تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

حصريا !!

بدء بواسطة برطلي دوت نت, سبتمبر 24, 2011, 09:22:41 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

برطلي دوت نت

حصريا !!



الأستاذ متي كلو

المطبوعات العربية من الصحف والمجلات أيام الزمن الجميل، كان مراسلها الصحفي أو احد من المحررين يبحث عن الخبر من مصدره ليسبق زملائه في الصحف الأخرى بخبر صحفي يضاف إلى رصيده الإعلامي وسيرته المهنية في العمل الصحفي والمصداقية في نقل الخبر ويفتخر بجهده في عمل ينسب إليه ويكتب بان الخبر حصريا بالجريدة الفلانية أو المجلة الفلانية، وكانت الصحف أو المجلات الأكثر مبيعا وقراءة تلك الصحف التي تنشر الجديد الذي لا يجده القارئ في أي صحيفة أو مجلة أخر، وعندما كانت بعض تلك المطبوعات تنقل الخبر من مجلة أو جريدة أخرى، تشير إلى المصدر وهو ابسط حقوق المجلة أو الصحفي على الآخرين، ولهذا كانت من المجلات الأسبوعية مثل الموعد والشبكة والكواكب وأخر ساعة والمصور والصياد ومن الصحف مثل الأهرام والأنوار وتختفي من أسواق بغداد فور وصولها ولهذا كان لكل "عاشق الكلمة" يجد مجلته عن احد أصدقائه من باعة الصحف المنتشرة أكشاكهم في مختلف مناطق بغداد الحبيبة، ودائما كان القارئ لا يبخل "بالباقي" من القطعة النقدية "100فلس"إلى صاحب الكشك ليضمن حصوله على العدد القادم من المجلة، كما كانت هناك الكثير من الصداقة تربط بين القارئ وبائع الصحف، لان الكثير من باعة الصحف كانوا من المتابعين للسياسة والثقافة بأنواعها.

ومع تطور التقنية الالكترونية وانتشار المواقع على الشبكة العنكبوتية، أصبحت هذه الكلمة "حصريا" تستخدم بشكل معيب لا يخجل صاحب الموقع أو "المحرر" أو"الصحفي" باستخدامها عندما يسطو على خبر أو حديث أو سر من أسرار السياسيين أو النجوم ويطمس قواعد الصحافة عندما يهمش المصدر ويكتب على الخبر"حصريا" ويريد بذلك إن يضحك على القارئ، وينسى أن القارئ يعيش في القرن الحادي عشر وبكبسة واحدة من أصبعه على موقع العم "كوكل" يعرف المصدر الرئيسي للخبر بتفاصيله. قبل فترة قصيرة كنت أتجول في أزقة وحارات و"درابين" *و"زنكا زنكا"* وساحات ومنتزهات المواقع العربية وجولاتي اليومية تستغرق بين 3 أو 4 ساعات وتزداد أو تقل وفق دقات القلب وارتفاع الضغط أو انخفاضه، وأحيانا تصل إلى 5 ساعات أو تنخفض إلى ساعتين فقط، وبعد مغادرتي "الحاسوب" قرأت بعض الصحف ودونت نماذج من مشاهداتي"حصريا"

المشاهدة الأولى:

بلغت الفنانة الشابة والمتألقة دوما والى الأبد "حصريا" لصحيفتنا، بأنها سوف تقيم حفلة فنية كبيرة مع احد المع نجوم ايطاليا على احد مسارح برودواي، ضحكت من أعماق قلبي على كلمة "حصريا" لأني قرأت ذلك الخبر قبل عدة أيام وفي عدة مواقع على الشبكة العنكبوتية.

المشاهدة الثانية

قال وزير الخارجية لمراسلتنا عبر البحار والمحيطات"حصريا" بقرب توقيع بروتوكولات خاصة بين بلده والجارة العزيزة حول إلغاء النقد في التبادل التجاري بين البلدين، ويكون التبادل التجاري عن طريق المقايضة، استغربت من الخبر لأني قرأت في احد المواقع الالكترونية بان الخبر نشر في يوم الأول من نيسان احتفالا بكذبة الأول من نيسان .

المشاهدة الثالثة

علم محررنا الفني والمختص بإسرار النجوم "حصريا" بان الفنانة الاستعراضية والمسرحية غادرت إلى الولايات المتحدة لتضع مولودها الأول في بقاع كاليفورنيا الأمريكية من اجل الحصول على الجنسية الأمريكية لطفلها ويكون الضمان لاستقراها مستقبلا في تلك البلاد ، كما يلتحق بها زوجها بعد الانتخابات البلدية، استغربت وضحكت لاني قرأت الخبر في إحدى الصحف المحلية ونسى "المحرر" بان الخبر نشر قبل شهر واحد بالتمام والكمال و كذبته "الفنانة" قبل عدة أيام..!!

المشاهدة الرابعة

يقول وليام ف – أستاذ الصحافة المحترفة بجامعة ستانفورد

(ان غاية العمل الصحافي ليست مجرد القيام بعمل صحافي، تماما كما ان علم الجراحة لا يسعي فقط إلى تمزيق المريض وخياطته،غاية الجراحة هي المداواة والشفاء. كذلك، فان غاية الصحافة أكثر من مجرد نقل الأنباء وكتابة القصص الإخبارية،وان كانت المهارة والكفاءة ضروريتين لذلك،على غرار الجراحة.ان هدفها له علاقة بأمر أساسي أكثر هو"خدمة المجتمع وتحقيق مصلحته").



*درابين والمفرد دربونة : الشارع الضيق بين البيوت

*زنكا زنكا :،بيتا بيتا آو دارا دارا


المصدر جريدة بانوراما التي تصدر في سدني / استراليا