محاكمة يسوع

بدء بواسطة الشماس سمير كاكوز, سبتمبر 07, 2016, 05:18:24 صباحاً

« قبل - بعد »

0 الأعضاء و 1 زائر يشاهدون هذا الموضوع.

الشماس سمير كاكوز

محاكمة يسوع
الشماس سمير كاكوز   
بعد الاحداث التي جرت في بستان الزيتون انتهت بالقبض على يسوع والذهاب به الى  بيت رئيس عظيم الكهنة المدعو قيافا ( وأما الذين أمسكوا يسوع ، فأنهم ذهبوا به إلى قيافا عظيم الكهنة ، وقد آجتمع عنده الكتبة والشيوخ ) ( متى 26 / 57 ) .  وذهبوا بيسوع إلى عظيم الكهنة ، فأجتمع عظماء الكهنة والشيوخ والكتبة كلهم ( مرقس 14 / 53 ) ( ولما طلع الصباح أحتشدت جماعة شيوخ الشعب من عظماء وكهنة وكتبة ، فآستحضروه إلى مجلسهم ) ( لوقا 22 / 66 )
المحاكمة تمت على شكل مرحلتين الاولى في الليل والثانية في الصباح الباكر وقبل طلوع الفجر . المجلس اليهودي الاعلى كلهم كانوا حاضرين والقادة اليهود كانوا كلهم مجتمعين ومن الطائفتين الفريسيين والصدوقيين . 
اليهود أصروا على معاقبة يسوع وقتله بسبب مخالفته الشريعة وتجديفه من أنه يدعي نفسه أبن الله وأنه أتى من عند الله . هم المسؤولون عن القبض والحكم على يسوع .
يسوع بقى طوال الليل في رواق بيت رئيس عظيم الكهنة لم تذق عينه النوم ولم يشرب الماء وكان بين الحي والميت .
أدعاء يسوع يعتبر عند اليهود كفر وتجديف على أسم الله .
محاكمة يسوع كانت أمام حنان بصفته ( رئيس كهنة سابق ذات نفوذ ) ( يوحنا 18 / 13 ) حنان كان من عائلة صدوقية وتولى خدمة رئيس عظيم الكهنة ما بين سنة السادسة والى السنة الخامسة عشر ، لكن السلطات الرومانية عزلته من منصب رئيس عظيم الكهنة لكنه بقى يوثر في بعض الامور المهمة .
قبض على يسوع وقتله كان مقرراً من قبل كما ذكره لوقا الاصحاح 22 / 2 من ان اليهود يريدون قتل يسوع لكن لم تاتي الساعة التي يقبضون عليه بسبب انهم كانوا يخافون الشعب .
قيافا الذي حضر أمامه الرب يسوع في مناسبة سابقة قال من أنه من الافضل أن يموت رجل واحد فدى الامة بدلا من أن تهلك الامة كلها ( يوحنا 11 / 50 ) هذا الكلام قاله قيافا بعد قيامة العازر أخو مرتا ومريم من القبر .
مما يدل على ان القادة اليهود كانت فكرتهم أن يتخلصوا من يسوع بأي طريقة كانت ولا تفقد أمتهم وكراسيهم .
قيافا أسم أرامي قد يكون معناه صخرة وحنان أسم مختصر من الاسم حنانيا ومعناه يهوه قد أنعم . 
المحاكمة كانت بدون علم السلطات الرومانية ألا في الصباح الباكر لما جاءوا بيسوع الى المدعو بيلاطس البنطي . لكنهم أرادوا أخذ القرار عندهم أولاً وبعدها يذهبون بيسوع السلطات الرومانية .
المحاكمة كانت مخالفة بسبب انهم بدلاً من أن يكون الاجتماع في قاعة الاجتماعات في الهيكل القادة أجتمعوا في بيت قيافا ليلاً مما يدل على عدم صلاحية المحاكمة .
لكن كون الوقت قصير لهم وليس لديهم سوى الساعات القليلة وياتي يوم السبت فلا يتمكنون من أكل الفصح  فما كان عليهم ألا الاستعجال في محاكمة يسوع وأخذ القرار وقتله .
بعد محاكمة حنان ساقوا يسوع للمحاكمة أمام قيافا رئيس الكهنة الحالي ووقت يسوع ( متى 26 / 57 ) قيافا أراد جمع الادلة الكافية لادانة يسوع ، كان يحكم ما بين سنة 18 والى سنة 36 رئيس عظيم الكهنة كانت بيده أصدار القرارات النهائية ، الاثنان قيافا وحنان كان هدفهم واهتمامهم سياسياً أكثر من خدمتهم الشريعة وقيادة الامة اليهودية الى الله .   
موكب القبض على يسوع انطلق من جبل الزيتون الى اورشليم مباشرة الى منزل قيافا .  تامل صغير بيسوع من انه كيف جاءوا به الى هؤلاء القادة أكيد كل الطريق بالضرب والجلد والشتم والبصق والدماء تجري من عروقه والضحك عليه وفي هذا الليل الدامس وكثرة الامه وجروحه كل هذا تحمله من اجلنا وأكيد كان يسقط لعدة مرت على والقابضين عليه يضربونه . 
يسوع أتى الى هذا العالم  من أجل خلاص البشرية ويخلصنا من براثم الخطيئة ويصالحنا مع الله .
من منا لا يبالي بيسوع ولا يهمه ولا يذكر جراح يسوع وعذاباته التي تحملها وحملها بدلاً عنا يا لقساوة قلوبنا كم هي قاسية لا على الرب يسوع بل قاسية على أقرب الناس الينا وقاسية على أنفسنا أيضا .
يسوع الذي كان أمس يهتفون له أوشعنا لابن داود واليوم القادة اليهود وشعبهم يريدون قتله هكذا نحن أيضا نهتف اليوم باسم يسوع وبعد قليل ننكره ولا نريد أن نسمع عن يسوع أي شيء والسبب هو محبتنا للمال ولمصالحنا الشخصية ولانفسنا .
الاعتراف بيسوع معناه ترك كل شيء من اجله السير مع فادينا يسوع ليس سهلاً والحياة معه معناها نزع عنا الانسان القديم والعيش في القداسة والتواضع . 
سرعة محاكمة يسوع والانتهاء منها كانت تتطلب شهادة أثنين على يسوع ومن أنه كان يخالف شريعتهم فكان كثير من الذين يشهدون زوراً ضد يسوع .
كانت شهادتهم لا تتفق بينهم . الشهادة تتطلب أتفاق أثنين شخصين ومطابقة كلامهم . فكل هذه الشهادات التي شهدوها ضد يسوع لم يتفقوا عليها رؤساء اليهود .
هؤلاء الشهود هم أصلاً عملهم فقط وياخذون المال شهادة الزور والكذب على الاخرين مع العلم انهم يعرفون كل المعرفة ان يسوع عمل معجزات كثيرة وأقام الموت وشفى امراض وعلل كثيرة .
هذه الافعال والاعمال والمعجزات التي عملها يسوع انكروها كلها . قادة اليهود تعبوا من الليلة الصعبة جداً والجلسة والمحاكمة الصورية ولم يتفقوا على أي من الشهادات كان بامكانهم الاعتراف بيسوع وأن يؤمنون به ويكون هم القدوة للاخرين لكن فضلوا المجد البشري الذي هو خداع وكذب وسرقة وتكبر وشهادة زو على الاخرين على المجد الروحي الذي هو حياة مع المسيح ومحبة وتواضع وسعادة وفرح مع الله .
المحاكمة كانت كذب في كذب وسبب جلستها والدعوى هي ضد يسوع من أنه قال ساهدم هذا الهيكل .
يسوع قال أهدموا هذا الهيكل وفي ثلاثة أيام أقيمه ( يوحنا 2 / 19 ) يسوع كان قصده هيكل جسده القائم من بين الاموات .
الهيكل المبني من الحجارة والطين  تم ترميمه من هيرودس في سنة 20 قبل الميلاد وبمدة 46 سنة ومع العلم ان الهيكل لم يكتمل . المسيح قصد من أنه قادر على أعادة بناء جسده في ثلاثة أيام ولم يقصد الهيكل الذي تم بناءه في ستة واربعون سنة .
حنان كان من عائلة صدوقية وقيافا كان صهره لانه زوجه ابنته هذان الاثان كاانوا رؤساء الكهنة ما بين سنة 6 الى 15 ميلادية والاثنان هدفهم هو الطموح الشخصي والسياسي ولا يهمهم قيادة الشعب اليهودي الى الطريق الصحيح وأصبحا يتبعان الشر وصارا شريرين وقاموا يسوع وبشارته
كم منا يريد دفن بشارة يسوع في الارض كي لا يصل اليها الناس ليؤمنوا بيسوع الكثير منا يقاوم الذين يسيرون ويتبعون كلام يسوع والكثير لا يحب سماع كلمة الله لانها تؤثر على أعماله ومصالحه مثل حنان وقيافا ورؤساء والقادة اليهود .
المجلس لم يقتنع من الشهادات التي قالوها قام في الحال رئيس عظيم الكهنة ليسال يسوع عن رايه في الادلة التي قالت ضده . المسيح لم يجيب على سؤاله بل ظل صامتاً لبعض الدقائق .
مرة ثانية عظيم الكهنة ليسال عن هوية يسوع هل هو المسيح أبن الله المبارك . كان هدف عظيم الكهنة من سؤاله لكي يوقع المسيح في مشكلة لكي لا يتمكن الافلات منها .
هنا يسوع أجاب على السؤال الثاني ولم يجيب على السؤال الاول بسبب انه سؤال خاطىء وغير صحيح ومشوشاً وأن الاتهامات له باطلة مئة في المئة .
أجابة يسوع للسؤال الثاني فكانت أنا هو وسوف أجلس عن يمين الله القدير وأني أتي مرة ثانية لكي أدينكم على أعمال الشريرة هذه . السيد عرف خبثهم ومكرهم ففضل السكوت على الكلام الكثير هو يعلم نيتهم فلماذا الكلام الكثير .
جواب يسوع هذا ينطبق على الكثير منأ لا يعترف ولا يؤمن ويظل يحارب يسوع الى ما لا نهاية ولا يتذكر كلام الرب يسوع ان لم تؤمنوا فسوف تهلكون مثلهم . نعم احبائي الا لم نؤمن أيماناً حقيقياً وأعترافاً قلبياً وفكرياً فسوف نهلك كم هلك الذين لم يؤمنوا ببشارة يسوع .
الاسئلة التي وجهت ليسوع سوف يسالوها لنا في مجيئه الثاني هل نحن كنا على أستعداد السهر معه وهل أمنَ به وببشارته . الجواب هو لا نحن نؤمن فقط بالسان وأما في داخل قلبنا وروحنا هو بعيد عنا كبعد السماء والارض .
أحبائي بدون يسوع من يتمكن العيش بسلام وفرح ومحبة وسعادة . يسوع تجد عنده كل هذه الاشياء وعليه من الان فصاعداً نراجع أنفسنا هل نحن مسيحيين حقيقيين أخذنا المعمودية وأننا أبناء الله . عظيم الكهنة لما سمع جواب يسوع غضب بشدة الى درجة أنه شق ثيابه الكهنوتية وقال أنحتاج بعد الى شهود بسبب أن جواب يسوع في نظره تجديف وعليه أجتمعوا كلهم وبقرار بالاجماع الحكم عليه بالموت . عمله وقراره هذا لكي يؤيدوه المجلس على قراره بقتل المسيح .
شق الثياب هو علامة على انتهاء الكهنوت القديم وظهور كهنوت جديد على رتبة ملكي صادق . 
ورد في سفر اللاويين 23 / 15 كل من شتم الهه يعاقب بذنبه ومن على أسم الرب يقتل اذ يرجمه الشعب رجماً . المجلس أصدار قرار الموت على يسوع من هذه الاية يعاقب بالقتل عند تجديفه على أسم الرب . يسوع حكم عليه  ظلماً وجوراً من قبل سلطات هذا العالم ما دافع عن نفسه بل أعلن لهم أمه هو أبن الانسان الاتي الى العالم .
المحاكمة أمام حنان بسبب نفوذه وعلاقاته وسلطته بالرغم أنه لم يعد بعدُ رئيس الكهنة  ( يوحنا الاصحاح 18 ) . 
المحاكمة أمام المدعو قيافا هذه كان في زمن يسوع رئيس الكهنة وكانت محاولته قتل يسوع فما كان عليه ألاأن يجمع كافة الادلة ضد يسوع فتكون له حجة عقد أجتماع لانعقاد المجلس الاعلى وياتون بيسوع للاستجواب ( متى الاصحاح 26 ) .
المحاكمة الاخيرة وأمام المجلس الاعلى لليهود هي لاخذ القرار ضد يسوع من أنه يجدف وعليه يجب أن يدان على كلامه هذا فيحكم عليه بالموت ( متى الاصحاح 27 ) ( مرقس الاصحاح 15 ) ( لوقا الاصحاح 22 ) .     
والمجد لله امين
الشماس سمير كاكوز