسف كبو إستهلها بقصيدته (برطلة ضوءٌ يتأوه بالحزن) جاء في بعض منها:
تناهبَ الذعرُ ألةَ التصويرِ
واكتضتْ بصراخ يستعصي على التفسير
واتتني بالاخبار الخائبة

ثم واصل قراءته للقصيدة
أبْصرتُ  برطلة وقد خرجت
من براثن انسان  مستذأب
تقصر مراثي الفواجع عن وصفها
كأنها أم ثكلى
بقدمين واهنتين وكتفين مخلوعين
وقلب يجهش اسى في تجاعيد الاشياء
لاتدرك جهات تفر اليها ، تسأل الله
تكتم العبرة  ، ترنو في وجوم
الى خراب كامل التكوين
وخلاء موحشٌ الارجاء

ليختم القصيدة بهذا المقطع

كيفَ يمكنُ لإلهٍ أن يبجلُ الخديعة
يطاردُ مخلوقاتَهُ ، يفتح جرحا على عذاباتنا
يؤلف لنا نشيدا ، من عزف النزيف
كأن الاحياءَ في الأرضِ أموات
راكضة نحو الفناءِ!!!
وكأن الكون عربة تجرها خيول الضغينة
الى منعطف للهباء

ثم بدأت القراءات النقدية مع الناقد خليل شكري هياس فقال: هذه القصيدة تنتمي الى ما يعرف بقصيدة التجربة الذاتية، الشاعر يوسف كبو في هذه القصيدة عاد بنا الى ايام مضت وهي ايام التهجير عندما احتلت مناطقنا وبدأ شذاذ هذا العصر ليعيثوا في مناطقنا فسادا فهو نقل لنا هذا الوجع العراقي وما حدث لنا من دمار وخراب . والقصيدة يهيمن عليها المكان فالشاعر يوسف كبو يسلط الضوء على بلدته التي تمت استباحتها ولم يتركوا فيها حجر على حجر فهو بذلك يحاول ان يدغدغ مشاعرنا بهذه الفاجعة الكبيرة . وقد استطاع الشاعر ان يجسد هذا المكان (برطلة) تجسيدا شعريا واقعيا من جهة وفنيا من جهة ثانية والقصيدة تزخر بالصور الشعرية الكبيرة والمهمة.

وبين كل قراءة نقدية كان الشاعر يوسف كبو ينقلنا الى حيث مديات الجمال في الشعر مع الموسيقى التي اتقن عزفها الشاب "عادل عامر دانيال طراجي" .

أما الدكتور فرح فحملت ورقته النقدية عنوان (القصيدة السريالية بين صنمية الوجود وولع الانعتاق / قراءة في مجموعة قطاف من سرائر الوجود للشاعر يوسف كبو) فقال: وجدت في مجموعة (قطاف من سرائر الوجود) نسقا مهيمنا من الادب السريالي وأضاف الدكتور "فرح" حملت المجموعة بين جوانحها ذاتا شعرية متأزمة حاولت من خلال بوحها الشعري ان تخلق توازنا نفسيا لثنائية ازلية هي الوجود والعدم.

أما الدكتور "محمد يونس الجريسي" فذكر في قراءته النقدية أن الشاعر يوسف كبو يظهر في مجموعته هذه (التركيز) واضحا ليس كما في مجاميعه الشعرية الثلاثة السابقة. واغلب مقاطع المجموعة تتحدث عن الفاجعة الكبرى والادوات الشعرية التي استخدمها الشاعر كثيرة ومتنوعة منها السؤال وهو من اكثر التقنيات حضورا في هذه المجموعة، بااضافة الى وجود (حس الطبيعة وانسنة الطبيعة وعطف الطبيعة على الانسان). لغة المجموعة تميل الى المضخمات من الاشياء مثل السراب ، الماء ، الصحراء ، الفضاء ، الليل.

بعد الانتهاء من الاستماع الى الشاعر يوسف كبو وقراءاته الشعرية الجميلة وما قدمه المشاركون في الجلسة النقدية من اراء حول شعره. فتح الناقد خليل شكري هياس باب النقاش امام الحضور وبدأهم الدكتور صالح حسن محمود رديني استاذ الادب العربي عميد كلية التربية الاساسية في جامعة الموصل وجاء في مداخلته : أبارك هذا التواصل الابداعي رغم ظروف التهجير والنزوح فمنذ سنوات ثلاث ونحن في هذه المدينة الطيبة (عنكاوا) وامسية تتلو امسية وديوان يتلو ديوان وهذه علامة الحياة والثورة على الظلام وحب الحياة لهذا الشعب الاصيل والعريق والمثقف والواعي. أما ما جاء في مداخلته عن الشاعر "يوسف كبو" فقال: الشاعر يوسف كبو يتمتع بموهبة شعرية متميزة سمعنا منه الى ثلاث قراءات الاولى تتحدث عن المكان وهي عن برطلة والقصيدة الثانية تحدثت عن الرموز الدينية والثالثة تدخل ضمن المعرفة وجاءت عن المتنبي.

الدكتور روبن بيث شموئيل شكر الجمهور الحاضر وذكر بانه يعكس محبة اهل برطلة وبغديدا/قره قوش وسهل نينوى كله للثقافة ويعشق الشعر وهذه رسالة جميلة. ولفت أنظار المختصين الى ضرورة الاهتمام بأب ما يسمى ( أدب التهجير أو أدب النزوح أو أدب الهجرة) وضرورة التفاق على مصطلح علمي أكاديمي من خلال عقد ندوات بهذا الخصوص. كما جاءت مداخلة السيد بشير شمعون شعيا في نفس الاتجاه بعد أن شكر الشاعر على ابداعه. كما شارك آخرون مثل الدكتور موسى الحوري والشاعر نضال العياش وغيرهم في آرائهم حول ما قرأ شاعر الامسية من قصائد وحول ما جاء في الدراسات النقدية، لتكون الخاتمة مع الشاعر أمير بولص وكلمات الشكر والثناء للحضور وللمشاركين في الجلسة النقدية وللمديرية العامة للثقافة والفنون السريانية ولمتحف التراث السرياني ولكل المؤسسات الثقافية في عنكاوا لما قدموه ويقدمونه من تسهيلات في إقامة انشطتنا الثقافية، ولعازف الكيتار ولكل من وضع بصمة في هذه الامسية.















































المادة خاصة بمنتديات برطلي دوت نت . عند نشر، أو إعادة تحرير لهذه المادة ، يرجى الإشارة الى
" منتديات برطلي دوت نت "