العمود الثامن الحمار محافظاً ! علي حسين

بدء بواسطة matoka, يناير 27, 2017, 02:05:34 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

matoka

العمود الثامن
الحمار محافظاً !








علي حسين

ليس هذا العنوان من ابتكاري وأعترف أمامكم بأنني استوليتُ عليه وأنا أقرأ  في إحدى الصحف العربية ،  وقبل الدخول في الموضوع ، يجب أن أُخبركم أنّ أوجه الشبه بين ما قرأته في الصحيفة العربية ،  وبين حروف " خادمكم " ، تبتدئ وتنتهي بالحكاية التي تجري أحداثها في إحدى المدن الصغيرة في بلغاريا  ، حيث قرّر الأهالي هناك ترشيح حمار لمنصب محافظ المدينة ، والغريب أنّ  اللجنة المشرفة على الانتخابات أعلنت  موافقتها على الترشيح ، ونقلت  وكالة أنباء صوفيا ، أنّ حزب " مجتمع بلغاريا الجديد " ، رشّح الحمار " ماركو " حيث أكدوا : " لقد رشحنا الحمار للمنصب ،لأنه لا فرق بينه وبين المحافظ  الحالي " ، وقال أعضاء الحزب إنّ مرشّحهم الحمار يمتاز على باقي المرشحين بأنه  لايسرق ولا يغشّ ولا يكذب ، ولايُعطي الوعود الفارغة ، وغير معنيّ بالصراع السياسي الذي يدور في البلاد . وذكّرتني حكاية الحمار ماركو بحزب الحمير الذي تشكّل في العراق قبل سنوات ، لكنه لم يدم طويلا حيث قرّر مؤسس الحزب عمر كلول ، حلّ حزبه بسبب "النظرة الدونيّة" من قبل المجتمع إلى هذا الحزب وأعضائه . وأضاف الرجل وهو يتألّم " سأحلّ الحزب ، لكنَّ احترامي للحمير سيستمر"..
ماذا ستقول أيها القارئ العزيز وأنت تقرأ مثل هذه الأخبار ، وتجد مَن  يثأر لكرامة الحمير، فيما كرامتك ومستقبل أبنائك رهينة بيد مجموعة من المغامرين والفاشلين؟  يحاول حزب الحمير في  بلغاريا أن يجد لأعضائه مكانة لائقة في مجتمع البشر، فيما تصر أحزاب " الأوادم " في بلادنا على السير فينا إلى مجتمع الغابة وثقافة القطيع .
والآن هل تريد أن تسأل: هل كثير علينا نحن "الأوادم" أن يخرج علينا أحد المسؤولين،  ليقول إننا فشلنا في ترسيخ ثقافة المواطنة والتعايش بين أبناء الشعب الواحد؟ وهل من حقنا أن نعرف هل نحن رهينة أمزجة بعض الذين يتخذون من السياسة مهنة للتربّح والتجارة.. هل نستطيع ان نسأل ما هي المسافة التي قطعتها أحزاب "الأوادم"؟ .
لا يحقّ لي الكتابة عن ترشيح حمار لمنصب محافظ في بلغاريا ، لأنني  من المتابعين لأنشطة من يدّعون أنهم من صنف البشر  ، من الذين يملأون أدمغتنا بخطب  حميرية  ، ، ويحاصروننا  بإجراءات  " حماريّة " ، لكني أترك   كل ذلك وأبدي استغراباً أن تقوم مدينة بلغاريّة بترشيح حمار لقيادتها  .
لقد سلّمنا رؤوسنا لمن يعبثون بها، ويُلقون فيها بكميات هائلة من الخطب الطائفية  والأخبار  الكاذبة والبذاءات، بما لا يليق بصنف الحمير ، وعلى الرغم من ذلك، نتناولها بفخرعجيب، ونقول هل من مزيد.. كما سلّمنا لهم أصواتنا يسخرون منها علناً في الفضائيات  ، ليقولوا للعالم إننا  شعب راضٍ وسعيد، باختياراته .. فإذا كنّا  قد فوّضناهم  بالتصرف في عقولنا وضمائرنا ، فكيف نعترض إذا تولّوا شؤوننا ؟! " .........." 



ali.H@almadapaper.net



Matty AL Mache