مشاهدات وانطباعات اولية من الموصل وعنها.."1"

بدء بواسطة jerjesyousif, مارس 15, 2017, 08:30:48 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

jerjesyousif

مشاهدات وانطباعات اولية من الموصل وعنها..

من خلال بحثي عن مواضيع جدية عبر الانترنيت قرات في الفيسبوك هذا المقال للاب الخوري عمانوئيل يوخنا عن زيارته للموصل وهذا نصه:
جرجيس يوسف- 12-3-2017


مشاهدات وانطباعات اولية من الموصل وعنها..
بعد تحرير الجانب الايسر من الموصل تسنى لي زيارتها لعدة ساعات بمعية القسيس والصحافي الامريكي بول جيفري.
تزامنت زيارتنا مع احتفالية اطلق عليها اسم رفع العلم العراقي في ساحة الاحتفالات قرب جامعة الموصل.
ورغم كون الزيارة قصيرة بسبب الاوضاع الامنية وتفادي المجازفات غير المحسوبة، الا انه تسنى لنا خلالها زيارة كنيستين او كاتدرائيتين هما (مار افرام للسريان الارثوذكس) في حي الشرطة و(مريم العذراء للكنيسة الشرقية القديمة) في حي النور، بالاضافة الى بوابة نركال وبعض المواقع الاخرى وجولات سريعة في الاسواق وغيرها.
من هذه الزيارة القصيرة خرجت شخصيا بثلاثة استنتاجات او انطباعات اسميها اولية لان الخروج بتحليل واستنتاجات تقوم على شواهد ومقابلات وغيرها يتطلب وقتا اكثر من ان يختصر بزيارة واحدة، ولكن ورغم كونها اولية فان ما وجدته في الزيارة القصيرة يكاد يؤكد لي صواب هذه الاستنتاجات رغم كونها مؤلمة.
ساشارك اصدقائي في الفيسبوك هذه الاستنتاجات في ثلاثة ايام وبواقع استنتاج واحد يوميا لتكون مادة للحوار وتبادل الراي مع مراعاة السياقات الادبية من احترام الراي والراي الاخر ومن دون توجيه الاساءات الى مجاميع او مكونات او هويات دينية او قومية او سياسية وغيرها.
مع المحبة والتقدير..

الاستنتاج الاول: لا عودة لمسيحيي الموصل اليها.
(المقصود مركز مدينة الموصل وليس سهل نينوى)
تتجاوز اسباب هذا الاستنتاج الاعمال الارهابية والجرائم التي ارتكبتها الدولة الاسلامية (داعش) بحق مسيحيي الموصل في صيف 2014 ولتشمل البيئة الاصولية التكفيرية السائدة في الموصل ما قبل الدولة الاسلامية والتي وفرت البيئة الحاضنة لها حتى يمكن القول وبصواب ان الدولة الاسلامية لم تحتل الموصل بل تم الترحيب بها في الموصل. وجميعنا يعرف وجود الدولة الاسلامية بكل المستويات في الموصل منذ سنوات طويلة قبل صيف 2014.
عندما نتحاور مع مسيحيي الموصل المهجرين والنازحين ونسالهم عن العودة الى الموصل فانهم في جملة اسباب عدم العودة يشيرون الى البيئة الموصلية التكفيرية والعنفية ما قبل الدولة الاسلامية.
وبالتاكيد فان ما ارتكبته الدولة الاسلامية بحق مسيحيي الموصل هو سبب اضافي ويؤكد انه كان استمرارا لما كان في الموصل لعقود طويلة قبل 2014.
كما ان البيئة والاجيال التي خلقتها الدولة الاسلامية على مدى سنتين ونصف من وجودها وادارتها للموصل عزز النزعة التكفيرية الرافضة لقبول الاخر في الموصل.
وبالطبع ناهيك عن الخسائر المادية والتدمير المتعمد للممتلكات المسيحية وفي المقدمة منها الكنائس ومؤسساتها.
كنيستا مار افرام ومريم العذراء (كما العديد من الكنائس الاخرى) لم تهدمهم الدولة الاسلامية عند دخولها الموصل في صيف 2014 بل استخدمتهما لاغراض وظيفية حيث كانت الكاتدرائيتين مخزنا لما تقوم الدولة الاسلامية بنهبه وسلبه وسرقته من البيوت المسيحية والايزيدية في الموصل وسهل نينوى ليتم توزيعه كغنائم على مقاتليها.
ومع تيقن الدولة الاسلامية بانهيارها وخسارتها العسكرية مع انطلاق تحرير سهل نينوى على يد البيشمركة والجيش العراقي والمليشيات الشيعية قامت الدولة الاسلامية ببيع الكاتدرائيتين لمقاولين محليين ليقوموا بتهديمها وانتزاع الابواب والشبابيك وغيرها واستخراج الحديد من سقفها لبيعه. (انظر الصورة)
مقاولون محليون!!! وهذا يعكس البيئة التكفيرية السائدة.
وفي كاتدرائية مريم العذراء ورغم ان السيدة العذراء هي رمز يحترمه المسلمون ايضا فان المجتمع المحلي حوّل الساحة التي امام الكاتدرائية الى مكب للنفايات. (انظر الصورة).
فكيف يمكن ان يتوقع احد عودة مسيحيي الموصل الى مدينتهم التاريخية عاصمة وجودهم القومي ومركز مهم من مراكز كنائسهم الرسولية.
يضاف الى ذلك انه يمكن تقسيم المجتمع المسيحي الموصلي الى فئتين، الاولى المجتمع الموصلي المتجذر والمتاصل في الموصل لقرون وقرون وهو بالعموم كان مجتمعا يمتلك مصادر مالية واعمال وخبرات واختصاصات عالية جدا وقد نزح تدريجيا من الموصل بعد 2003 ليستقر في اقليم كوردستان العراق او دول الجوار او الخليج او المهجر، ولا سبب يجعلنا نعتقد بانه سيتشجع ويجازف بحياته وعائلته للعودة الى البيئة القائمة في الموصل.
والفئة الاخرى هي الفئة الوافدة للموصل من سهل نينوى او من اقليم كوردستان لاسباب البحث عن معيشة افضل او بسبب الاوضاع الامنية والسياسية في الاقليم بعد الثورة الكردستانية 1961، وهؤلاء ايضا (حتى المقتدرين منهم ماليا) لا سبب لعودتهم الى هذه البيئة العنفية والتكفيرية.
ان التصريحات المنمقة للمرجعيات السياسية والادارية وكذلك الدينية (الاسلامية او المسيحية) لا تكفي لطمانة العوائل المسيحية للعودة والمجازفة بحياتها وحياة اطفالها، واتمنى من هذه المرجعيات التوقف عن بيع الاوهام والتعامل بواقعية.
باعتقادنا ان العوائل المسيحية في الموصل سترتب اجراءات بيع عقاراتها واعمالها حال توفر الجو والالية القانونية لذلك. وهنا يجدر الانتباه الى امكانات التلاعب والتزوير والاحتيال استمرارا للاضطهاد الذي تعرضوا له.
من المؤلم ان نينوى هذه العاصمة الحضارية لشعبنا ووجوده المتجذر، ونينوى يونان النبي، ونينوى الكنيسة الاولى تلتحق باخواتها في ساليق طيسفون وكربلاء وغيرها من التي بات وجودنا القومي والديني فيها حكاية من التاريخ.
الدولة الاسلامية اسكتت اجراس كنائس نينوى (مدينة الموصل) ولن تقرع. وااسفاه..
فساعة كنيسة الساعة توقف الزمن عندها مع صباح 9 حزيران 2014.
مثلما هدمت الدولة الاسلامية (داعش) الرموز والكنوز الحضارية لوجودنا القومي. لاحظ، على سبيل المثال لا الحصر، بوابة نركال وكيف كانت وكيف باتت تحت الدولة الاسلامية.
واحسرتاه على الخسارة الحضارية.. انها وصمة عار في جبين ما يسمى العراق.
اتمنى ان اكون على خطأ، واتمنى ان تكون هناك معطيات واقعية تؤكد خطأي ولكني بالتاكيد لا اشتري الاوهام.

(غدا الاستنتاج الثاني)
[/size]