تحرير الأخبار:

تم تثبيت المنتدى بنجاح!

Main Menu

مصير الوجود المسيحي في العراق

بدء بواسطة متي اسو, أكتوبر 08, 2016, 06:43:02 مسائاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

متي اسو


مصير الوجود المسيحي في العراق
صدقوني اني لا اعرف شيئا عن الاحزاب المسيحية القومية ولا عن قادتها ، وأجهل تماما ‏عما يخططونه ، ولا اتابع الانشقاقات فيما بينها اوالتغيير في المواقف أو في التحالفات ... ‏نعم ، لا اعرف ولا اريد ان اعرف ... ‏
ربما سيعتبر البعض ، من كلامي هذا ، بأني لا اتفاعل مع ما يجري على الساحة المسيحية ‏، وبالتالي اني لا افهم شيئا عن الطموحات أو عن الدسائس والمؤامرات التي يقوها " قادة ‏مسيحيين " اتجاه بعضهم البعض على الساحة المسيحية المهددة بأكملها الى الانهيار ‏والاجتثاث ، نعم مهددة بالاجتثاث من طرف أو اطراف ثالثة تتحيّن الفرص للانقضاض ‏على الوجود المسيحي رغم " عسل الكلام  " في المرحلة الحالية في انتضار الوقت ‏المناسب لـ " الانقضاض المريح " بينما شعبنا المسيحي  و " قادته " منشغلون في جدالاتهم ‏البزنطينية في محاولات بائسة لخلق قادة وفرض تسميات وكيانات هزيلة ممزقة .‏
كنت أظن بأن أبناء شعبنا المسيحي ، بكافة طوائفهم وقومياتهم ، سيجتمعون فيما بينهم ‏لايجاد ارضية جيدة للعمل المشترك بعد السقوط وهم يواجهون القتل والاضطهاد والتهجير ‏من قبل أبناء وطنهم ، سنة وشيعة .... يبدو انني ساذج ، او مغرق بالافكار الرومانسية ، ‏رغم ان الواقع لا يتحمّل اكثر من هذا الاتجاه الذي كان في ذهني ... او ربما  ان " عدوى ‏الخراب " قد طالتنا رغما عنا وانا لا ادري  .‏
بدأها الاخوة الآثوريين ( الاشوريين ) ، كانوا اكثر تنظيما واستعدادا ... وعوض ان ‏يدرسوا الواقع المسيحي في الوطن العربي والمخاطر التي تهدد مصيرهم ككل في هذه ‏المرحلة الخطرة  ، وجدوها فرصة سانحة لـ " الاستحواذ " على الساحة المسيحية !!! ... ‏وفي خضم حماسهم وهم يجعلون من انفسهم " قادة "  ومحاولة فرض آشوريهم على الجميع ‏، خاصة من قبل اولئك الذين يعيشون في الخارج ، عملوا على تمزيق وحدة الصف ‏المسيحي وهو في محنته وصراعه من اجل البقاء .‏
تصدّى لهم الاخوة الكلدانيين ، ليس في تعرية وفضح المنهج الانعزالي الخطر في هذه ‏المرحلة ، بل ليزيدوا في الطين بله ومحاولة بعض " قادتهم " خلق احزابا او رابطة  " ‏قومية " ليضعف الوقف المسيحي الضعيف أصلا ...‏
والان نرى ان العدوى أخذت تنتقل الى بعض السريان بعد ان وجدوا ان اخوانهم ( الكلدان ‏والاشوريين ) حرموهم حتى من ذكر قوميتهم في الدستور العراقي ... ‏
هل هناك خراب اكثر من هذا الخراب !؟ .‏
هل ان قضية الوجود المسيحي  المهدد من قبل الاسلام السياسي المسلّح ، بشقيه السني ‏والشيعي ، والمتسيّد في الساحة السياسية تتحمل مثل هذه المواقف التخريبية ؟؟؟
هل ان قضية المهجّرين من ابناء شعبا ، في العودة الى ديارهم وأيقاف زخم الاستحواذ على ‏بلداتهم وممتلكاتهم من الغرباء التربصين بهم ،  تتحمّل مواقف اولئك ( اكررها .. الذين ‏يعيش في الخارج ) وهم مستمتعون بـ " القاب القادة " غير آبهين لما قد يتعرض له اخواننا ‏المهجرين ؟؟؟؟
ان " البطولات " التي تزعم كل قومية انها من صنعها ، وكل التاريخ " النضالي " التي ‏تتغنى به لا قيمة لها ابدا وهي تبارك انعزاليتها وتصرّح علنا عن رغبتها في الاستحواذ ‏على الساحة المسيحية كامة .... وإن كان في نيتهم عمل شيء من اجل شعبنا فسيكون حتما ‏من اجل احزابهم وقادتها ليس إلا .‏
‏ كنائسنا تتحمل مسؤولية عدم التصدي لمثل هذه الدعوات ..‏
وكما قلتُ سابقا ، تجرع المسيحيون مذلّة نقش حرف " النون " على ديارهم  ، نسيوا ‏الخطب اللاهبة من الجوامع التي دعت الى تهجيرهم والاستيلاء على اموالهم ، لا يفكرون ‏بمصير أطفالهم وما يخبأه الغد المتربص بهم دائما وأبدا ... لقد إستطاع " قادتنا في الخارج ‏‏" ذر الرماد في اعينهم بحيث لا يتذكرون ما حصل ولا  يفكرون  بما سوف يحصل ... ‏المهم ان تظهر صورهم وكلماتهم في الاعلام ...وما علينا إلا ان نصفق لـ " القائد " الذي ‏يشتهي بعض الشهرة قبل انتقاله الى الآخرة ... ثم ليحصل ما يحصل ... وعوض التصدي ‏للخطر المحدق بهم ، تحوّل قادتهم الى " عناترة " ضد بعضهم البعض .  ‏
اخذهم الحماس وهم يقرأون الاعلام يتحدّث عنهم ، تملّكتهم الغبطة والسعادة ( رغم مأسي ‏شعبنا ) وهم يعاينون اخبارهم وصورهم هنا وهناك .... بل أخذهم " الترف الزائف " ‏ليتدخلوا حتى في شؤون الكنيسة الواحدة ليزيدوا الانشقاق إنشقاقا !!! . ‏
انهم  يرفضون الأسم الموّحد " سورايا " ( رغم  إعتقادي بأن كل جهة ستحاول الاستحواذ ‏على التسمية مستقبلا ) ، ولا يرتضون بالتسمية " القطارية " ( كما طاب لهم وصفها ) ‏‏...باختصار انهم يرفضون ان يكون لهم موقف موحد وكلمة واحدة .‏
غدا ، عندما يجلس الغرباء متنعمين في بلداتنا ، سيقصّون حكاياتنا على أطفالهم : كان ‏يعيش هنا اناس انقرضوا ، بـ " الأمس كانوا هنا وقد رحلوا " ، كانوا يتنازعون فيما بينهم ‏من اجل " تسمية " . ‏
أعتقد جازما بأن هناك من يقضي اوقات سمره بالضحك علينا . ‏
في الختام ، اني اثمّن الجهود التي يبذلها بعض المخلصين من أبناء شعبنا المسيحي او ‏العراقي  من اجل قضايانا المصيرية دون ان يضعوا  نصب أعينهم أية منافع شخصية .‏


‏  ‏