الرئيس عون في الفاتيكان.. “متى تنتهي جُلجلتُنا“؟

بدء بواسطة برطلي دوت نت, مارس 17, 2017, 11:12:57 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

الرئيس عون في الفاتيكان.. "متى تنتهي جُلجلتُنا"؟   

      
برطلي . نت / متابعة
عنكاوا دوت كوم/التيار.اورغ
تجاوز ميشال عون مفهوم الرجل الوطني الى خاصيّة الزعيم المشرقي. شأنه شأن بطاركة الطوائف المنتشرة بين لبنان وسورية والعراق ومصر وفلسطين، غدا الرئيس اللبناني المسيحي الأيتم في رئاسات الدول العربية بمثابة خشبة خلاص يتّكئ عليها مسيحيو الشرق النازف المتألّم حدّ التفريغ.

يعي ميشال عون وهو رجل مؤمن، أن مخطّط تفريغ الشرق من مسيحييه ما زال قائمًا. لا يمكن أن يغضّ طرفه عن مسيحيين يطاولهم مرسوم ترامب نظرًا الى وجودهم في بقعة حربٍ لا ناقة لهم فيها ولا جمل، تمامًا كما لا يمكنه أن ينسى مساعي "الأم الحنون" غير المخبّأة الى استقبال مسيحيي العراق من آشوريين وكلدان لا تعاطفًا مع وضعهم المأسوي بل لإنماء ريف الجنوب الفرنسي من خلال سواعدهم.

آمالٌ مشرقية
بعد السعودية وقطر ومصر والأردنّ الرئيس في الفاتيكان. تلك الحاضرة التي تعشش في نواصيها آمالٌ مشرقيّة ما زالت ترى في بابا الفقراء مخلصًا على الأرض وصوتًا صارخًا في الضمائر العالمية لكن بلا جدوى. فلا التكفير يعترف بذاك الصوت لا بل يعتبره شاذًا، ولا رؤساء الدول التي تحتضن مسيحيين يبدون حرصًا على ثباتهم في أرضهم من خلال حمايتهم، وهو ما دفع هؤلاء الى خيارٍ من اثنين: إما الرحيل بما استطاعوا حمله من أغراض وذكرياتٍ وآلام، وإما حمل السلاح والمواجهة والمحاربة الى جانب القوى الشرعية، وهي الحال في سورية والعراق.

بركة تُكمل العهد
لا يمكن لمعالم عهد الرئيس عون أن تكتمل من دون بركةٍ بابوية يلتمسها ابنُ المؤسسة العسكرية بعد ساعات. لا يمكن لمعالم العهد أن تكتمل طالما أن هموم مسيحيي الشرق هي هموم الرئيس المسيحي الوحيد في الشرق، وطالما أن وجعهم في زمن الصوم والجلجلة هو وجعه ونزفهُم هو نزفُه وخلاصُهم هو خلاصُه. لا ينسى ميشال عون زيارةً تاريخية الى براد السورية يوم لاقاه مسيحيو سورية وغير مسيحييها كزعيم عابرٍ للجغرافيا. ولا ينسى عندما ارتفعت صورُه في أكثر من بلدٍ مشرقي يوم انتُخِب رئيسًا لجمهورية لبنان.

أشبه بكرسيّ اعتراف
هي مسألة ساعاتٍ يحمل خلالها الرئيس عون الى البابا فرنسيس رسالةَ حبٍّ من اللبنانيين الى حبرهم الأعظم. مسألة ساعاتٍ أشبه بكرسي الاعتراف للرئيس العماد أمام السلطة الأعلى في الكنيسة الكاثوليكية يطمئنه فيها الى صحّة لبنان الجيدة وسلوكه دربَ التعافي في عهدٍ واعدٍ ومبشّر. هي مسألة ساعاتٍ ينقل خلالها من هو على تماسٍ مع شعوب الجوار المسيحية المتألمة وتلك النازحة الى بلده حقيقة معاناة أبناء الكنيسة، أيّ كنيسة، في أحياءٍ يستوطنها الدمار، وبيوتاتٍ امتدّت اليها يدُ التكفير، وجدرانٍ طُلِيت بشعاراتٍ معادية للمسيحية، ونعوتٍ وتوصيفات "يوصم" بها كلّ من يرسم شارة الصليب على رأسه.

مكانة كبيرة
أراد الرئيس عون أن يقرّب المسافة بين صلوات البابا وآلام المسيحية المشرقية. أراد أن يجعل درب جلجلة البابا الأرضية أكثر قساوةً وإيلامًا وتضامنًا مع مسيحيي الشرق. أراد أن يقول له إن لبنان يحتاج الى زيارةٍ منه، وإن له في الوطن الصغير مكانةً كبيرة منذ زمن الأحبار الأعظمين الأوائل وتكرّست مذ قال البابا القديس إنه أكثر من بلد، إنه رسالة. هي نفسها تلك الرسالة التي ورثها اللبنانيون وحفظوها في منتصف تسعينات القرن الماضي يحملها عون الى المكان الذي منه نبعت وتكرّست، الى الحاضرة الحاضرة دومًا وأبدًا في نفوس اللبنانيين التواقين الى رؤية بابا الفقراء والشعوب، الى أولئك الذين سيتوافدون الى لبنان كرمى عينيه من كلّ حدبٍ وصوب، من فلسطين وسورية والأردن والعراق ومصر.

كثيرٌ من العواطف والحبّ
صلاة... هو كل ما سيطلبه الرئيس العماد من رأس الكنيسة الكاثوليكية. الصلاة ليبقى لبنان على قيد الحياة، وليبقى مسيحيوه أبناء نهضةٍ وحرفٍ لا ذمّة ومظلومية. ليبقى الوطن حاضنةً للتنوّع الطائفي وللتسامح والعيش الواحد. هي زيارةٌ مجبولة بكثير من العواطف والحبّ المتبادل، بكثير من الشعر والترنيم والصلاة، بكثير من الإيمان والرجاء في زمنٍ لا يعرف سوى الرجاء، ورجلٍ لا يريد سوى الرجاء. يعرف عون أن زيارته تلك قد تُثلج قلوب كثيرين ممن فقدوا كل الأمل إلا ببارقةٍ صغيرة تأتيهم من الفاتيكان، من البابا الذي يعرف حقيقة وجعهم ويفهم ماهيته.

شعلة نور
هي زيارةُ الرئيس الأولى الى القارة العجوز يكللها اليوم بلقاء الحبر الأعظم حيث تتبلور البركة المنشودة التي سيحملها معه الرئيس اللبناني الى رعية مار مارون في المعهد البطريركي الحبري ومنها الى أبناء الجالية وبعدها الى لبنان حيث تكون تلك البركة أشبه بشعلة النور التي تقصد لبنان مع كلّ قيامة، علّ تلك البركة مقرونة بوعدٍ بزيارة قريبة تكون شعلةَ نور تُلهِم معرقلي مسار العهد والمغامرين بمصيره لغاياتٍ في نفس يعقوب.