كنيسة السريان الأرثوذكس: اجتماع تشاوري في العطشانة.. المطارنة الستة يتراجعون...

بدء بواسطة برطلي دوت نت, فبراير 18, 2017, 12:33:18 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

كنيسة السريان الأرثوذكس: اجتماع تشاوري في العطشانة.. المطارنة الستة يتراجعون... لكن الأمر لم ينتهِ بعد     

      
برطلي . نت / متابعة
النهار هالة حمصي
18 شباط 2017
« في: اليوم في 09:44 »
بيانان متبادَلان. اعتذار في الاوّل، لكنه "لم يكن صريحا"، وفقا لتحفظات الثاني. "الامر لم ينته بعد كليا". تطوّرات الساعات الاخيرة في كنيسة السريان الارثوذكس أفضت الى تراجع المطارنة الستة عن موقفهم، بعدما كانوا أعلنوا "حجب الثقة رسميا" عن الرئيس الأعلى للكنيسة في العالم البطريرك مار إغناطيوس أفرام الثاني، مبدين سرورهم بـ"مدّ يمين الشركة الايمانية اليه"، ومقرّين بشرعيته، ومعتذرين عن "أي كلمة جارحة صدرت منا في حالة غير محبذة".

بيان بتوقيع سداسي قابله بعد 48 ساعة بيان صدر عن "اجتماع تشاوري" دعا اليه البطريرك وترأسه في المقر البطريركي في العطشانة، وشارك فيه نحو 18 مطرانا من آباء المجمع المقدس. واعتبروا فيه ان "رسالة الاعتذار الصادرة عن المطارنة الستة لم تكن بحجم الاخطاء التي ارتكبوها، والافعال التي تلتها لا تظهر اعتذارا صريحا عن كل ما بدر منهم من اساءة"، آملين في "ان يصححوا مواقفهم".

وساطة... وبيانان
في الايام الاخيرة، "تكثفت المساعي" لرأب الصدع داخل الكنيسة، ولـ"تفعيل التواصل" مع المطارنة الستة، عبر "مطارنة كثر وأصدقاء علمانيين من ابناء الكنيسة". ويقول مصدر كنسي لـ"النهار": "قاموا بمحاولات وطلبوا من المطارنة العودة عن موقفهم والرجوع الى حضن كنيستهم".
أولى نتائج "الوساطة" توجيه المطارنة بيانا (14 شباط 2017) الى البطريرك: "لسنا دعاة انقسام في الكنيسة، ولا انفصال عن اخوتنا المطارنة... ولا حركة عصيان او تمرد، وليست لدينا اي غايات او اهداف دفينة. فهذه اتهامات غير مقبولة". واضافوا: "ان شجاعتكم في الاعتراف بأن رفعكم الكتاب الخاص بإخوتنا في المواطنة من المسلمين مجاملة وليس ايمانا منكم به، اثمن واغلى من اي اعتذار. ولغتكم المعتدلة الخالية من المجاملة الايمانية في خطابكم (الاحد 12 شباط) هي ما نحتاج اليه من قداستكم كبطريرك وأب عام لكنيستنا. لذا يسرنا ان نمد اليكم يمين الشركة الايمانية، مقرّين بشرعيتكم، ومقبلين يمينكم... ومعتذرين عن اي كلمة جارحة صدرت منا في حالة غير محبذة".
بيان المطارنة هذا، إضافة الى "بياناتهم السابقة وما تبعها من مواقف وتصرفات، والخروق الدستورية التي ارتكبوها وما تسببت به من تشويه لصورة الكنيسة وعثرات للمؤمنين"، درسها اجتماع تشاوري دعا اليه البطريرك "من يستطيع من المطارنة الاجلاء أعضاء المجمع المقدس". وعقد في المقر البطريركي في العطشانة.
وأكد الآباء في بيان (16 شباط 2017) أن "رسالة الاعتذار الصادرة عن المطارنة الستة لم تكن بحجم الاخطاء التي ارتكبوها، والافعال التي تلتها لا تدل على ندامة حقيقية ولا تظهر اعتذارا صريحا عن كل ما بدر منهم من اساءة"، سائلين الله أن "يلهمهم سواء السبيل لتصحيح مواقفهم مرضاة لله، ومن أجل خير الكنيسة وارتياح المؤمنين وطمأنينتهم".
واقترحوا على البطريرك "دعوة المجمع المقدس الى اجتماع استثنائي خلال أحد أسابيع الصوم الاربعيني، لدرس كل ما سبق ذكره من قضايا من كل الجوانب، واتخاذ القرارات والاجراءات المناسبة، وفقا لدستور الكنيسة".

"المرجع الاساسي"
المجمع المقدس برئاسة البطريرك "هو المرجع الاساسي للكنيسة. المجمع برئاسة البطريرك، وليس من دونه"، يؤكد المصدر، مشيرا الى أنه "المرجع المخوّل النظر في هذه الامور". من البداية، اعتُبرت الطريقة التي استخدمها المطارنة الستة للتعبير عن "اعتراضهم على تصرفات البطريرك" "غير قانونية، لكون قانون الكنيسة ينص على أنه إذا أرادوا توجيه تهم او حرمان الى البطريرك او اي شيء من هذا القبيل، فيجب ان يوافق ثلثا المجمع على ذلك. وهؤلاء المطارنة لا يتمتعون بهذا الامكان. انهم 6 من اصل 35 مطرانا يشكّلون مجموع المجمع. و29 مطرانا عارضوا بيانهم".
وإذا كانت هذه المسألة هزّت الكنيسة، فقد بيّنت في المقابل "اصرارا على وحدتها، ورفضا لاي محاولة انشقاق، وتضامنا معها ومع البطريرك"، يقول المصدر. "رسائل وعرائض وتواقيع في مختلف الابرشيات تضامنت مع البطريرك ورفضت اي انقسام"، و"مطارنة واكليروس ومؤمنون متمسكون بوحدة الكنيسة" عملوا للوساطة.
والقضية بلغت ايضا الهند، حيث وجّه "المسريان"، الرئيس المحلي للكنيسة هناك، رسالة باسم المجمع في الهند وكل الهيئات الكنسية، "تضامنا مع البطريرك واعترافا بشرعيته كخليفة مار بطرس". والى بيروت، وصل وفد من 17 مطراناً من الكنيسة في الهند، برئاسة المطران غريغوريوس جوزف، مطران كوجين وسكرتير المجمع المقدّس المحلّي في الهند. والتقى البطريرك في العطشانة (13 شباط)، "مقدما دعمه الى الكرسي الرسولي الأنطاكي والبطريرك".

hala.homsi@annahar.com.lb