تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

العنف التربوي و معالجته 1

بدء بواسطة د.عبد الاحد متي دنحا, سبتمبر 28, 2011, 02:45:06 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

د.عبد الاحد متي دنحا

العنف التربوي و معالجته 1

سنتطرق الى:
اولا: مفهوم العنف

المقدمة:
يقول نيلسون مانديلا حامل جائزة نوبل للسلام
ان كثير من الذين يعيشون مع العنف في كل يوم, يعتقدون بأنه يشكل جزءا لا يتجزأ من حالة الإنسان.  ولكن الأمر ليس كذلك .حيث يمكن منع العنف. و يمكن أن تعكس الثقافات العنيفة.

Many who live with violence day in and day out assume it is an intrinsic part of the human condition. But this is not so. Violence can be prevented. Violent cultures can be turned around..." - Nelson Mandela

ان إريك فايل E. Weil لا يعترف بشرعية العنف لأنه نقيض الفلسفة. ولكي تستطيع الفلسفة مقاومته يجب أن تتجسد اللاعنف وتستعمل هذا المفهوم بقوة. هكذا تظل الإشكالية المتجذرة في الفلسفة هي أن تسعى إلى محاربة نقيضها. فمحاربة العنف إذن هو المنطلق والنهاية، ومن ثم لا مناص أن نختار إما العنف وإما الخطاب..

يعني العنف الفعل المتمثل في الغلظة والخشونة والقوة غير المشروعة بالقدر الذي يمثل فزعاً للإنسان, وهو أيضا كل ممارسة تخلو من الرقة واللين بهدف البطش أو ترويع الآخر والتعدي على حريته, وهناك من يرى أن العنف هو استخدام أساليب ضغط قد تكون معنوية أو مادية أو استخدام القوة (اليد أو اللسان ـ فعلاً وقولاً ) استخداماً غير مشروع ولا يقره القانون للتأثير على الآخرين كما أن هناك أيضاً من يشير إلى العنف إلى أي عمل يتضمن استخداماً للقسر أو الإجبار من جانب الأفراد ضد أفراد آخرين أو من جماعة ضد جماعة أخرى أو من قوى مجتمعية ضد الدولة أو من جانب الدولة ضد رعاياها أو من جانب دولة ضد دولة أخرى, والعنف بهذا المفهوم هو مجموعة أفعال تعمل على خلق حالة من القلق وعدم الاستقرار في المجتمع وأن كان العنف يؤدي إلى الاحتقان أحياناً فإن الاحتقان بالضرورة أحد أهم أسبابه .. أنه كل الأفعال التي تنم عن فعل أو تهديد تؤدي إلى مد أذى أو ضرر بالآخر سواء فرداً أو جماعة أو المجتمع بأسره.
كل "عنف" يمارَس على الإنسان إنما هو "اغتصاب" : اغتصاب لهويته، لشخصيته، لحقوقه، لكرامته، لإنسانيته.
إن العنف ليس في كل الأحوال القرار الأصح والوجهة الإستراتيجية التي ينبغي أن تتبعها الجماعة دائما وأبدا وفي كل المواقف بل انه علامة يأس وفشل وضعف وتعبير عن انسداد الآفاق ويكشف عن وجود مشكلة في تحديد العلاقة الأنسب بيننا وبين الآخر وهو يحتوي على نوع من الجنون المؤقت يسعى للتخلص من كل أشكال الرقابة وينتهي إلى تدمير الذات والاستسلام إلى الانتحار.
غالباً ما ينظر الى العنف على أنه طبيعة بشرية محتمة أو حقيقة من حقائق الحياة يمكن التعامل معها وذلك عوضاً عن التفكير في كيفية الوقاية منه، وعلاوة على ذلك ينظر إلى العنف على أنه قضية يقتصر التصدي لها على القانون والنظام وليس للعاملين الصحيين دور في ذلك، وأما دورهم فلا يتجاوز التعامل الصحي المباشر مع الضحايا ولاسيما العواقب البدنية الصحية. لكن هذا المفهوم يتغير بسرعة، مدفوعاً بنجاح نهج الصحة العمومية في التعامل مع المشاكل الأخرى مثل المشاكل البيئية والصحية المتعلقة بالسلوكيات، مثل أمراض القلب، والتدخين، ومرض الإيدز والعدوى بفيروسه.
لا يَخْفَى أن الحرب هي شكل من اشكال العنف, و هي من أهم الأسباب الرئيسية للعجز والوفيات، مما قد يؤدي إلى ازدياد العنف في المستقبل. كما أن الصراعات السياسية، تمثِّل مآسي يومية من قتل وتشريد, يكتوي بنارها الانسان، ولاسيَّما النساء والأطفال. ولابد من فهم العنف بوصفه مشكلةً اجتماعيةً أكثر من كونه مشكلة جنائية.
في حين يقوم لنا فون كلوزفيتش مفهوم جديد لمعنى الحرب, "فالحرب هي فعل من أفعال القوة التي تسعى إلى إرغام الخصم على الخضوع والسيطرة والهيمنة عليه, لهذا فإنها توظف كل العلوم والصنائع في إنتاج وسائل وآليات حربية تكرس القوة كفعل عنيف.

ففكرة كلوزفيتش هي أن الحرب فعل مؤذ وعنيف يستخدم القوة كذريعة للسيطرة والهيمنة.
ولكن اعتقد انه يخطأ عندما يشير إلى "أن الحروب التي تعرفها الشعوب المتحضرة هي أقل عنفا!! من الحروب التي عرفتها الشعوب المتوحشة, وهذا راجع إلى حالة الاجتماعية والتطورات التي عرفتها هذه المجتمعات".
لانها بالحقيقة اكثر بشاعة, حيث استخدم فيها القنابل الذرية, والقنابل العنقودية و النابالم  والفوسفور الابيض الحارقة, والغازات الكيمياوية السامة و اليورانيوم المنضب والتي تسبب في زيادة عدد الضحايا بالاضافة الى التشوهات الخلقية والخسائر المادية الهائلة.

بات العنف هو العملة اليومية التي يتداولها المواطنين فيما بينهم داخل مختلف المؤسسات بدء من العائلة والمدرسة والشارع وأماكن عمومية كالمقاهي ودور للانترنيت والسينما والإدارات وبمؤسسات الدولة وعلى النطاق الدولي. 
وأدا كانت شروط الاجتماع التربوي أحد المصادر الأساسية في إفراز وتوليد سلوكات العنف فإن العامل المادي لا يقل أهمية من ذلك إن لم يكن أحد الركائز الأولية في تفجير سلوكات العنف.
والعنف هو ذلك السلوك المقترن باستخدام القوة الفيزيائية وهو ذلك الفيروس الحامل للقسوة والمانع للمودة. لم يكن العنف في يوم من الأيام ولن يكون فطرياً بل كان دوماً قدراً أحمقاً مكتسباً في النفس البشرية. فلم يكن الإنسان عنيفاً يوم ولدته أمه بل أن عنف الطبيعة وعسر الحياة والتربية وعنف الآباء هو الذي يغرز العنف في خلايا الدماغ حتى حملته صفاته الوراثية فكاد أن يكون موروثاً.
ولعل من المدرسة الإيطالية علماء يقولون إن كل مجرم هو انسان مريض. وهكذا يبحثون عن المرض الذي كان دافعاً إلى الجريمة, ولكن ذلك كله لا يمنع أن هناك مجرمين يقومون بأعمال عنفهم وهم في حالة عقلية تامة. وإلا زالت المسئولية عن غالبية الجرائم!
فالعنف مشكلة وجودية منتشرة في جميع أنحاء العالم, وخاصة في البلدان النامية نظراً لغياب الحريات الفكرية والديمقراطية وغياب القانون على الرغم من الجهود المبذولة لمؤسسات المجتمع المدني ولجان الدفاع عن الحريات الديمقراطية وحقوق الإنسان لفضح ممارسات العنف في المجتمع, ووضع آليات تربوية للحد من انتشار هذه الظاهرة.
من الواضح أن العنف مشكلة متعددة الجوانب لها جذور بيولوجية، وسيكولوجية، واجتماعية، وبيئية. لا يوجد حل سهل ومنفرد لهذه المشكلة؛ والأفضل التصدي لمشكلة العنف على مستويات متعددة ومن خلال قطاعات مجتمعية متعددة في نفس الوقت.
لقد صح قول عالم النفس السلوكي " سكينر " إن العنف يبدأ في الرؤوس قبل استخدام الفؤوس."
لقد أنتجت البشرية على مدى التاريخ آليات و وسائل للحد من العنف حيث يعتبر الدين والثقافة كعنصرين كابحين للعنف بشكل معنوي و أخلاقي، على أن أهم تقنية للتحكم في العنف تتمثل في التنظيم السياسي للمجتمع والذي ينبني فيه صورة مؤسسات حديثة تجتث العنف و تجعل استخدامه حكرا على جهاز الدولة.

تعريف العنف:
للعنف تعاريف ومفاهيم عديدة. لكن أكثرها شمولاً وبساطة هو أن العنف أي إيذاء باليد أو باللسان أو بالفعل .
المعنى اللغوي فأن العنف ليس إلا مجرد صورة من صورة الشدة التي تخالف الرأفة والرفق واللطف.
و بالمعنى الاصطلاحي للكلمة: فالعنف هو استخدام الضغط أو القوة استخداما غير مشروع, أو غير مطابق للقانون من شأنه التأثير على إرادة الفرد ومن هذا الضغط و القوة تنشأ الفوضى فلا يعترف الناس بشرعية الواجبات ما دامت الحقوق غير معترف بها فتتنشر العلاقات العدائية في المجتمع و تنشأ مجموعات أو تكتلات تتفق على صيغة تفرض بها إرادتها على الأفراد و الجماعات الأخرى فينصب عنفها على الأفراد، أو على الممتلكات قصد إخضاع السلطة أو الجماعات الأخرى؛ وقد تجمع بين النوعين، و تتطور و تطغى فتصبح إرهابا.
ان مدرسة التحليل النفسي والتي تدور تفسيراتها حول فرضيات فرويد وخاصة نظريته في اللاشعور، تعرف العنف على أنه "السلوك المشوب بالقسوة، والعدوان، القهر، الإكراه، وهو عادة سلوك بعيد عن التحضر والتمدن، تستثمر فيه الدوافع والطاقات العدوانية استثماراً صريحاً بدائياً كالضرب والتدمير للممتلكات واستخدام القوة لإكراه الخصم وقهره ويمكن أن يكون العنف فردياً، كما يمكن أن يكون جماعياً".
بينما علماء الاجتماع يربطون العنف بحالة اختلال التوازن التي قد تصيب المجتمع أو الجماعة حيث تتحطم المعايير وتسود الفوضى فيندفع الأفراد نحو العنف.
وختاما , ان العنف يجهض حركية الحياة ويقضي علي طموح الإنسان في بلوغ الغايات النبيلة, و كما يقول (إريك فايل): هو سلوك لا عقلي يهدف إلى النيل من كرامة الإنسان ومن إنسانيته. ان الفلسفة ضد العنف لانه يقوم علي كل الأفكار السلبية التي تحاربها كالتسلط والظلم والبؤس والشقاء والحرمان.... الخ.
ان استخدام العنف لا يقضي على العنف نفسه بل يولد عنف اكثر دموية منه. فالعنف ليس جزءًا من الحل، بل هو جزء من المشكلة. ولكن كما بين لنا مؤسس مبدا اللاعنف, مهاتما غاندي "أن العنف ليس قضاءً محتومًا. إذا شئنا، فإن في اللاعنف شفاءً للإنسانية من مرض العنف.  و بأنه هو قطعًا الحل الأفضل لمشكلة العنف. وبأن اللاعنف هو التعبير عن حقيقة الإنسان".
من اهم المصادر
http://association-cote-2003.blogy.fr/-p129350
http://www.emro.who.int/arabic/VIP/violence-information.htm
http://www.emro.who.int/rc48/arabic/Documents-48-7.htm
http://www.9ll9.com/vb/95308.html
http://kalima69.maktoobblog.com/
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=106968
http://www.maaber.org/issue_november07/non_violence2a.htm

مع تحيات

عبد الاحد

يتبع
لو إن كل إنسان زرع بذرة مثمرة لكانت البشرية بألف خير

ماهر سعيد متي

موضوع جميل وحيوي ... لاينكر ان العنف لايزال الطابع الغالب لدى المجتمعات المتخلفة .. واعتز بعبارة ( العنف يولد العنف).. تحياتي
مقولة جميلة : بدلا من ان تلعن الظلام .. اشعل شمعة